| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

سليمان جودة يكتب خط أحمر: العرب أولى بالعرب!

  • | الأربعاء, 26 يوليه, 2017
سليمان جودة يكتب خط أحمر: العرب أولى بالعرب!
سليمان جودة

كنت منذ البداية، ولا أزال، ضد أن يتدخل أى طرف غير عربى، فى الأزمة العربية القطرية التى بدأت فى الخامس من يونيو الماضى، عندما أعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطع علاقاتها القنصلية والدبلوماسية مع الدوحة.

وكان ظنى أن أى طرف غير عربى يتدخل فيها، سوف يفعل ذلك من أجل إطالة أمدها، أو توظيفها لصالحه، لا حلها.. خصوصاً إذا كان هذا الطرف أمريكياً!

من قبل كان وزير الخارجية الأمريكى قد جاء إلى المنطقة، بهدف التوصل إلى حل للأزمة، وقد غادرنا دون التوصل إلى الحل الذى جاء من أجله، ودون حتى بادرة إلى حل!

ومن بعده طار بوريس جونسون، وزير الخارجية البيريطانى إلى الرياض، ثم عاد، دون أى حصيلة يمكن أن تبعث على الأمل!

والمفروض عند كتابة هذه السطور، أن يكون وزير الخارجية الفرنسى قد وصل المنطقة بدوره، محاولاً من ناحيته، لعله يصل إلى شىء!

ولكن جولات الوزراء الثلاثة «كوم».. بينما جولة الوزير الأمريكى ريكس تلرسون، «كوم آخر»!.. لقد جاء إلى الكويت، ومنها إلى قطر، ومن بعدها إلى السعودية، ثم إلى الكويت من جديد، ومنها إلى قطر مرة أخرى، ومن هناك غادر إلى بلاده دون الإدلاء بشىء، رغم أنه كان قد تقرر مسبقاً، أن يعقد مؤتمراً صحفياً فى العاصمة القطرية، يقول خلاله فى آخر جولته ماذا تحقق فيها!

وليس لعودته بغير كلمة واحدة، من معنى، سوى أنها زيارة فاشلة!.. ولو عاد مرات ومرات، لتكرر الفشل نفسه، دون أن يكون فى ذلك أى مصادرة على المستقبل وما قد يحمله من حلول!

وأخشى أن يكون تلرسون قد نقل إلى كل طرف من أطراف الأزمة، عكس ما كان عليه أن ينقله، ولو أن هذا هو ما حدث فلن يكون غريباً ولا جديداً على أى حال!

ففى بدء الأزمة كانت هذه هى طبيعة الأداء الأمريكى، إلى أن وصل وزير خارجيتهم ليبدأ جولته.. وكان رأى الرئيس دونالد ترامب منذ البداية، يبدو متناقضاً مع رأى أركان فى إدارته.. كان الرئيس فى البيت الأبيض يقول شيئاً، وكان وزير خارجيته يقول شيئاً آخر، مع أنهما ينتميان إلى إدارة أمريكية حاكمة واحدة، وما يصدر عنهما بالتالى يجب أن يكون واحداً، أو متوائماً مع بعضه البعض على الأقل!

وحين غادر تلرسون قال ما معناه، إن المرحلة المقبلة من الأزمة، هى مرحلة الحوار المباشر بين أطرافها.. والحقيقة أن هذا هو الحل فعلاً، فى هذه الأزمة، وفى غيرها من الأزمات، ولكن دون وساطة أمريكية، ودون حضور أمريكى!

ليس هذا الكلام عن سوء تقدير من جانبى للأمريكان، كشعب، ولكن تجارب شتى الدول مع الإدارات الأمريكية الحاكمة المتعاقبة، فيما مضى، لا تبعث فى الغالب على الأمل!

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg