| 04 مايو 2024 م

أراء و أفكار

عماد الدين حسين.. يكتب: كيف يُمكن لمسلم أن يقتل رضيعا؟!

  • | الثلاثاء, 13 يونيو, 2017
عماد الدين حسين.. يكتب: كيف يُمكن لمسلم أن يقتل رضيعا؟!
عمادالدين حسين

كيف يمكن لشخص سوى وطبيعى أن يضغط على زناد رشاش كلاشينكوف ليقتل طفلا عمره عامان؟!.

أى روح شقية يحملها هذا الإنسان بحيث يقتل طفلا ربما لم يتعلم الكلام بعد؟!.

لم أصدق نفسى وأنا أتابع الروايات التى قصها الناجون من المجزرة الإجرامية التى ارتكبها وحوش يدعون أنهم مسلمون بحق مجموعة من الأقباط كانت فى طريقها لزيارة أحد الأديرة التابعة لمركز العدوة بمحافظة المنيا صباح الجمعة الماضى.

لن أتكلم عن السياسة أو الإرهاب الدولى أو الكلام الكثير الذى نكرره صباح مساء. أتحدث فقط مندهشا ومتسائلا عن الوحشية التى يمكن أن تتملك إنسان، بحيث يتحول إلى آلة قتل مجردة من كل المعانى الإنسانية.

الخلافات بين الأديان والمذاهب بل والأقوام موجودة منذ بدأت الخليقة، وسوف تستمر حتى قيام الساعة.

القتل موجود فى الحياة من بدايتها منذ قتل قابيل أخاه هابيل، لكن على مر الزمان كانت هناك أخلاقيات للحرب وللصراع، لا تتضمن من قريب أو بعيد قتل الأطفال أو المسنين أو النساء والحوامل أو المعاقين والمرضى والمصابين وفئات أخرى كثيرة، وقواعد أخرى منها ألا تقتل أو تطعن فى الظهر.

ديننا الإسلامى الحنيف يزخر بآلاف الأمثلة على قيم وأخلاقيات وآداب القتال والحروب.

لن نناقش اليوم عقيدة وأفكار المتطرفين الذين يتاجرون بالإسلام. نحن نتحدث فقط عن الانحدار فى الأخلاق والتوحش فى النفس والسادية فى الطباع التى تجعل شخصا يدعى أنه الأفضل إسلاما، يفتح النار ليقتل رضيعا. ما هذه النفوس المريضة التى تنفس عن شقاوة غير مسبوقة؟!!. ما فعله المجرمون يوم الجمعة الماضى، مدان بأشد العبارات الممكنة ولا يمكن تبريره. سنفترض أنهم يحاولون الضغط على الحكومة والدولة عبر استهداف الأقباط، كما فعل كثيرون غيرهم منذ سنوات طويلة، لكن ما الذى يجعل هؤلاء المجرمين حتى من منطق مصلحتهم الشخصية أن ينحدروا إلى هذا الدرك الوضيع من الانحطاط بحيث يقتلون طفلا رضيعا؟!.

ما الذى فكر فيه هذا المجرم وهو يطلق رصاصاته على الأطفال الذين قتلوا فى هذا اليوم؟ هل يعتقد أنه ينصر الإسلام بهذه الطريقة، وماذا سيقول لربه يوم القيامة عن هذا التصرف؟!.

وماهى الآيات والأحاديث فى القرآن والسنة التى تجعله يقتل طفلا لا يعرف الكلام؟!.

إذا كان الإسلام السمح يقول لنا إن شخصا دخل النار فى هرة، فما هو موقف آخر يقتل طفلا أو يعدمه بدم بارد؟!!!.

من سوء الحظ أن هؤلاء المجرمين الذين يتمسحون فى الإسلام لا يعرفون أنهم هم مختطفون للإساءة إلى الإسلام، هم المرضى وليس الإسلام.

خلال عمليات المقاومة الاستشهادية التى كانت تنفذها الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى العنصرى، وهى عمليات سليمة تماما من ناحية القانون الدولى، كانت إسرائيل تستغلها بمهارة، عبر إرسال السيارات والباصات التى تم تفجيرها لتلف عواصم أوروبا، كى تظهرنا أننا نحن العرب والمسلمين إرهابيون بلا قلب أو رحمة.

تخيلوا خسرنا معركة الدعاية وقتها رغم أننا الطرف الضعيف، ونقاوم محتلا فى أراضينا.. فما بالكم اليوم بمجرم يقوم بقتل أطفال فى المنيا، أو يدهس مارة عشوائيا فى شوارع نيس وبرلين ونيويورك أو يفجر نفسه فى شوارع بغداد ودمشق، فيموت أبرياء فى الحال، بلا ذنب سوى أنهم كانوا يمرون بالصدفة؟!.

لو أن كل اعدائنا خصوصا الصهاينة انفقوا كل ما فى الأرض من أموال وذهب وفضة ليشوهوا صورتنا كمسلمين، ما نجحوا بنفس الطريقة التى ينفذها الإرهابيون الذين يحملون زورا وبهتانا أسماء إسلامية!!.

ظنى الشخصى أن هؤلاء القتلة عملاء مكتملو العمالة بأجر أحيانا، أو من دون أجر وإدراك ووعى فى أحيان كثيرة.. لكن النتيجة واحدة فى النهاية.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg