| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

سعد المطعني يكتب "رؤية": الأزهر .. والإذاعة

  • | الأربعاء, 2 أغسطس, 2017
سعد المطعني يكتب "رؤية": الأزهر .. والإذاعة
د. سعد المطعني

من المعروف أن أدوار الأزهر متعددة ومن بينها الدور التوعوى والتثقيفى، ومنذ نشأة الإذاعة فى بداية ثلاثينيات القرن الماضى كان لعلماء الأزهر وشيوخه الأجلاء الحظ الأوفر فى الإدلاء بأحاديثهم الدينية من أجل تثقيف الناس وتوعيتهم بأمور دينهم ومع تطور الاذاعة وتعدد شبكاتها وخدماتها بزغت فى بداية خمسينيات القرن الماضى شبكة الاذاعات الموجهة وهى أحد أهم الخدمات الإذاعية التى تحمل صوت مصر ورؤيتها إلى العالم أجمع أى أنها الاذاعة التى تقدم خدماتها خارج حدود الوطن، واستمر عطاؤها منذ ذلك الحين وحتى الآن بل أصبحت منافسة للإعلام الفضائى الذى نراه الآن نتيجة السماوات المفتوحة وتقدم وسائل الاتصال الحديثة.

ولما كان دور الأزهر لا يقف عند حد الدور المحلى بل هو دور عالمى فقد كان لشبكة الإذاعات الموجهة النصيب الأوفر فى حمل رسالة الأزهر بلغات عالمية ومحلية، ولذا فلا عجب أن نرى رؤية الأزهر الشريف وإمامه الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الطيب بضرورة الاهتمام بأن يصل صوت الأزهر الوسطى إلى كل أنحاء الدنيا فكان من توجيهاته أن تعقد ورشة عمل لتوضح هذا الدور أى دور الأزهر وشبكة الاذاعات المحلية - فى التعريف بصحيح الدين ويأتى هذا الموضوع ليفتح لنا الباب وليعطينا فرصة ثمينة نلقى من خلالها الضوء على أهمية هذا اللقاء الذى يتمثل فى: -

* أن الأزهر لا يدخر جهدا فى توصيل رسالته لكل أنحاء الدنيا متخذا فى ذلك جميع الوسائل التى تمكنه من الوصول إلى هذا الهدف الأسمى وهو التعريف بصحيح الدين خاصة فى وقت تشابكت فيه الرؤى حول بعض القضايا المحلية والعالمية، واتخذ المتطرفون منابر عدة لغزو عقول الناس خارج البلاد العربية والإسلامية، فحاولوا تشويه الفكر الصحيح لدين الإسلام السمح ويأتى تشجيع الأزهر لعقد هذه الورشة تأكيدا على اهمية وسيلة الاذاعة التى تعتبر وسيلة سهلة وبسيطة مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى على توصيل هذه الرسالة.

* المُتتبع لخريطة البرامج الدينية فى الاذاعة بشكل عام يجد أن علماء الأزهر هم المتحدثون وهم الفقهاء وإليهم يرجع الإذاعيون فى كل صغيرة وكبيرة تختص بالبرامج الدينية، وقد يسأل سائل ولماذا تم اختيار شبكة الإذاعات الموجهة لتكون موضوع الحلقة النقاشية ولم تكن إذاعة القرآن الكريم مثلاً الاجابة سهلة وبسيطة وهى أن إذاعة القرآن الكريم فى مصر يعرفها القاصى والدانى أما الجهود التى يبذلها علماء الأزهر الشريف والعاملون فى شبكة الإذاعات الموجهة قد لا يعرفها كثير من الناس لأنها إذاعة تبث برامجها من القاهرة ويسمعها الجمهور المستهدف خارج حدود الوطن حسب لغته وموطنه.

* ومن العجيب أن معظم العاملين فى شبكة الاذاعات الموجهة هم أبناء الأزهر الشريف وخريجوه الذين جاءوا من دولهم كى يتعلموا فى الأزهر علوم الشرع بوسطيته واعتداله وهؤلاء استوعبتهم شبكة الاذاعات الموجهة وأصبحوا مع إخوانهم المصريين القائمين على إعداد وتقديم الرسالة الإعلامية التى تُبث من القاهرة إلى بلدانهم وبلسانهم وبرؤية أزهرية وسطية.

ان اهتمام الأزهر وشيخه الجليل بعقد هذه الورشة السبت المقبل الموافق اليوم التاسع والعشرين من الشهر الحالى بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تحت عنوان «دور منظمة خريجى الأزهر وشبكة الاذاعات الموجهة فى التعريف بصحيح الدين» يعد إضافة إلى جملة الإضافات الكثيرة التى يوليها فضيلته كامل الاهتمام من أجل توصيل رسالة الأزهر الوسطية إلى كل أنحاء الدنيا باعتبارها رسالة تحفظ أمن الأفراد والمجتمعات ليس للعالم الإسلامى فحسب وانما للعالم أجمع.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg