| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

عماد الدين حسين يكتب "بالمنطق": الداعية الذي نحتاجه

  • | الأربعاء, 28 يونيو, 2017
عماد الدين حسين يكتب "بالمنطق": الداعية الذي نحتاجه
عمادالدين حسين

كان الله فى عون أى داعية أو إمام أو خطيب مسجد جاد يريد أن يؤدى مهمته على أكمل وجه، وسط هذه الظروف والمتغيرات والأجواء الموجودة ليس فقط فى مصر، ولكن فى كل المنطقة العربية والعالم الإسلامى بأسره.

المعضلة الحقيقية التى تواجه أى داعية جاد هى كيفية التوفيق بين تقديم خطاب دينى فعال يتفق وصحيح الدين وفى نفس الوقت يواجه خطاب التطرف والعنف والإرهاب الذى شهد ازدهاراً فى السنوات الماضية.. وسائل الإعلام الإلكترونية جعلت الكثير من الشباب يعيشون فى أبراج منعزلة عن مجتمعاتهم. وبالتالى صار لدينا نوعيات متعددة من الشاب.

نوع منصرف تماماً عن الدين وصار أكثر ارتباطه بالحضارة الغربية شكلاً ومضموناً. بعض هؤلاء لا يذهب إلى المسجد بالمرة، وإذا ذهب فمن باب تأدية الصلاة كطقس إرضاء للأسرة.

نوع آخر ملتزم تماماً، لكن سلم عقله لتيارات متطرفة، فصار مسلوب الإرادة ويمكن لهذا التيار أو ذاك أن يحوله إلى أداة قتل متحركة.

ونوع ثالث يلتزم بأصول الدين وهو متدين باعتدال.. ليس مخلاً ومنحرفاً وليس متطرفاً.

نوع رابع وسط بين النماذج الثلاثة السابقة، هو نوع لم يحسم أمره ويفكر كثيراً بحثاً عن الطريق القويم.

يفترض أن الداعية المحترف والمؤهل هو الذى يستطيع أن يعظم من النوع الثالث. ويجذب الشباب إليه بالحجة والمنطق والموعظة الحسنة.. ولكى يتمكن هذا الداعية من إبعاد الشباب عن التطرف يميناً أو يساراً فلابد أن يتمتع بصفات عديدة، أهمها أن يكون هو نفسه محصناً ضد التطرف.. خصوصاً أن هناك دعاة يمكن أن ينزلقوا إلى التطرف فى غمضة عين ومن دون أن يدركوا أو يشعروا أنهم قريبون من الوقوع فى المصيدة. ما يمنعهم من الوقوع فى مصيدة التطرف أن يكونوا محصنين ومثقفين وان يكونوا ملمين بأصول الدين والفقه ومطلعين بدقة على التاريخ الإسلامى والانقسامات التى ضربت الأمة الإسلامية منذ فتنة عثمان بن عفان رضى الله عنه وقتل على بن أبى طالب رضى الله عنه وظهور الخوارج القدامى نهاية بظهور الخوارج الجدد، هذه الأيام الذين يعتقدون أنهم يطبقون الشرع الحنيف، رغم أنهم يوجهون أقسى الطعنات للدين بصورة عجز عنها ألد الأعداء.

الداعية الذى نحتاجه، لا بد أن يكون قادراً على الإقناع ولديه حضور جيد، أو ما يسمى بالكاريزما. التى تجعل الناس تنجذب إليه وتصدقه. نريد داعية يكون قادراً على فهم عقول الشباب الذين صاروا يقرأون ويطلعون على كل ما يحدث فى العالم لحظة بلحظة، نريد داعية يكون مطلعاً على كل أساليب المتطرفين وحيلهم التى أوقعت الكثير من الشباب فى حبائل التنظيمات المتطرفة.

بين الماضى القديم والحاضر المتغير وصولاً إلى المستقبل المأمول المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة وتحتاج جهداً وعرقاً ووقتاً، لكن مهمة تستحق كل التضحيات، خصوصا هذه الأيام التى تواجه الامة العربية والإسلامية اخطر التحديات من بوابة الدين.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg