| 27 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

عمادالدين حسين يكتب "بالمنطق": ميكروفونات مساجد الصعيد

  • | الجمعة, 7 يوليه, 2017
عمادالدين حسين يكتب "بالمنطق": ميكروفونات مساجد الصعيد
عمادالدين حسين

أحد الأصدقاء من الصعيد روى لى القصة التالية مساء السبت قبل الماضى الذى صادف وقفة عيد الفطر السعيد، ذهبت إلى قريتى بمحافظة أسيوط ‏لقضاء إجازة العيد مع أسرتى. فى الثانية فجرا من صباح يوم الاحد بدأت ميكروفونات سبعة مساجد فى وقت واحد العمل بهمة ونشاط نقلا عن الإذاعة المصرية.

إنشاد وابتهالات دينية، ثم بدأ قرآن الفجر، وبعدها حان موعد أذان الفجر، بصوت مؤذنى المساجد السبعة بالقرية، وبعدها إقامة الصلاة، وعندما انتهت اعتقدت أن الأمر انتهى. لكننى فوجئت بأدعية وتواشيح مرة أخرى.

هذا الأمر استمر قرابة ساعة كاملة، والغريب أن كل مؤذن يجتهد فى أداء الأذان بصوته، والنتيجة هى خليط متنافر من الأصوات المتنافرة والمتداخلة، والتى تجعل الأصوات نشازا بصورة يصعب تخيلها.

بعد أن توقفت الإذاعة، وعادت إلى استديوهاتها بالقاهرة، دارت فى نفسى العديد من الأسئلة، منها مثلا: هل هذا الأمر طبيعى ومنطقى؟ وهل الإسلام يقر هذا السلوك؟، وماذا يفعل المريض أو الطفل الصغير أو كبار السن الذين يحتاجون للراحة؟!!!.

انتهى كلام الصديق، وهو أمر لا يتعلق بقريته فى أحد مراكز أسيوط، بل هو يتكرر تقريبا فى معظم قرى الصعيد، وربما الريف بأكمله.

قبل شهور وسنوات قرأنا وسمعنا تصريحات لكثير من المسئولين ‏عن ضرورة أن يقتصر استخدام الميكروفون على رفع الأذان فقط، وليس جميع مراحل الصلاة. وللأسف الشديد لا يتم احترام هذه القواعد، وما يحدث هو التسابق بين المساجد فى تطويل الأذان، وبدلا من أن ينتهى الأذان عند «لا إله إلا الله»، نرى تطويلا وإضافات لم نقرأ أو نسمع عنها فى السنة المحمدية. قد يمكن تفهم ذلك، إذا كان خاصا بداخل المسجد فقط، لكن ما ذنب من يريد أن ينام ساعات الليل، وما ذنب غير المسلمين، وهل سنقبل ذلك إذا استخدمت الكنائس مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة وبعض الترانيم؟!!.

سيقول البعض ولماذا تعترض على إذاعة جميع مراحل الصلاة، اليس ذلك أفضل من الأغانى أو الأفلام أو المسرحيات أو مباريات الكرة؟!!.

الإجابة هى أن هذا قياس خاطئ تماما، لأن من يشاهد أو يستمع للمباريات أو الأفلام والموسيقى، فانه يفعل ذلك فى منزله، ولا يؤثر فى الآخرين خصوصا أثناء نومهم. سيقول قائل وهل تعتبر الصلاة ازعاجا؟!!.

الإجابة مرة أخرى هى ليست كذلك بالطبع، ومهمة الأذان الأساسية أنها تنبهنى وتنبه غيرى كى نذهب للصلاة فى وقتها، لكن على حد علمى لا يوجد فى صحيح الدين أن نذيع التواشيح والابتهالات طوال الليل.

هناك قواعد كثيرة فى كل مكان وزمان، لا يمكنك أن تقتحم بيوت الناس بهذه الطريقة، وبهذه الأصوات خصوصا أن بعضها نشاز ومنفر، الأمر الذى يسئ إلى صورتنا كمسلمين.

السؤال إذا كانت هناك قواعد وقوانين وتعليمات من وزارة الأوقاف بضرورة مراعاة اقتصار استخدام الميكروفون ‏على إذاعة الأذان فقط، فمن الذى يفترض أن يراقب ويتابع ليلزم المساجد بهذه القواعد، ولماذا لا يتم ذلك؟!.

أتمنى أن تكون هناك وقفة حقيقية، حفاظا على حياة الناس وصحتهم، والأهم أن ننشغل بجوهر الدين وليس بطقوسه وقشوره.. وكل عام وأنتم بخير.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg