تمثل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة المجر إحدى النقاط المهمة فى فلسفة مصر لما بعد ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو حيث اعتمد سيادته منذ توليه مقاليد البلاد على مد جسور التواصل والتعاون بين دول العالم شرقه وغربه وتأتى هذه الزيارة الأخيرة لتدعييم علاقات الود بين مصر ودولة المجر والتى «فيما اعتقد» انها كانت ليست مثل علاقة الحقبة الناصرية مع دول الكتلة الشرقية فقد اصابها الفتور فى احيان كثيرة خاصة بعد فتور العلاقة بين مصر والاتحاد السوفيتى وطرد الخبراء الروس من مصر فى بداية سبعينيات القرن الماضى وقبل حرب أكتوبر 1973 م وكان لهذه الفترة ظروفها وملابساتها ومن هنا تأتى اهمية هذه الزيارة التى نجح من خلالها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عرض رؤية مصر لمختلف قضايا المنطقة وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب باعتبار أن مصر دولة رائدة ومحورية إقليميا وعالميا فان مطلب السيد الرئيس العادل فى هذه الرحلة وفى كل رحلاته الخارجية يتمثل فى:

_ توضيح ما تقوم به مصر من جهود فى مكافحة الإرهاب الاسود والتضحيات التى تُقدمها من ارواح ابنائها دحراً لهذه الافة البغيضة ودفاعا ليس عن مصر فقط بل عن العالم اجمع وهذا يستلزم ضرورة وقوف المجتمع الدولى باسره صفا واحدا فى مكافحة الإرهاب من أجل المحافظة على مؤسسات الدول التى تجتاحها هذه الظاهرة البغيضة وعدم الانتقاء بين منظمة إرهابية وأخرى على أى أساس بل يجب النظر إلى كل المنظمات الإرهابية بتعدد اسمائها على أنها منظمة إرهابية وخطر سينال الجميع إن لم يكن الآن ففى أى وقت مستقبلا ومن هذا الفهم تنطلق مصر فى مكافحة الإرهاب باعتباره  من أكبر التحديات التى تواجه عالم اليوم وخاصة دول الربيع العربى.

_ كما لم ينس سيادته فى خضم زيارته ولقاءاته المتعددة أن يوضح المزايا الاستثمارية الكبيرة التى تتمتع بها مصر خاصة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتى تعد دافعا كبيرا لتعزيز التعاون بين مصر والعالم اجمع وفى مقدمتها دولة المجر لما تتميز به منطقة قناة السويس الجديدة من مزايا اقتصادية كبيرة.

كل هذه الجهود التى يقوم بها السيد رئيس الجمهورية على المستوى الإقليمى والدولى تقول لنا بان مصر صاحبة اليد الممدودة لكل العالم وان فترة احادية العلاقة مع الغرب فقط قد ولت دون رجعة فأصبحت مصر الآن ذات علاقات متوازنة مع دول الغرب ودول الشرق على حد سواء وهذه قراءة للمستقبل بوعى عميق تراعى فيها مصر تغير القوى الإقليمية والدولية لعالم اليوم وغد.