| 30 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

سليمان جودة.. يكتب: نصف مليون سؤال ليبي!

  • | الأحد, 20 أغسطس, 2017
سليمان جودة.. يكتب: نصف مليون سؤال ليبي!
سليمان جودة

كنت ذات يوم نزيلاً فى فندق تونسى، فوجدتُ بطاقة فى غرفتى تقول، بأن ترك هذه البطاقة لدى موظف استقبال الفندق مع تبرع قيمته دولار واحد، سوف يساعد على إنقاذ أطفال كثيرين يعانون حول العالم، من سوء حالة ماء الشرب، وأن هيئة اليونيسيف توظف حصيلة التبرعات فى تقديم مياه الشرب بمستوى أفضل، للأطفال المحرومين فى أكثر من دولة! 

أما اليونيسيف فهى منظمة تابعة للأمم المتحدة، تعمل من مقرها فى جينيف، على التخفيف من آلام الأطفال فى الدول الفقيرة! 

ولو أن أحداً طلب من أى جهة مختصة ترتيب الدول الفقيرة فى أنحاء الأرض، فسوف تأتى فى القائمة دول كثيرة، ومن قارات مختلفة، ولكن المؤكد أن ليبيا لن تكون من بين هذه الدول! 

إن ليبيا يجرى تصنيفها بين الدول على أنها دولة نفطية، والمعنى أن البترول هو السلعة الأوفر فيها، وأنها دولة غنية، بل شديدة الثراء، إذا ما جربنا أن نقسم عائد ثروتها من النفط على عدد سكانها القليلين! 

وقبل أيام كانت مفاجأة صادمة، أن تعلن اليونيسيف أن نصف مليون طفل ليبى فى حاجة إلى مساعدات إنسانية، وأنها تحاول على قدر إمكاناتها أن تخفف من آلام كل واحد فيهم! 

كانت مفاجأة صادمة حقاً، لأن أطفال ليبيا هُم آخر الأطفال الذين يمكن أن يكونوا فى حاجة إلى مساعدات إنسانية، ولأن خبراً من نوع ما أعلنته اليونيسيف عنهم، لابد أن يكون كفيلاً بدفع الذين يتصارعون على حكم ليبيا هذه الأيام، إلى أن يفكروا فى الأمر بشكل مختلف! 

نصف مليون طفل ليبى، لديهم نصف مليون سؤال، عن المبرر الذى يجعل ليبيا بهذه الدرجة من العوز، ومن الفقر، ومن سوء الحال، رغم بترولها، ورغم ثروتها المخزونة تحت الأرض! 

نصف مليون طفل ليبى يواجهون ظروفاً صعبة للغاية، ولسان حالهم يقول بأن تقرير الهيئة الدولية عنهم، لا بد أن يكون سوطاً يُلهب ضمير كل سياسى يشارك فى استمرار المأساة الليبية الراهنة! 

نصف مليون طفل ليبى يواجهون صعوبة فى الحصول على الحاجات الأساسية، فى بلد عنده من الثروة ما يمكن أن يجلب السعادة لأطقال العالم جميعاً، لو أن هذه الثروة وجدت مَنْ يحسن إدارتها لصالح أبنائها! 

نصف مليون طفل ليبى يواجهون نقصاً فى ضروريات الحياة، فى بلد يجب أن يستحى سياسيوه من أنفسهم، وأن يتوافقوا بين بعضهم البعض على كل ما يحقق صالح مواطنى ليبيا كافة، دون تفرقة، ودون تمييز،  بين مواطن وآخر لأى سبب! 

نصف مليون طفل ليبى يسألون الله أن يرفع غضبه عن بلدهم، وأن يجعل الذين يتصارعون فيه على المناصب والمكاسب فى البلد، يضعون الصالح العام فى الاعتبار الأول، وألا يكونوا أداة لآخرين فى تبديد ثروة بلد وهبته السماء الثروة، ولم تهبه القادرين على حُسن إدارتها! 

نصف مليون طفل ليبى يسألون الناس فى الشارع.. وأين؟!.. فى بلد النفط، فلاغفر الله للذين تولوا ويتولون الأمر فى هذا البلد الشقيق!

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg