| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

د. أحمد الصاوي يكتب انتبه: الأزهر محطة العلوم

  • | الثلاثاء, 1 أغسطس, 2017
د. أحمد الصاوي يكتب انتبه: الأزهر محطة العلوم
د. أحمد الصاوي

كان ولا يزال الأزهر محط أنظار المصريين والمسلمين فى كل زمان ومكان، ولا يعرف قيمة الفتاوى المنضبطة الموثوق فيها إلا ملهوف، يبحث عن الراحة القلبية، فهذا شاب غاضب ألقى يمينا على زوجته ولا يدرى ما حكم الإسلام فى هذا اليمين، وأخ بخس أخته من الميراث ويريد أن يتوب ويرد إليها مستحقاتها فكيف يفعل؟، ورجل يصلى منذ زمن وبه علة مرضية لا يدرى أقُبلت صلاته أم لا؟ وآخر يُضارب فى البورصة أو يعمل فى العقارات والبنوك ولا يدرى ما حكم الشرع فى بعض صور المعاملات التى يمارسها؟ وثالث يُريد أن يتزوج أم زوجته (حماته) بعدما طلق بنتها ولا يدرى ما حكم الشرع فى ذلك؟ إلى آخر هذه الصور الواقعية المعاشة؛ والتى يجد المسلم حرجاً فى صدره لا يزول، إلا أن يفتيه عالم بواقع الأمور خبير.

لو يعلم هؤلاء الذين يكتبون هذه المقالات بلغة أقرب إلى لغة أكشاك العيش، والتكاتك ومحطات البنزين، وقهاوى المناطق العشوائية، يتندرون فيها على الأزهر.

لو يعلم هؤلاء الذين لا يرضيهم نشاط الأزهر ولا خموله، لا انتشاره ولا انكماشه، لا ذيوعه ولا ضموره، فهم ينتقدون على كل حال؟!.

لو يعلم هؤلاء ما يجرّون على الأمة من كبَوات، وما يقدمونه للفكر المتطرف من مساعدات، لأمسكوا ألسنتهم وأقلامهم الجارحة.

فالطعن فى الأزهر يؤدى إلى التقليل من مكانته فى قلوب الناس؛ وبالتالى يبحث الناس عن البديل المتشدد بما جنت أيدى هؤلاء الكتاب المغمورين، الذين يكتبون مقالات عابرة فى احدى المجلات ولا يعرفون عواقبها.

تقولون بأنكم تبحثون عن أى مبادرة أو وجود للأزهر وعلمائه، فإذا هبوا إلى القيام بواجبهم على أكمل وجه، قلتم: أنى هذا (وهو احنا ناقصين؟)

أيها الكاتب: السائل يجد صعوبة فى الوصول إلى الفتوى المعتمدة فى كثير من الأحيان، ومن ثم يقع فريسة للمتشددين، وهو عين الذى نعانى من آثاره الآن.

أيها الكاتب: هل جربت يوماً وارتديت الزى الأزهرى وسرت فى الطرقات لترى كم الأسئلة والاستفسارات التى توجه لرجال الأزهر؟ أم أنك تلقى أحكاماً عشوائية كالذى يرى الغريق يصرخ ويستغيث، ويقول اتركوه يستمتع بالماء!! هلا اقتربت منه فعلمت شكواه، وسمعت أنّاته؟

انزلوا إلى الشوارع يرحمكم الله!

وبدلاً من أن يعطى الإعلام المرئى أو المسموع أو المقروء مساحة لعلماء الأزهر حتى يبينوا للناس سماحة الإسلام ويسره، فإذا هو يخصص هذا الوقت للنيل من الأزهر.

أيها الكتاب: ننتظر منكم دوراً أكبر فى تشكيل الوعى العام، وتثقيف الناس وتقديم النافع للمصريين، بدلاً من غثاء الكلمات، وفغر الأفواه، وتحطيم الرقم القياسى فى سفاسف الكلام!.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg