| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور طه أبو كريشة.. يكتب "نور وهداية": المسلم ومؤهلات الحج المبرور

  • | الأحد, 13 أغسطس, 2017
الدكتور طه أبو كريشة.. يكتب "نور وهداية": المسلم ومؤهلات الحج المبرور
د. طه أبو كريشة

مع النسمات الإيمانية التى تسبق ميعاد أداء فريضة الحج التى تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة فإنه يحسن بنا أن نقف ونذكر أنفسنا بالضوابط الإيمانية التى تجعل هذه الفريضة المؤداة مقبولة ومأجورة عند رب العالمين سبحانه وتعالى، إن هذه الضوابط الإيمانية منها ما يكون سابقاً على وقت أداء الفريضة ومنها ما يكون مصاحباً لوقت أدائها، أما ما يكون سابقاً فإنه خاص بالنفقة المالية التى ينفقها على نفسه من يؤدى الفريضة، حيث يجب أن تكون هذه النفقة قد جاءت من مصدر مالى حلال لا شبهة فيه من شبهات المال الحرام، وقد جاء التوجيه إلى هذا الضابط الإيمانى فى قول النبى صلى الله عليه وسلم: «إذا خرج الحاج بالنفقة الطيبة الحلال فوضع رجليه فى الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء يقول له لبيك وسعديك زادك حلال ومنفقتك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، أما إذا خرج بالنفقة الخبيثة الحرام فوضع رجليه فى الغرز فنادى لبيك ناداه مناد قبل أن يكمل التلبية يقول له: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام وراحلتك حرام، وحجك مأزور غير مأجور»، ومن غير شك فإن هذا التوجيه النبوى الشريف يجعل المسلم فى كل أوقاته حريصاً على تحرى الكسب الحلال بحيث يكون بعيداً عن كل مصادر الكسب الحرام وبعيداً عن كل شبهة تكون سبباً فى اتصاف المال بصفة الحرام، وهو توجيه يصاحب المسلم فى كل أوقاته لأنه يضع فى ذاكرته الإيمانية أنه سوف يؤدى فريضة الحج فى مستقبل أيامه.

أما الضابط الإيمانى المصاحب لوقت أداء فريضة الحج ومع كل شعيرة من شعائره، فهو الضابط الذى جاء التوحيه إليه فى قول الله عز وجل: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب» البقرة: 197.

إنه ضابط إيمانى يشمل كل جوارح الإنسان سمعاً وبصراً ولساناً، كما يشمل كل خواطره النفسية ونوازعه الجسدية الشهوية فعلى الحاج فى كل خطوة من خطواته وهو يؤدى شعائر الفريضة بدءا من إحرامه بالحج ومروراً بكل أركانه وانتهاء بأيامه المعدودات مع الإفاضة من عرفات أن يكون ملتزماً بالفضائل الإيمانية بعيداً عن الرذائل التى نهى عنها الإسلام فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية المطهرة، وهى الرذائل التى تقع تحت كلمتى «الرفث والفسوق» والتى تتعارض مع خلق الحياء الإيمانى الذى يترجم ترجمة واقعية عن خلق الإسلام وإضافة إلى ذلك فإن من المعروف والمشاهد أن من يؤدون فريضة الحج قد جاءوا من بلاد عالمية متعددة ومن هنا تعددت اللغات، وهو الأمر الذى دعا إلى التوجيه بعدم الجدال فى الحج «ولا جدال فى الحج» وإنما يجب أن يكون البديل عن ذلك هو الرفق والرحمة والتسامح وتجنب القسوة فى الخطاب والحوار، إن هذا السلوك الإيمانى الذى يكون عليه من يؤدى فريضة الحج يؤدى إلى اكتساب الثواب العظيم والأجر الجزيل الذى يعيد الحاج إلى يوم ميلاده الأول بحيث يكون على الفطرة التى فطر الله تعالى الناس عليها، إنه الثواب الذى جاء الإخبار عنه والبشرى به فى قول النبى صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» وهى البشرى التى أشهد الله عز وجل عليها ملائكته، كما جاء الإخبار عن ذلك فى الحديث القدسى فى قول الله تعالى لملائكته فى يوم الحج الأكبر: «انظروا إلى عبادى جاءونى شعثا غبرا ضاحين جاءونى من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عذابى أشهدكم ملائكتى أنى قد غفرت لهم، فهنيئا لمن تخلق بالضوابط السابقة على أداء الفريضة ولمن أكمل ذلك التخلق بالضوابط الإيمانية المصاحبة، هنيئاً لهم هذه البشرى وهذه الجائزة.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg