| 15 مايو 2024 م

أراء و أفكار

دموية الإرهاب فى مواجهة تسامح المسلمين

  • | السبت, 24 يونيو, 2017
دموية الإرهاب فى مواجهة تسامح المسلمين

داعش مازال يواصل مسلسل عملياته الإرهابية فى الغرب.. عمليات دموية فى مختلف أنحاء العالم، يحاول من خلالها بث الرعب فى قلوب الناس، ونشر أيديولوجيته المتطرفة، وكانت آخر هذه الجرائم ما وقع فى مدينة مانشستر عندما هز انفجار قوى قاعة احتفالات مانشستر أرينا مما أسفر عن سقوط 22 قتيلاً و60 مصاباً، لكن الملفت للنظر تلك المعلومات الخاصة بمنفذ العملية «سلمان العبيدى»، فالمعلومات التى كشفتها التحقيقات بحسب وكالات الأنباء تشير إلى تورط سلمان فى عمليات عنف سابقة إذ كشف موقع independent تحت عنوان «كيفية تحول منفذ هجوم مانشستر من مدمن إلى انتحارى تابع لتنظيم داعش» أن سلمان البالغ من العمر 22 عاماً كان مدمناً للخمر والمخدرات وعلى علاقة بالعصابات المحلية قبل انضمامه للفكر المتطرف». ربما يعيد ذلك لأذهاننا قصة خالد مسعود منفذ حادث ويستمنستر، والذى كان مجرماً فى السابق.  وبالتالى فيمكننا أن نلحظ أن نفس عملية التحول هذه تشابه عمليات تحول العديد من الإرهابيين الذين نفذوا عمليات إرهابية لداعش.

ووفقاً لموقع independent  فقد صدر تقرير عن «المركز الدولى لدراسة التطرف» يفيد أن أكثر من نصف الجهاديين الأوروبيين المعروفين لديهم سجلات جنائية. وقد صرح بيتر نومان مدير المركز بأن الترابط بين الإرهاب والجريمة جعل من الصعب كشف المتطرفين من قِبل الاستخبارات الأمنية. وأضاف بيتر أن مرتكبى الجرائم معتادون على العنف وبالتالى يسهل تحولهم إلى التطرف العنيف. وفى سياق متصل، أوضح بحث صادر عن مركز مكافحة الإرهاب أن غالبية المنضمين إلى تنظيم داعش لم يكونوا مسلمين متدينين بل على العكس من ذلك، كانوا عاطلين أو طلاباً أو من المهاجرين، وقد توفرت هذه الصفات فى العبادى.

وبعيداً عن هذه الصورة المتكررة، لمتطرفين يقومون بعمليات إرهابية، تبقى المشكلة المتكررة هى تأثير هذه العمليات على الوجود الإسلامى فى الغرب، وصورة المسلمين هناك وواقعهم؛ إنها صورة الإسلام الذى تدعى داعش  - زوراً- أنها تدافع عنه. فقد أفادت المواقع الإخبارية أن مسلمى مانشستر يعانون من جرائم الكراهية بعد التفجير الأخير، فقد ذكر موقعchristiantoday  أن الأخبار تواترت بشأن الحوادث الفردية التى ألمت بالمسلمين من حينها مما جعلهم يعانون من حوادث الإسلاموفوبيا خاصةً فى المنطقة.

وطبقاً لما أفادته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن حريقاً متعمداً قد أُضرم بمسجد فى مقاطعة أولدهام، كما تعرض بعض المسلمين للسباب والإهانات جراء ذلك الحادث، وقد دعت جرائم الكراهية هذه بما فيها الحريق الذى أصاب المسجد محاولة نفى صلة سليمان العابدى بالمسجد، على الرغم من تصريحات سابقة لإمام المسجد «محمد سعيد» تقول بأن العابدى كان ينظر إليه نظرات كراهية بعد أن انتهى من خطبة له ضد داعش. والواقع يشير إلى أن البعض يُنكر ارتباط العابدى بالمسجد نظراً للحادث، بيد أنه ليس على المسلمين الاعتذار من مثل تلك الحوادث الفردية التى لا تمثل الإسلام وإنما تمثل مرتكبها فقط.   

هذا ما دعا المسلمين لمحاولة تصحيح هذه الصورة  وتفادى ردود الأفعال السلبية، وكان أول هذه المحاولات هو رفض مساجد مانشستر  دفن جثمان سلمان عبيدى حسبما صرح موقع  metro. لكن الأمر لم يتوقف على البريطانيين،  فقد نشر موقع  Daily Mail أن مجموعة من الشباب المسلمين الأستراليين احتشدت فى أحد الشوارع الاسترالية لإدانة الإرهاب فى أعقاب هجوم مانشستر مرتدين قمصانا مدونا عليها «أنا مسلم، اسألنى ما تشاء». جاءت تلك الخطوة فى إطار محاولة لتبديد مخاوف الآخرين من الدين الإسلامى فى أعقاب هجوم مانشستر الانتحارى ولدحض المفاهيم المغلوطة حول الدين. جدير بالذكر أن المارة تفاعلوا مع الشباب المسلم ومن ثم بادروا بطرح أسئلتهم وإجراء محادثات معهم حول الإسلام والإرهاب.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg