| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

عماد الدين حسين يكتب "بالمنطق": قطر واتحاد العلماء والأزهر

  • | الأحد, 18 يونيو, 2017
عماد الدين حسين يكتب "بالمنطق": قطر واتحاد العلماء والأزهر
عمادالدين حسين

أحد الوجوه المتعددة للخلاف المصرى مع قطر أن الأخيرة أرادت إقامة كيان مواز لمشيخة الأزهر العريقة عبر ما يسمى بـ«اتحاد علماء المسلمين» الذى يرأسه الشيخ يوسف القرضاوى.

القرضاوى مصرى الأصل، لكنه حصل على الجنسية القطرية منذ إقامته هناك التى بدأت عام ١٩٦١. وبعد انقلاب الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة وسيطرته على السلطة عام ١٩٩٥، تحول الشيخ القرضاوى إلى الراعى الشرعى للأمير والإمارة.

لا أجادل فى فقه الشيخ القرضاوى وعلمه، وكنت أواظب على حضور حلقات برنامجه الشهير «الشريعة والحياة» على قناة الجزيرة فى أوائل الألفية.

القرضاوى العالم له كل الاحترام، لكننى اختلف تماما مع القرضاوى السياسى، الذى رهن علمه وتاريخه من أجل مشروع شخصى وسياسى سواء كان لقطر أو لجماعة الإخوان المسلمين.

نعود إلى أصل الموضوع وهو سعى قطر الدائم إلى البحث عن دور فى المنطقة لتكون لها سلطة القيادة. من حق قطر ومن حق أى دولة أن تسعى وراء مكانتها ومصالحها، لكن بشرط أن يتم ذلك فى الإطار الصحيح وبالطرق الصحيحة.

ونحن نتحدث علينا أن نفرق تماما بين الشعب القطرى الشقيق والحكومة القطرية التى نختلف مع معظم سياساتها. يمكن  للحكومة القطرية أن تقيم أضخم المشروعات الاقتصادية، ويمكنها أن تستضيف نهائيات كأس العالم، ويمكنها أن تشترى أصولا ضخمة فى كل بلدان العالم خاصة أوروبا. هذه أمور مقدور عليها لأنها تحتاج فقط إلى المال. لكن هناك أشياء أخرى لا يمكن شراءها بالمال مهما كان وفيرا، مثل القوة الناعمة والتأثير والاحترام والمكانة. ومن بين هذه الأشياء دور الأزهر وتاريخه وقيمته وتأثيره وعلماؤه.

حاولت قطر عبر الشيخ القرضاوى وجماعة الإخوان كثيرا أن تستولى على هذا الدور منذ  تأسيس اتحاد علماء المسلمين عام 2004.

وعندما وصلت جماعة الإخوان للسلطة فى مصر بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ فعلت كل ما يمكنها من أجل تغيير قانون الأزهر، كى تتمكن من تعيين أحد قياداتها فى هذا المنصب الأهم إسلاميا، لكنها فشلت وكان أول المرشحين لذلك الشيخ القرضاوى.

وعندما تم إخراجها من الحكم بثورة شعبية عام ٢٠١٣ فعلت المستحيل لتشويه صورة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لأنه كان أحد الذين وقفوا ضد محاولاتها أخونة المجتمع. ورغم ذلك نسمع أصواتا تافهة بين الحين والآخر تشكك فى موقف الدكتور الطيب الذى تحمل الكثير من الأذى من الجماعة وأنصارها.

وشن الشيخ القرضاوى ومؤتمره بدعم من بعض الأصوات السعودية المحسوبة على الجماعة هجوما ضاريا على الأزهر والإمام الأكبر عقب مشاركته فى، المؤتمر والتجمع الإسلامى الذى عقد لمدة ثلاثة أيام فى العاصمة الشيشانية جروزنى، فى الفترة من 25 إلى 27 أغسطس الماضى، تحت عوان «مؤتمر أهل السنة والجماعة»، بحضور 200 عالم دين. وحاولت قطر إحداث أزمة بين مصر والأزهر وبين السعودية، بحجة أن توصيات المؤتمر فى توصيف «أهل السنة والجماعة» استبعدت السلفيين والوهابيين، علما بأن الأزهر أصدر بيانا وضح فيه كل التفاصيل.

نعود مرة أخرى إلى ما بدأنا به والمتعلق بقطع كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، ونقول إن حل المشكلة وعودة قطر إلى الصف العربى تتطلب أن تتوقف عن التدخل فى  الشئون الداخلية للدول العربية، وأن تمارس دورها الطبيعى دون التفكير فى السطو على أدوار الآخرين، وأن تؤمن أن الدور والتأثير والمكانة أمور تراكمية وتتعلق بعناصر متعددة، وليست سلعا تشترى بالمال فقط.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg