| 28 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

محمد مصطفى أبو شامة يكتب "رواق التجديد": "رهاب الإسلام" وحادثة مسجد لندن

  • | الأحد, 2 يوليه, 2017
محمد مصطفى أبو شامة يكتب "رواق التجديد": "رهاب الإسلام" وحادثة مسجد لندن
محمد مصطفى أبو شامة

أشار مجلس مسلمى بريطانيا إلى تعرُّض المسلمين لكثير من الحوادث المتعلقة بـ«رهاب الإسلام»، التى تنامَتْ بشكل كبير بعدما دهس ثلاثة متشددين المارَّةَ على «جسر لندن» الشهير، ثم طعنوا أشخاصاً فى مطاعم وحانات مجاورة، فى الثالث من يونيو الحالى.

ففى السادس من يونيو، تم تسجيل 20 حادثة ضد مسلمين، مقارنةً بمعدل يومى يبلغ (3.5) حادثة، فى وقت سابق من العام، وذلك حسبَ تقريرٍ نَشَرَتْه وكالة الصحافة الفرنسية عقب حادث الدهس الإرهابى لحشد من المصلين المسلمين وقع فى العاصمة البريطانية لندن خلال الساعات الأولى من يوم الاثنين 19 يونيو، وأدَّى إلى مقتل شخص وإصابة عشرة بجروح.

ويحمل الحادث الذى وقع خارج دار الرعاية الإسلامية على بعد 100 متر من مسجد «فينسبرى بارك» إشاراتٍ ودلالاتٍ مهمّةً ومزعجة، لا سيما بعد أن نعرف (مثلاً) بإفادة أحد شهود العيان عن مرتكب الحادث لشبكة «بى بى سى»، حيث أكد أنه كان يصرخ: «أريد أن أقتلَ جميع المسلمين».

واشتكى العديد من المصلين فى المكان من أن الشرطة استغرَقَتْ وقتاً طويلاً للوصول، وأنها لم تتعامَلْ مباشرةً مع الحادث على أنه اعتداء إرهابى، وذلك رغم أن رئيسة الوزراء البريطانية تعهَّدَت بمحاربة الإرهاب والتطرف «أيًّا كان المسئول عنه».

واستنكر الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بشِدَّة، عملية الدهس الإرهابية، وأكد الأزهر فى بيان له رَفضَه القاطع لهذا العمل الإرهابى العنصرى الآثم، مطالباً الدول الغربية باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الاحترازية التى تِحِدّ من ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وتضمَنُ عدم تكرار مثل هذه الحوادث التى تستهدف المسلمين، وتسىء للقيم والمبادئ الإنسانية التى تكفُلُ للجميع العيش فى سلام وأمان، مهما اختلَفَتْ عقائِدُهُم أو جنسياتُهُم.

وأكدت رئيسة الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) فى تصريحات صحافِية، أن الدهس الذى وقع «كان اعتداءً تامَّ الوضوحِ على مسلمين»، وأضافت: «نأخُذُ كلَّ نوع من جرائم الكراهية مأخذَ الجد». وهذا الكلام الخطير يؤكد ما ذكره بيان الأزهر ويعزِّز من ضرورة وجود آلية مبتكَرَة لتحسين صورة الإسلام فى العالم تعمل بالتوازى مع جميع الجهود المصرية والعربية والإسلامية فى مكافحة الإرهاب.

ومصطلح «رُهَاب الإسلام» أو «الإسلاموفوبيا» مزعِج فى معناه ومُربِك فى التعامل معه، وربما تكون نشأتُهُ فى العقلية الغربية قد بدأت مع سقوط الخلافة العثمانية وظهور جماعات الإسلام السياسى فى عشرينيات القرن الماضى، لكن المصطلح لم يؤخذ على محمل الجد إلا بعد ثورة الخمينى فى إيران، نهاية السبعينيات، التى واكَبَتْ تصاعد المنهج الأصولى (الجهادى) للإسلام السياسى، ثم تَفَجَّرَت مشاعر الرهبة الحقيقية والرعب والعنف المضاد بفعل تفجيرات سبتمبر 2001، وما تلاها من موجات تطرف وإرهاب تدمى قلوب العالم حتى اليوم.

ولا شك أن هذا المصطلح الردىء يخدم أهدافاً خُلِق لأجلها، حيث نجح بقصد أن يربط الخوف بالإسلام لا بالمسلمين (أو بعضهم)، وهو ما يجعلها حرباً مفتوحةً ضدَّ كلِّ ما هو مسلم وضد عقيدة الإسلام ذاته، كما نجحت جهود غربية (بريطانية وأمريكية) مدروسة عبر سنوات كثيرة فى تأصيل صورة نمطية كريهة وشريرة عن المسلمين، ربما تدفع العالم فى النهاية إلى «هولوكوست» إسلامى.

كفانا الله وإياكم شرّ كلِّ ما يحاك ضد الإسلام.

وحفظ الله المسلمين الحقيقيين الوسطيين فى كل مكان وزمان.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg