| 27 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

محمد مصطفى أبوشامة يكتب "رواق التجديد": بدراوي والتعليم الأزهري.. و"التاء المربوطة"

  • | السبت, 8 يوليه, 2017
محمد مصطفى أبوشامة يكتب "رواق التجديد": بدراوي والتعليم الأزهري.. و"التاء المربوطة"
محمد مصطفى أبو شامة

فى ظنى أنَّ ملفَّ التعليم فى الأزهر تعمل عليه لجان وجِهَات أزهرية بشكل مستمرٍّ ومتصل، عمل لا يتوقَّف ولا ينتظرُ توجيهاً أو تعليماتٍ، لأنه قضيةُ حياةٍ بالنسبة لكل الأزهريينَ بل ولكل المصريينَ ولا أُبالِغُ إن قلتُ: وللمسلمين فى العالم أجمع.

وكانَت النيَّةُ خالصةً، أن يكون مقالى كاملاً عن التعليم الأزهرى (قبل أن تَخطفَ «التاءُ المربوطة» سطورَه الأخيرة)، وكان مدخلى إلى باب التعليم بخبر عابر أثار قليلاً من الجدل، قبل أن يتبَخَّر تأثيره بفعل الطوفان الرمضانى الكريم بـ«مشتملاتِهِ» من روحانيات وعزومات ومسلسلات.

والخبر الذى أراه فارقاً ويستحقُّ إعادته للضوء، كان محتواه يشير إلى أن الأزهر الشريف قد استشار (أو استعان) فى هذا الملف المهم بالدكتور حسام بدراوى، السياسى المخضرم وواحد من أبرز المهتمين بالتعليم وصاحب الكتاب الموسوعى «الطريق إلى النهضة - التعليم.. الفرصة للإنقاذ». وتكمن أهمية الخبر فى أنه كشف اتساع أفق المعنيين بالأمر داخل المؤسسة العريقة، بإشراكهم أطرافاً غير أزهرية، تُكمِل رؤَاهم التطويرية للعملية التعليمية، بما يعكس رغبة أكيدة فى صياغة رؤية متكاملة وعصرية للتعليم الذى هو عمود الخيمة الأزهرية، ومسألة «تجديده» و«تطويره» و«إصلاحه» باتت محَطَّ أنظار العالم أجمع، ووجود شركاء لهم ثقل محلى أو عربى أو دولى خطوة أراها شديدة الذكاء، وفى توقيت موفَّقٍ جِدًّا.

وكان د.حسام بدراوى قد أشار قبل ثلاثة أشهر على موقعه الشخصى إلى قيامه بزيارة مرصد الأزهر بدعوة كريمة من الشيخ الطيب، قبل أن تكشف الصحف عن لقاءات أخرى تالية جَمَعَتْه بالإمام الأكبر، وفى وجود المستشار محمد عبدالسلام، حيث ناقشوا وسائل تطوير التعليم فى معاهد الأزهر ومؤسساته، وكذلك مشاريع الأزهر التعليمية الجديدة.

وقد أبدى بدراوى خلال زيارته إعجابَه الشديد بمدى التقدُّم الذى شاهَدَه فى تطوير وسائل التواصل مع الناس، واستخدام التكنولوجيا بعلم ومنهجية، وأكد قائلاً: «الأزهر الشريف يتطور ويستخدم لغة العصر ووسائله، وهو ما يُطمئِنُنا على أهم جامعة ومركز ومرجعية للإسلام فى العالم». وأضاف: «أُشارِككُمْ الفخر بالأزهر، وإعجابى بانفتاح العقل والرغبة الحقيقية والشَّغَف بتطوير التعليم الذى لمسْتُه من الإمام الأكبر ومعاونيه».

وبحسب بدراوى، فإنه اتفق مع فضيلة الإمام على أربع مبادرات يدرسها مع خبراء الأزهر لتطوير التعليم، فى سابقة ستغير شكل تقديم المعرفة وتأكيد أهمية مهارات القرن الحادى والعشرين، لطلاب الأزهر الشريف واستخدام التكنولوجيا فى تقويم الطلاب.

وقد حاولتُ التواصل مع الدكتور بدراوى للتأكُّد من صحة توليه مسئوليةَ تطويرِ التعليم الأزهرى، بحسب خبرٍ انفردت به صحيفة «الفجر» فى نهاية شهر مايو الماضى، ولكن يبدو أن زخم الأحداث فى الشهر الكريم منعه أن ينفيَ أو يؤكدَ لى الخبر، الذى أتمنى أن يكون صحيحاً، فالرجل، وبحكم معرفتى الشخصية الممتدة به لأكثر من عشرين عاماً، من أكثر المتبحرين فى برامج تطور التعليم حول العالم، وله إسهامات مجتمعية كبيرة فى هذا المجال، بالإضافة إلى كونه أستاذاً جامعيًّا وقامةً سياسيةً وثقافيةً كبيرة، ووجوده بين المشاركين فى صياغة وتنفيذ مشروعات تطوير التعليم الأزهرى.. مهمّ ومؤثر.

وقبل أن أُنهِيَ مقالى، أودّ أن أسلِّط الضوء على مبادرة مهمّة أطلقها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وجذبنى عنوانها: «أنتِ مَلِكة»، جاءت ضمن فعاليات مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، تَهدِف إلى التأكيد على أهمية دور المرأة، وتوضيح مكانتها الرفيعة فى الإسلام.

وانطلقت المبادرة (الحملة) عبْرَ وسائل التواصل الاجتماعى، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، والعادات والتقاليد التى تظلم المرأة، وتُهدِر حقوقها، وإبراز مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، كما تعمل الحملة على حَثّ المرأة على الإنجاز، وإبراز أهمية دورها، فى تَقَدُّم مجتمعها. وتضمنت الحملة أربعة محاور رئيسية هى: رِفقاً بالقوارير، إنجازاتُها تُلهِمُنى، لو كنّا فى زمن النُّبوّة، عاداتٌ وتقاليدُ أم دينٌ؟؟!!

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg