| 04 مايو 2024 م

أراء و أفكار

محمد مصطفى أبوشامة.. يكتب "رواق التجديد": السيسي والطيب.. والآخر في قمة الرياض

  • | الإثنين, 12 يونيو, 2017
محمد مصطفى أبوشامة.. يكتب "رواق التجديد": السيسي والطيب.. والآخر في قمة الرياض

وانتهَتْ زيارة ترامب «الهوليوودية» لمنطقة الشرق الأوسط، التى امتطى فيها جواد الفاتحين (الكاوبوى)، متنقِّلاً بين محاضن الديانات السماوية الثلاث، ومبشِّراً بعصر أمريكي جديد، وموجِّهاً رسائله «البراجماتية» المكتوبة باحترافية وذكاء، وعاقداً صفقاتِه التجاريةَ الرابحة، التى تؤكد قدراته المتميزة كرجل أعمال عتيد.

ورغم تحفُّظِى على الزيارة وتخوُّفِى من أهدافها الخفِيَّة ونتائجها المستقبلية، فإنه من الإنصاف أن نرصد لها إيجابيات مهمة ومؤثرة، ربما يكون أبرزها هو عودة الدفء إلى العلاقات المصرية - السعودية، والإدراك التام من الإدارة الأمريكية أن الدولتين تمثِّلانِ كِفَّتى ميزان المنطقة، وأنهما حصن الإسلام السُّنِّى فى العالم، ومنهما يجب أن تنطلق أى حرب صادقة لمكافحة ومحاربة الإرهاب، كما أن هناك ثقةً واضحةً من إدارة ترامب فى قيادتى الدولتين؛ السيسى وسلمان، مما سيغلق الأبواب أمام أى تسلُّلٍ من الجماعات الدينية والأنظمة المحلية الداعمة لها.

وكانت جرأةُ الرئيس السيسى واضحةً عندما فَجَّر الأسئلة الصعبة أمام قادة العالم فى كلمته (الموَفَّقَة) أمام القمة العربية - الإسلامية - الأمريكية بالرياض، عندما قال: «دعونى أتحدث بصراحة وأسأل: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذى يشترى منهم الموارد الطبيعية التى يسيطرون عليها.. كالبترول مثلاً؟».

وأضاف الرئيس السيسى مستنكِراً: «فهناك.. بكل أسف.. دول تَوَرَّطَت فى دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم.. كما أن هناك دولاً تأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب».

وتحدَّثَ الرئيس عن مبادرته المهمة لـ«تجديد الخطاب الدينى»، التى أطلَقَها قبل عامين، وتمثِّل ركيزة أساسية فى خطط الدولة المصرية لمكافحة الإرهاب، حيث أشار قائلاً: «إننى أتابِعُ تنفيذ هذه المبادرة.. مع المؤسسات الدينية العريقة فى مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف.. بما يمثِّلُه من مرجعية للإسلام الوسطى المعتدل.. وبالتعاون مع قادة الفكر والرأى فى العالمين العربى والإسلامى.. واثقاً أن هذا الجانب لا يقل أهمية عن المواجهات الميدانية لاستئصال التنظيمات الإرهابية».

وكان حضور الأزهر قويًّا فى الرياض، بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى النسخة الاستثنائية من ملتقى «مغردون» الذى تطلقه مؤسسة «مسك الخيرية»، وذلك بحضور عدد من كبار العلماء وزعماء الدول وقادة سياسيين ودبلوماسيين وشباب، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

وتمحورت كلمة شيخ الأزهر حول الآية الكريمة من سورة الأنفال (46): «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»، كما خص فضيلته الشباب برسالة مهمة قائلاً: «كن سيِّد نفسك ولا تكن عبداً لما تتلقاه من وسائل التواصل الاجتماعى من أباطيل وأضاليل.. واعلم أنك مسئول يوم القيامة عن (عقلك): هل ميَّزت به بين الحق والباطل، أو رهنته لآخَرين يعبثون به كما يريدون ووقتما يشاءون؟!».

لا شك أن الحدث فى الرياض كان ضخماً، وتاريخيًّا، لكن لا أدرى إلى أى مدى نجحت قمم الرياض وفعالياتها بإقناع «الآخر» فى أمريكا وأوروبا بأن فى بلاد العرب والمسلمين شيئاً يستحقُّ غير النفط، وأن إسلامهم دين حضارة لا شريعة قتل؟

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg