| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

علي محمد الأزهري.. يكتب "كلمة حق": تغريدات الإمام الطيب فى مؤتمر "مغردون"

  • | الإثنين, 12 يونيو, 2017
علي محمد الأزهري.. يكتب "كلمة حق": تغريدات الإمام الطيب فى مؤتمر "مغردون"

لا شك أن شيخ الأزهر فى كلمته فى السعودية، جعل من كلمته نداءات عدة تشمل هموم الأمة، وقد نالت محط تقدير من جميع الحضور، ومن أغلب مسلمى العالم، فإن هذا الرجل الحكيم الذى يتحدث بلسان الشرع ومنطق العقل جعل من المؤتمر الذى جمع أطيافاً من شتى البلاد، ومختلف الديانات، جعل منه قاعدة عريضة لعدم التغنى بالكلمات، فضلاً عن تصحيح صورة المسلمين، وبخاصة لما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعى من نشر صور للإرهاب أو الإرجاف، فإن هذا ليس هو الإسلام الحقيقى، وإنما الإسلام الحقيقى جسده النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله «إنما أنا رحمة مهداة» و«إنما بعثت رحمة»، وقول الله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، شملت كلمته واقع الأمة:

حيث غرد فضيلته أول تغريدة: عن واقع الأمة التى تفرقت واختلفت وبخاصة علماء الأمة، فكانوا ملاذاً للطعن بعد أن تخلوا عن كتاب ربهم، أو تناسوه، فإن الفُرقة هى أصل من أصول التناحر، يقول الإمام الطيب: «آيةٌ مُحكَمةٌ صريحةٌ تَنهَى المسلمين والقائمين على أمورهم، ومن بينهم: العُلَماءُ الذين هم ورَثَةُ الأنبياء، تنهاهم جميعاً عن التنازُع والتفرُّق والاختلاف، وتحذِّرهم من الفشلِ والوَهْن والهوان الذى ينتظرهم كنتيجةٍ حتميَّةٍ مؤكَّدة، إن هم خرجوا على هذا «القانون الإلهى» الذى عرفت قِيمتَه أمم أخرى استعصمت به وتوحَّدت مصالحها الكُبرى من حولِه رُغمَ تباينهم: لُغةً وعِرقاً وثقافةً ومذهباً.. هذه الآية هى قوله تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (الأنفال: 46).

وجاءت التغريدة الثانية: عن الواقع المرير الذى تجرعه العباد، وشربته البلاد، الحرب العالمية الأولى والثانية التى أكلت اليابس والأخضر، وأصبحت بلاد المسلمين محطاً للأحقاد وغاية للاستعمار، لأن الفرقة هى أصل الداء، قال الإمام الطيب: «وإنه وإن كانت الفُرقة هى أصلَ الدَّاء وعِلَّتَه؛ فإنَّ أمانةَ الكَلِمَة تستوجِب أنْ أضم لهذا السَّبب سببا آخر يَستغلَّ جَوَّ الاختلاف أسوأ استغلالٍ، وهو: الأطماع العالميَّة والإقليميَّة التى لاتزال تُفكِّر بعقلية المُستَعْمِرين، أو عقلية الحالمين باستعادة ماضٍ قام على نزعة التغلب العِرقى والتَّمدُّد الطائفى، وإن كانت هذه الأطماع المريضة مما لا يُقرّها الدِّينُ ولا الخُلُق الإنسانى، وتأباها المواثيق الدوليَّة، ويرفُضُها شُرفاء العالَم المتحضِّر وحكماؤه».

جاءت التغريدة الثالثة: عن الظلم الواقع على الإسلام واتهامه بالإرهاب الوحشى فى ظل الوقت الراهن، ومن الخطأ أن نحصر الإسلام فى صورة بعض من المتطرفين الذين يتعطشون للقتل والذبح والتفجير، فإن الإسلام منذ خمسة عشر قرناً من الزمان لم يعرف الإرهاب أبداً، ولكل قاعدة شواذ، بل جاء الإسلام رحمة للعالمين؛ وكذا هى الركائز التى جاء بها رسول الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال الإمام الطيب: «إن الإرهاب قدم الإسلام للعالَم فى صُورة همجية وحشيةٍ لم يعرفها تاريخ المسلمين من قَبلُ».

ثم كانت التغريدة الرابعة: عن أسباب ظهور هذه الفرق المتطرفة، وكان من أبرز الأسباب مشكلة التعليم وتلقيه، حيث باتت تُشكل خطراً عند الفرق المتطرفة، أو أزمة حقيقية، فأولوا القرآن على هواهم، واجتزأوا نصوص السنة حسب عقولهم المتشددة، فلم يفهموا مراد الله تعالى، ولم ينقلوا الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد كفروا كل ما عداهم، أو من خالفهم المنهج، أو من رأى أنهم على خطأ، فاتبعوا التكفير منهجاً، واتخذوا التفسيق مرتعاً، يقول الإمام الطيب: «وإنما أكتفى بالقول بأنه تعليمٌ سمحت بعضُ مناهجه بالتوقُّف عند التراكمات التاريخية لنزعات الغلوِّ والتشدُّد فى تراثنا، والتى نشأت من تأويلاتٍ وتفسيراتٍ منحرفة لبعض نُصُوص القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة وأقوال الأئمة، أستُغِلَّت فى فَرزِ عقائد الناس وتصنيفهم لأدنى سبب أو ملابسةٍ، ودفعت أصحاب الفهوم المعوَجَّة إلى أقوال فقهية وعقدية قيلت فى نوازل ارتبطت بفترة زمنية معيَّنة، واتخذوا منها نصوصاً محكمةً وثوابتَ قطعية تُحاكى قواطع الكتاب والسُّنَّة، وجعلوا منها معياراً للتبديع والتفسيق ثم التكفير».

التغريدة الخامسة: عن منهاج الفرق المتطرفة: مطية التكفير وزدراء الآخر، فلم يسلم منهم العلماء؛ ولا الحكماء؛ ولا الحكام، ولا باقى المسلمين، تحت زعم المخالفة لشرع الله تعالى، وعدم محاربة هذا الفكر الضال جعله ينتشر بين ربوع الأمة وبخاصة الشباب.

التغريدة السادسة: الدعوة إلى إعادة النظر فى مناهج التعليم المختلفة، وأيضاً التعاون بين المؤسسات الدينية جميعاً، والوزارات الأخرى كالشباب والرياضة والثقافة وغيرهما، وذلك لنشر الوسطية وتصحيح صورة الإسلام للعالم أجمع.

التغريدة السابعة: الدعوة إلى القضاء على الحسابات التكفيرية التى انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حتى لا ينجرف الشباب خلف هذه التيارات الظلامية أُحادية الفكر، ويتطلب هذا ضرورة التصدى بالفكر الصحيح الذى يتتبع شبهات هذا التيار ويستطيع أن يلجمه بقوة الشرع وجميل الفكر، وضرب مثالاً بمرصد الأزهر الذى أسسه فضيلته للتبع شبهات داعش والرد عليهم، وقد حقق نجاحاً باهراً.

التغريدة الثامنة: كانت رسالة إلى شباب الأمة، الأبناء والبنات، أن يتمسكوا بدينهم وأن يحافظوا على صحيح الدين، ونبذ العنف والتطرف، والاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم- الذى جاء رحمة للعالمين، فإن الإسلام يُحرمُ القتل، والسطو على حقوق الآخرين مهما كان الآخر.

التغريدة التاسعة: واقع الأمة، الشعوب التى مزقتها ويلات الحروب، ودمرتها الدول الكبرى، واستحلت محارمها، ونكلت بأهلها، هذا هو الإرهاب الحقيقى، وإن هذه الشعوب تنتظر من هذه القمة المنعقدة قرارات حاسمة، بحقها فى رفع الظلم عنها والمعانة، وأبسط حقوق الإنسانية العيش الآمن.

التغريدة العاشرة: القضية الفلسطينية: التى تناساها العالم، يقول الإمام الطيب: «كما أذكِّر أن القضية الفلسطينية التى هى قضية العرب والمسلمين الأولى تأتى فى مقدمة القضايا التى تنتظرُ من هذه القمة العالميَّة وقفةً عادلةً تحقِّقُ الأمنَ والسلام والاستقرار لشعب فلسطين ولشعوب العالمين العربى والإسلامى».

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg