قال الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد السعودية، خلال الاتصال الذى أجراه معه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، آخر أيام رمضان، إن بلده تقدر جهود الدكتور الطيب فى مواجهة الفكر المتطرف.
ومما قاله بن سلمان أيضاً، بينما كان شيخ الأزهر يهنئه بمبايعته ولياً العهد، إن الرياض تراهن على قدرة الأزهر على بيان حقائق الإسلام، ونشر علوم الدين.
والحقيقة أن هذا الكلام من جانب الرجل الثانى فى المملكة العربية السعودية، إذا كان يعكس ثقة بلده فى الأزهر، كمؤسسة كبرى، فإنها كانت موضعاً لمثل هذه الثقة طول الوقت، وبامتداد تاريخها، ولم يحدث أن خيبت آمال المسلمين فيها.
والذين ذهبوا إلى منطقة جنوب شرق آسيا، وخصوصاً الدول المسلمة فيها، مثل ماليزيا أو إندونيسيا، رأوا بأعينهم أن ثقة السعودية، كبلد مسلم، فى الأزهر، تتوازى معها ثقة مماثلة فى هاتين الدولتين، وفى غيرهما طبعاً، وأن مكانة المشيخة فى إندونيسيا التى هى أكبر بلاد العالم الإسلامى، من حيث عدد السكان، لا تعادلها مكانة أخرى، ولا ينافسها شىء!
ولا ينافس ثقة الدول فى الأزهر، إلا ثقة الأفراد! وربما لا يعرف كثيرون بيننا، أن صيحة «ياخراشى» التى تتردد على ألسنة العامة من الناس، إذا ما أرادوا أن يعبروا عن الحاجة إلى الاستغاثة، إنما تعود إلى واحد من شيوخ الأزهر الكبار!
كان اسمه عبدالله الخراشى، وكان من قرية أبوخراش فى البحيرة، وكان قد اشتهر بمواقفه القوية فى مواجهة الظلم وعدم الانصاف، وكان لا يتردد فى الوقوف فى وجه أى حاكم، إذا ما رأى أنه جار على حقوق الناس، وأوقع عليهم ظلماً!
وقد ذاعت شهرته فى هذا الاتجاه، حتى أصبح اسمه هو أول ما ينطق به المصرى فى وقته، إذا ما أحس بأنه فى موقف يحتاج فيه إلى طلب العون والمساعدة!
ولم تعد الصيحة موقوفة على عصرها، ولا على وقتها، وراحت تنتقل من عصر لآخر، ومن عهد إلى عهد، حتى وصلت إلينا، ولا نزال نسمعها تتردد فى مواقف كثيرة!
وإذا دل بقاؤها على شىء فإنما يدل على أن الثقة فى الأزهر قائمة، وثابتة، ومتجددة، وأن المهمة الملقاة عليه كبيرة للغاية، لأن المهمة تكون دائماً على قدر الثقة!