| 02 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور عبد الحليم منصور يكتب: الاعتداء على الأقصى تكريس للكراهية بين أتباع الأديان

  • | الثلاثاء, 1 أغسطس, 2017
الدكتور عبد الحليم منصور يكتب: الاعتداء على الأقصى تكريس للكراهية بين أتباع الأديان
د. عبد الحليم منصور

 لاشك أن اعتداء الإسرائيليين فى الأيام الماضية على المسجد الأقصى يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، وانتهاكا للمواثيق والاتفاقات الدولية والعالمية التى تنص على حرمة المقدسات الدينية، وعدم جواز المساس بها، أو ازدرائها، لما يؤدى إليه هذا التصرف من تكريس للكراهية بين أتباع الأديان فى العالم، وبدلا من أن يعيش العالم فى وئام وسلام، وتعاون لإسعاد البشرية، تنقلب الحياة لتصبح صراعا، وحروبا دامية، تزهق بسببها النفوس الإنسانية من هنا ومن هناك.

- إن المسجد الأقصى له قدسية فى نفوس المسلمين، ذلك أنه أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من المساجد التى تشد لها الرحال، فضلا عن كون الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، قال عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى» وقال عن فضل الصلاة فيه فيما رواه الطبرانى من حديث أبى الدرداء: «الصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة فى مسجدى بألف صلاة، والصلاة فى بيت المقدس بخمسمائة صلاة».

- لذا يجب على غير المسلمين من أتباع الديانات كلها احترام مشاعر المسلمين، وعدم تأجيج نيران الغضب، بسبب هذه الممارسات والانتهاكات المستمرة لأن هذا الأمر يؤدى إلى مزيد من الاحتقان، وتأجيج نيران الغضب بين المسلمين وغيرهم، ويجعل العلاقة بين الجميع علاقة صراع بدلا من أن تكون علاقة سلام.

- كما يجب على المسلمين وولاة الأمر فى العالم مخاطبة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، والمجتمع الدولى بأسره، لوقف هذا الاعتداء الصارخ على مقدسات المسلمين، ومشاعرهم، تلافيا لتأجيج نيران الإرهاب فى العالم التى اكتوى العالم أجمع بنيرانها سنين عديدة.

- إن ديننا الإسلامى الحنيف يدعو إلى التعايش السلمى والإنسانى مع الأديان كافة، من أجل التعاون فى إعمار الكون، والوصول به إلى أرقى آفاق التقدم، بما يحقق مصلحة البشرية والإنسانية.

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» الحجرات: (13)

- إننا نحن المصريين، والأزهريين بل والعرب نخاطب الضمير الحى، والعقلاء فى العالم بأسره، للتصدى لهذه الحملات الشرسة، والاعتداءات الصارخة على الإسلام والمسلمين فى العالم، أملا فى الوصول إلى صيغة للتعايش السلمى والإنسانى بين بنى الإنسان فى العالم.

- إن الاعتداءات الهمجية الآن التى تمارس ضد المسلمين، وضد مقدساتهم إن لم يتم وقفها فورا، فسوف تخلف وراءها نيرانا من شأنها أن تقض مضجع المجتمع الدولى، فضلا عن عرقلتها مسيرة السلام فى العالم.

- إن ما يحدث فى انتهاك لحرمات المقدسات على النحو الذى حدث للمسجد الأقصى سيغرى المتشددين من هنا ومن هناك، أن ينالوا من غيرهم على النحو الذى حدث معهم، انتقاما وانتصارا، وردا لاعتبارهم، وهذا الأمر من الممكن أن يؤدى إلى فتن لا حصر لها، من شأنها أن تقيم حروبا دامية تأتى على الأخضر واليابس.

- ولا يفوتنا فى هذا الصدد أن نحيى إخواننا الفلسطينيين، فى دفاعهم عن المسجد الأقصى، وعن مقدسات العرب والمسلمين، والالتحام مع إخوانهم المصريين والعرب فى سبيل نصرة قضايا الأمة وتحقيق آمالها.

حفظ الله الأزهر.. حفظ الله الجيش

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg