| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

سليمان جودة.. يكتب "خط أحمر": القصة لا تزال صالحة!

  • | الخميس, 3 أغسطس, 2017
سليمان جودة.. يكتب "خط أحمر": القصة لا تزال صالحة!
سليمان جودة

لا تزال قصة الحاخام والخنزير صالحة لتفسير الأحداث التى شهدها محيط المسجد الأقصى، منذ أن منعت إسرائيل المصلين من عبور بواباته، قبل نحو أسبوعين، إلى أن عادت وسمحت لهم بالعبور! 

القصة تقول إن يهودياً كان يعيش مع خنزير يملكه، ومع أسرته فى بيت واحد، وإنه ضاق بهذا الوضع إلى حد لم يعد يحتمله بأى حال.. وقد ذهب الرجل يشكو بؤس حاله إلى الحاخام، فأنصت إليه صامتاً كأنه كان يفكر له فى حل، فلما انتهى اليهودى من حكايته، سأله الحاخام فى جدية ظاهرة: أين يعيش الخنزير؟!.. أجاب المسكين وهو يتشبث بأى أمل: إنه يعيش معى فى بيت من حجرتين.. هو فى حجرة.. وأنا والأسرة فى الحجرة الباقية.. ومع ذلك فإن الحياة فى وجوده معنا بهذا الشكل صارت فوق الاحتمال! 

طلب الحاخام أن يدخل الخنزير ليعيش مع الرجل وأسرته فى حجرة واحدة! 

راح اليهودى يتطلع نحو حاخامه، ولسان حاله يقول إنه لايفهم، وإنه إذا كان قد جاء يشكو صعوبة حياته مع الخنزير فى بيت واحد، فالطبيعى أن تكون الحياة معه فى حجرة واحدة أكثر صعوبة، وأن تكون نوعاً من الجحيم، وأن يكون ذلك فوق التصور والخيال! 

سأله الحاخام أن يسمع الكلام، وسوف يرى! 

وذهب ينفذ النصيحة، فإذا بحياته فوق طاقة أى بشر على الاحتمال، وإذا به يعيش فى تعاسة لم تكن على هذه الدرجة وقت أن كان الخنزير خارج الحجرة! 

وعاد إلى الحاخام يرجوه أن يرحمه بالبحث عن حل آخر، فلقد أوشك على التخلص من حياته، ولم يعد فى إمكانه أن يحيا لحظة مع الخنزير بين أربعة جدران!.. وكانت نصيحة الحاخام هذه المرة، أن يعود بالخنزير إلى حيث كان قبل أن يشاركهم الحياة فى حجرة واحدة!.. ولم يفهم صاحبنا شيئاً.. فلقد كان هذا هو بالضبط ماجاء يشكو منه فى البداية! 

ولكن الحاخام الماكر طلب منه فيما يشبه الأمر، أن يذهب ويعيد الخنزير إلى حيث كان فى الأول.. وسوف يرى هذه المرة، مادامت النصيحة فى المرة الأولى لم تحقق أى نتيجة! 

وعاد الرجل فأخرج الحيوان إلى حجرته القديمة، وبات ليلته سعيداً!.. فمنذ وقت طويل لم يعرف طعم الراحة التى أحس بها بمجرد خروج الخنزير! 

وفى اليوم التالى سأله الحاخام على سبيل الاطمئنان: كيف الحال؟!.. أجاب بسرعة: أحسن بكثير!!

هذا المعنى هو الذى ساد فى أحداث المسجد الأقصى، من أولها إلى آخرها، ففى البداية جاءت حكومة نتنياهو ببوابات إلكترونية وفرضت على المصلين المرور منها، فغضبوا وثاروا ورفضوا، وملأوا الدنيا احتجاجاً وصراخاً، وحين كادت الأمور تفلت من السيطرة، أزالت تل أبيب البوابات والحواجز، وسمحت لهم بالدخول! 

قرأت لأكثر من مسئول عربى ومسلم، أن ازالة البوابات أمر جيد للغاية، مع أن كل ماجرى هو العودة إلى ماكان قبل الأحداث! 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg