| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

رجائى عطية.. يكتب: على هامش المؤتمر العالمي للأزهر .. في مواجهة المفاهيم المغلوطة "4"

  • | الأحد, 13 أغسطس, 2017
رجائى عطية.. يكتب: على هامش المؤتمر العالمي للأزهر .. في مواجهة المفاهيم المغلوطة "4"
رجائي عطية

خصص المحور الثانى من محاور المؤتمر العالمى للأزهر، لظاهرة الغلو والتطرف، وقد تحدث فيه وقدم دراساته، أحد عشر عالماً، من بلدان العالم الإسلامى «لمات ولد القاسم» أستاذ أصول الفقه بالمعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية فى نواكشوط بموريتانيا، و«عمر جاه الابن» نائب مدير جامعة جامبيا الوطنية عن شيخه وأبيه «عمر جاه الأب» أمين سرّ جمعية علماء المسلمين، و«عبدالله كامل» الباحث الأزهرى من المملكة العربية السعودية، وقد توفى إلى رحمة الله عام 2015م فى العام التالى لانعقاد المؤتمر، و«محمد على أَبْطَحى» نائب الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى ورئيس معهد حوار الأديان فى طهران، و«رضا الدقيقى» أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بطنطا، و«الحاج أوايج لوين» الداعية بالمركز الإسلامى فى ميانمار، و«عبدالأمير قبلان» رئيس المجلس الإعلامى الشيعى الأعلى فى لبنان وألقى الدراسة نيابة عنه المفتى الجعفرى «الشيخ محمد غالب عسيلى»، و«روسيت مونج دى» نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر فرع تايلاند، و«محمد أحمد حسين» المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، و«عبدالله الشيخ سعيد الكوردى» رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامى فى كردستان، و«عبدالكريم الخصاونة» المفتى العام للمملكة الأردنية الهاشمية.

ويلاحظ أن المساهمات لم تقتصر على أهل السنة، بل وشارك فيها علماء للشيعة، وجمعت هذه النخبة بين أقطار موريتانيا، وجامبيا، والمملكة العربية السعودية، وإيران، ومصر، وميانمار، ولبنان، وتايلاند، والقدس وفلسطين، وكردستان، والمملكة الأردنية الهاشمية، لعلماء من تخصصات متنوعة، ولجمعيات وروابط ومراكز إسلامية، وعن مواقع علمية ودينية ما بين الإفتاء والتدريس والدعوة والإعلام، فجاءت مشاركات المحور متنوعة معبرة عن آراء تضافرت فى بحث ظاهرة الغلو والتطرف من شتى نواحيها، ما بين تحرير مفهوم الغلو والتطرف، وحقيقة الغلو والتطرف، وخوارج العصر، ومكافحة الظاهرة، والتعصب الدينى وانحرافه عن الإسلام، ودور علماء الإسلام ومؤسساته فى مواجهة التطرف والغلو، وفى مواجهة التطرف الفكرى، ودور مؤسسة الإفتاء الأردنية فى مكافحة التطرف والإرهاب بالأردن، فاكتملت من ثم بهذا التنوع جوانب الموضوع من شتى نواحيه، وبآراء عميقة لعلماء أجلاء أخلصوا للعلم والإسلام، ويحمد للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين نجاحهما فى توفير هذه النخبة فى ذلك المؤتمر العالمى للأزهر والمعقود فى صفر 1436هـ / ديسمبر 2014 م.

تحرير مفهوم الغلو والتطرف وحقيقته

تضافر فى هذا الموضوع بحثان، للسيد «لمات ولد القاسم» من موريتانيا، والسيدين «عمر جاه الابن» و«عمر جاه الأب» من جامبيا، فدار البحث الأول حول تحرير مفهوم الغلو والتطرف، ودار البحث الثانى حول بيان حقيقته. وتدور معانى «الغلو» لغةً حول مجاوزة الشىء حده، شرعياً أو عرفياً، ويدور معنى «التطرف» لغةً حول التباين الناشئ عن الأخذ بأى من الطرفين: الأدنى أو الأقصى، ومن ذلك يبين أن مفهوم الغلو والتطرف فى الاصطلاح يدور حول مجاوزة الحد أياً كان نوعه، وبما لم يختلف فيه المعنى الشرعى عن المعنى اللغوى، وقد ورد «الغلو» فى القرآن الكريم والحديث النبوى مقصوداً به مجاوزة حدود الشريعة اعتقاداً أو عملاً. وقد يعبر عن «الغلو» فى المصطلحات الشرعية، بألفاظ تحمل نفس المعنى؛ كالتنطع والتعمق والتشدد، ويراد بها مجاوزة ما حدَّه الشرع، زيادة أو نقصاً. ذلك أن الحق والصواب، واسطة بين الإفراط والتفريط، وقد روح الخطابى فى «المقاصد الحسنة» فى باب «العزلة» قول السيدة عائشة: «ما أمر الله بشىء إلاَّ وللشيطان فيه نزعتان: فإما إلى غلوّ، وإما إلى تقصير، فبأيّهما ظفر قَنَعَ».

وللغلو نوعان.. غلو اعتقادى، وغلو عملى..

والغلو فى الاعتقاد: يعنى مجاوزة الحد فيما شرع الله من الأمور الاعتقادية، إلى غير ذلك من الاعتقادات الفاسدة، كغلو الخوارج وأشباههم من الفرق المنحرفة، كالتكفير، أو القول بعصمة الأئمة وإنزال آل البيت فوق المنزلة التى أنزلهم الله تعالى فيها. وطال هذا الغلو الاعتقادى صفات الله تعالى، ما بين المجسمة والمعطلة، فطائفة بلغ بها الغلو فى التنزيه أن عطلت بعض صفات الله تعالى التى وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله عليه الصلاة والسلام، وطائفة غلت فى إثبات تلك الصفات إلى حد الوقوع فى التجسيم والتشبيه. بينما الحق وسط بين الفريقين، تنزيه بلا تعطيل، وإثبات بلا تجسيد ولا تمثيل، وهو المستخلص من قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ» (الشورى 11).. والغلو العملى: كالغلو فى العبادات والابتداع فيها وإيجاب ما لم يوجبه الله تعالى، كإنزال السنن والمستحبات منزلة الفرائض والواجبات، أو منع المباحات والتضييق على الناس فيما وسع الله تعالى لهم فيه. ومن هذا الغلو: الغلظة والخشونة فى الدعوة والتعليم، خلافاً للموعظة الحسنة التى زكاها القرآن الكريم، أو الضيق عن تقبل الآراء الأخرى فيما يسوغ فيه الاختلاف، والتعصب للرأى فى الأمور الاجتهادية.

ومن أخطر وأكثر أنواع الغلو انتشاراً: التكفير والحكم على الناس بالكفر والإلحاد والابتداع، وما نجم عن ذلك من استباحة الأرواح والدماء والأعراض والأموال. وما تقدم من ظواهر غالية خاطئة، يقتضى تحرير معنى كلمتى الغلو والتطرف لغةً واصطلاحاً، وتحديد الضوابط، وآثار هذه الظاهرة المدمرة كما نرى فى الأوضاع الراهنة. يقول الله تعالى: «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ» (النساء 171). ويقول تعالى مخاطباً أمة المسلمين: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» (البقرة 143).

وروى فى الحديث أن ثلاثة جاءوا إلى بيت رسول الله يسألون عن عبادته، فلما أُخْبروا كأنهم تقالّوها (أى ظنوها قليلة)، فقال أحدهم: إنى أصلى الليل كله، وقال الآخر: إنى أصوم الدهر ولا أفطر. وقال الثالث: إنى لا أتزوج النساء. فلما سمعهم الرسول قال لهم: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أمّا أنا فأصلى وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتى فليس منى». (البخارى / 5063، ومسلم / 1401).. وفى رواية عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة تتحدث عن صلاتها، فقال: «مَهْ، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملّ الله حتى تملّوا». (البخارى / 43، مسلم / 785)، وكان أحب التدين إليه عليه الصلاة والسلام ما داوم عليه صاحبه.

هذه الوسطية ترادفها الحكمة والعدالة، ومن ثم يناقضها الغلو والتطرف، ويرادفهما الظلم وعدم الحكمة.

والوسطية اصطلاحاً حالة محمودة بين نقيضين مذمومين؛ أحدهما الإفراط والثانى التفريط، ومن ثم فإن الغلو اصطلاحاً هو الإفراط فى التصرف والتعسير دون التيسير، أما التطرف فمعناه الاصطلاحى البسيط الأخذ بأحد الطرفين دون الوسط الآمن والأكثر سلامةً وأمناً، والوسط ألزم لاستقامة المشى فى الطريق من المشى فى طرفه. وعلى ذلك فالوسطية هى الضابط الصحيح السديد للغلو والتطرف، وأمثلة فائدة الالتزام بها متعددة فى القرآن الكريم، كقوله تعالى فى وصف المؤمنين: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً» (الفرقان 67)، ومن ضوابط الوسطية أخذ الجرعة المناسبة بالتدرج فى وقتها المناسب، كما فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ـ: «مَهْ، عليكم بما تطيقون»، وقوله: «من رغب عن سنّتى فليس منى».

أما الآثار المدمرة للغلو والتطرف فمتعددة، ذلك أن كل فعل له رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه، هذه سنّة كونية، وعلى ذلك فالغلو يولد الغلو من الناحية المقابلة، وكذلك التطرف. ومن الملحوظ أن ظاهرة الغلو والتطرف فى الدين، قد ولدت حالة غلو لا دينى، فصار العالم وصارت المجتمعات تعانى من النقيضين، فاختلط الحابل بالنابل، وأخل بالوسطية وهى مناط الخيرية الواجبة لأمة الإسلام.

خوارج العصر!

تعبير الخوارج لا يقابل أو يطابق بالضرورة تعبير التكفيريين، فكل التكفيريين خوارج بلا شك، ولكن ليس كل الغلاة والمتطرفين تكفيريين، فمنهم من لا يتعدى الغلو والتطرف إلى التكفير، فيبقى الغلو والتطرف فى دائرته المكروهة دون أن يتعداه إلى التكفير.. ويحمد للباحث الأزهرى عمر عبدالله كامل، من المملكة العربية السعودية، أنه أشار إلى وجود «تدرج» فى التطرف، فإذا مضى هذا التدرج إلى غير حد، يصل معتنقوه إلى وضع يصدق عليهم فيه أنهم من قبيل الخوارج، أو «خوارج العصر» حسب التعبير الذى ارتضاه. ولكن عند أى «درجة» من الغلو والتطرف يُحسب صاحبها من الخوارج؟ هذا هو السؤال!

أوردت هذا التنبيه الضرورى، حتى لا تختلط الأوراق، بين التكفير وبين ما دونه، فنكون قد فعلنا بوصف «الخوارج» ما يفعله التكفيريون من تكفير الناس، مسلمين وغير مسلمين! فإذا ما أخذنا «الخوارج» بالمعنى العام وهو الانحراف عن صحيح الدين بالغلو والتطرف، دون المعنى الخاص المنصرف إلى التكفير الذى باشره الخوارج فعلاً، بل وكفّروا به الإمام علىّ على إسلامه وورعه وتقاه، فإن هذا المعنى العام لا الخاص يوسع علينا فى استعمال التعبير الذى اختاره المرحوم عمر عبدالله كامل عنواناً لبحثه: «المتطرفون خوارج العصر». فى الحديث الشريف الذى أورده البخارى فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى، أن النبى عليه الصلاة والسلام استطرد فى وصف ذى الخويصرة الذى قال له: اعدل يا رسول الله. فقال عنه لعمر بن الخطاب الذى انتفض للنيل منه: «دَعْه، فإن له أصحاباً يحقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يُجاوِز تراقيَهم، يَمرُقونَ من الدَّين كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّة، يَنظرُ إلى نَصْلِه فلا يوجَدُ فيه شىء، ثم ينظرُ إلى رصَافِه فما يوجَدُ فيه شىء، ثم ينظرُ إلى نَضِيَّه وهو قدْحُه، فلا يوجَدُ فيه شىء، ثم ينظرُ إلى قذَذِهِ فلا يُوجد فيه شىء قد سبقَ الفَرْثَ والدَّمَ.. » (البخارى / 3364). ويلاحظ أن الأستاذ الباحث ضماناً لعدم التعميم، استخدم تعبير «الخوارج المتطرفين» ولم يصفهم بالخوارج وكفى، فنم ذلك عن أن حديثه ينصرف إلى المتطرفين الذين ينحون منحى الخوارج فى التكفير. وأورد أن من مظاهر «الخوارج المتطرفين»، التعصب للرأى والنفس، والتمحور حول الشخصيات والأحزاب والجماعات، والحملة على مخلفيهم تحت ستار الانتصار للسلف، ومن هذه المظاهر:

ادعاء العصمة والصواب دائماً لأميرهم المتبع، ولأنفسهم، تحت شعار «هجر المبتدع» أو «الطائفة المنصورة».

التجرأ على أحكام الدين بإصدار فتاوى التكفير والتبديع والتحليل (من الحلال) والتحريم..

الجلافة والغلظة وافتعال الخصومات.

الفهم الخاطئ للسلفية، وأخذها على غير معناها الأصلى الذى ينصرف إلى مرحلة زمنية مباركة اقتدى فيها الخلف بالسلف الصالح فى القرون الثلاثة الأولى للمبعث. فابتدعوا سلفيه غيرها نعتوها بالسلفية على غير موصوفها الصحيح، آخذين بالآراء المتشددة أو الشاذة، ساعين إلى إلزام الناس بها دون ما إلزام من كتاب الله وسنة رسوله، ودون ما التفات إلى دواعى التيسير التى أشار إليها الحديث النبوى: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه». (مسند الإمام أحمد / 5866، والبيهقى فى سننه الكبرى /5415، وغيرهما.

ومن آفات هؤلاء الخوارج المتطرفين:

احتكار الحق والصواب لأنفسهم ولشيوخهم، وبرغم نقص مستوى عقول بعضهم، وإنكار هذا الحق على غيرهم. فرض أنفسهم وآرائهم على الناس والسعى للهيمنة عليهم. سوء الظن وازدراء الغير. أما أمّ الدواهى: فهى السقوط فى هاوية التكفير، واستباحة أرواح ودماء وأموال الناس وأعراضهم، واعتساف الحكم على مقاصدهم ونيّاتهم. ومن أوصافهم كما ورد بالحديث النبوى عن أبى سعيد الخدرى:«يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية». «يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم (جمع ترقوة)». «يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعُون أهل الأوثان».

وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن التكفير، وأنذر المبادر إليه بأنه سيبوء به إذا لم يصادف محله.

وأخرج الطبرانى بسنده فى معجمه الكبير (7553)، عن «شَهْر بن حَوّشب» قال: كنت بدمشق، فجاءوا برءوس فوضعوها على درج مسجد دمشق، فرأيت «أبا أمامة» يبكى، فقلت له: ما يبكيك يا أبا أمامة؟ قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِى أُمَّتِى أُنَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ يَنْتَثِرُونَهُ، كما يَنْتَثِرُ الدَّقَلُ (أردأ التمر)، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيِه حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فَوْقِهِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ السَّمَاءِ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ».

مكافحة ظاهرة التطرف

فى مستهل بحثه الذى ألقاه صاحبه «محمد على أَبْطَحى» نائب الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى، ورئيس معهد حوار الأديان فى طهران، أشار إلى ما أُلصق بالإسلام من أنه يدعم الإرهاب ويدافع عن التطرف، وهذه طامة كبرى تؤكد أهمية عقد الأزهر هذا المؤتمر.

وفى إطار التصدى لظاهرة التطرف والإرهاب، أورد أن الحل يقتضى:

أولاً: أن ندرك ونؤمن بأن التصدى للتطرف والعنف واجب مشترك بين المذاهب الإسلامية، سنية أو شيعية.

ثانياً: ألا يكون التخلى عن المبادئ العقائدية شرطاً مسبقاً لتقارب الأديان المختلفة، ويجب بديلاً لذلك أن يبحث علماء الأديان فى القضايا المشتركة، وتوسيع نطاق المشتركات الموجودة بين الأديان والمذاهب.

ثالثاً: أن وجود التطرف والمتطرفين بين جميع الفرق المذهبية، وهى حقيقة لا مجال لإنكارها يقتضى أن يتكاتف الجميع فى الأمة الإسلامية أياً كانت مذاهبهم أو مرجعياتهم لمكافحة هذه الظاهرة، دون دس الرءوس فى الرمال!

رابعاً: ضرورة التعرف على أسباب انضمام بعض المسلمين للأصوات والدعوات المتطرفة، وقدرة المتطرفين على استقطاب الشباب المسلم، وكذا استشهاديين من الدول الأوروبية (رغم اختلاف الدين) العربية والآسيوية، ومن دول منطقة الشرق الأوسط، ومع وجوب دراسة أسباب هذا التجاوب لعلاجها، وفى مقدمتها الظلم الذى تنضح شواهده فيما يجرى للفلسطينيين!

خامساً: أن التاريخ الطويل للصراعات المذهبية، يقتضى البحث فى ظروفنا الراهنة عن الفروق بين أنواع العنف المذهبى فى عالم العلاقات والحملات الإعلامية، والاستعانة بكل الوسائل، ومنها الإعلام نفسه، لتنوير الرأى العام لمقاومة دعاوى المتطرفين.

سادساً: عدم غض النظر عن دور أمريكا والدول الغربية أو بعضها فى ظهور ودعم وتنمية ظاهرة داعش، وتنظيم القاعدة من قبلها، واستغلال هذه الدول لظروف الحرب الباردة، للقضاء على منافسيها للانفراد بحكم العالم ورسم مصيره، وإسقاط الأنظمة وتفتيت الدول على نحو ما جرى فى العراق ويجرى الآن فى سوريا.

هذا وعندما تقر هذه القوى العالمية بقدرة واستغلال الثروة البشرية والكوادر السنية والشيعية، فإنها ستجد نفسها مضطرة للتوقف عن استغلالها بغية مصالحها وأغراضها السياسية، وعند ذلك سوف تتقلص ثم تنعدم فرص بزوغ وتكوين مثل هذه الظواهر والجماعات الإرهابية على غرار «داعش والقاعدة وبوكو حرام»، بيد أن الواضح للأسف أن هذه القوى الكبرى العالمية لا تزال على اقتناعها وسعيها لتنفيذ هذا المخطط الذى سوف يقضى على الأخضر واليابس، ولن ينجو منه مدبروه وراسمو خططه ومنفذوها.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg