| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

محمد مصطفى أبو شامة يكتب "رواق التجديد": "يا جمال النبى" مع "أبو شعر"

  • | الأحد, 18 يونيو, 2017
محمد مصطفى أبو شامة يكتب "رواق التجديد": "يا جمال النبى" مع "أبو شعر"
محمد مصطفى أبو شامة

أحرص كل رمضان على الاستمتاع بما لذ وطاب من مائدة الفنون والسهرات الرمضانية التى تُقدَّم فى ساحات ومسارح دار الأوبرا المصرية، والتى تجتهد وزارة الثقافة المصرية فى تنوُّع حفلاتها، وتَمْزِج بين فنونها وعروضها المختلفة. ففى الوقت الذى تعرض فيه عرائس الليلة الكبيرة فى ساحة الأوبرا الخارجية أمام مسرح الهناجر، تُنشَد السيرة الهلالية فى المسرح المفتوح بجوار المجلس الأعلى للثقافة، وكلاهما عرض مجانى مفتوح للجمهور خلال أيام الشهر الكريم.

أما العروض مدفوعة التذاكر (بأسعار زهيدة)، فتُقَدَّم على المسرح المكشوف، وحَرَصَتْ هذا العامَ سيدةُ الأوبرا الدكتورة إيناس عبدالدايم على زيادة حفلات الإنشاد الدينى مقارنةً بالأعوام السابقة، وهو ما يعكس زيادة الإقبال على هذا النوع من الحفلات التى تناسب الشهر الكريم، ويضم برنامج هذا العام حفلات مختلفة منها: مجموعة الحضرة للإنشاد الصوفى، والمطربة دينا الوديدى، والإخوة أبوشعر، وفرقة عمدان النور، والمنشد محمود التهامى، وفرقة أيامنا الحلوة، والمنشد إيهاب يونس، وعازفة الماريمبا نسمة عبدالعزيز، والمنشد ياسين التهامى، والمنشد على الهلباوى، وعازفة الهارب منال محيى الدين، وأحمد سليمان وفرقته سلطان العارفين، ورائد موسيقى الجاز يحيى خليل، ويختتم البرنامج بحفل المولوية المصرية.

وللمرة الأولى أسعَدُ هذا العام بحضور حفل لفرقة «الإخوة أبوشعر» للإنشاد الصوفى، حيث قدمت الفرقة مجموعة رائعة من الابتهالات والأناشيد الدينية والمدائح النبوية منها: «يا جمال النبى»، «قمر سيدنا النبى»، «رمضان جانا»، «على بلد المحبوب»، «أحمد يا حبيبى»، «الحمد لله والشكر لله»، «البردة»، «مولاى إنى ببابك»، «إلى أسيادى ردونى»، «ألا بالله نظرة»، «ما لنا مولى سوى الله»، وصاحَبَ الفرقةَ ثلاثةٌ من رأقصى المولوية زادوا المشهد روحانيةً، ولم تبخل الأوبرا، وقامت بتشييد ديكور بديع زَيَّنَ مسرحها المكشوف كى يتناسب مع جوِّ السهرات الرمضانية فساعَدَ فى إضفاء حالة بهجة وسعادة على الحضور. وفرقة «الإخوة أبوشعر»، هى فرقة أناشيد إسلامية سورية تأسست عام 1983، وستة من أعضاء الفرقة إخوة من عائلة «أبو شعر»، والدهم الشيخ موفق أحمد إسماعيل أبوشعر الحسينى الرفاعى، الذى كان مُنشِداً فى دمشق، وكان عالماً بالأنغام والموسيقى، ويرجع نسَبُهُم إلى سيدنا الحسين رضى الله عنه، وتخصَّصَت الفرقة فى تقديم فنِّ الإنشاد الدينى بالاعتماد على مقامات الموسيقى العربية، واستلهام أدوات المولوية السورية، وهم يقيمون حالياً بمصر.

وكنت لا أودُّ الدخول فى المشروعية الدينية للفنون الصوفية من رقص وغناء، حتى فاجأَتْنِى كثرةُ الأسئلة عنها خلال رحلة بحثى وتوثيقى لبعض المعلومات الواردة فى المقال، وقد استقرَّتْ فى قناعتى منذ زمن حكمةٌ تصلح للقياس فى كل أمور الحياة: «ما وافق منها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مقبول، وما خالف فهو مرفوض».

ويقول الشيخ نوح على سلمان (رحمه الله) من علماء أهل السنَّة والجماعة فى الأردن ومفتيها العام سابقاً، أن «أصل التصوُّف هو تربية الإنسان ليطَبّق الأحكام الشرعية بالشكل الصحيح، ولينزع من نفسه الأخلاق الذميمة ويغرس الأخلاق الحميدة، ولهذا عرّف بعضهم التصوف بأنه (العمل بالعلم)، وقد شذّ قوم منهم عن هذه القواعد وابتدعوا ما لم يأذن به الله، وهذا عيب على المبتدعين لا على الصادقين من أهل التصوّف». وأما الغناء الصوفى، وما يصاحبه أحياناً من رقص، مثل المولوية، فينطبق عليه القياس السابق، وأرى أنها فى معظمها تحقِّق أهداف التصوف، ومنها التحلى بالأخلاق الحميدة والتقرُّب إلى الله ومَدْح خير خلقه محمد عليه أفضل صلاة وسلام.

والله وأعلم.. ورمضان كريم.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg