| 30 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

رجائي عطية.. يكتب: على هامش المؤتمر العالمي للأزهر.. في مواجهة المفاهيم المغلوطة "5"

  • | الأحد, 20 أغسطس, 2017
رجائي عطية.. يكتب: على هامش المؤتمر العالمي للأزهر.. في مواجهة المفاهيم المغلوطة "5"
رجائي عطية

الواقع أن ما جاء فى هذه الدراسة التى ألقاها الأستاذ رضا الدقيقى الأستاذ بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بطنطا مشهور ومتواتر ومعروف، تشهد عليه آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، والسيرة فى عهد الرسول عليه السلام والخلفاء من بعده، وحتى عهود متأخرة برغم ما شاب بعضها من هبوط.

الإسلام يدعو إلى التسامح والإسماح، ويرفض كل صور التعصب، ويعلم المؤمنين أن الإنسانية برمتها تنتهى إلى أسرة واحدة وأصل واحد كان عماده: آدم وحواء، وتكرر هذا البيان فى الآية (1) من سورة النساء، والآية (98) من سورة الأنعام، والآية (189) من سورة الأعراف، والآية (19) من سورة يونس، والآية (213) من سورة البقرة، والآية (13) من سورة الحجرات.

ولم يبح الإسلام لأحدٍ أن يفرض وصايته على أحد، ولا أن يكرهه على ما يريد، أو يجبره على ما لا يرضاه، كما جعل الإيمان بجميع الرسل والأنبياء جزءاً لا يتجزأ من الإسلام، وتكرر ذكر ذلك فى الآية (136) من سورة البقرة، والآية (84) من سورة آل عمران، والآية (13) من سورة الشورى، وجعل التقوى هى مناط المفاضلة عند الله تعالى كما جاء نصاً فى خطاب إلى الناس- كل الناس- فى الآية (13) من سورة الحجرات.

الرسول عليه الصلاة والسلام عليه البلاغ والإرشاد لا القسر والإجبار: «إِنْ عَلَيْكَ إِلاّ الْبَلاَغُ» (الشورى 48)، «إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ، إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً» (فاطر 23، 24)، «لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِى مَن يَشَاء»  (البقرة 272)، «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية 21، 22) «لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّين» (البقرة 256) «وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ» (يونس 99) «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ». (يونس 108) ولا ينهى الإسلام المسلمين عن بر من لم يقاتلونهم أو يخرجونهم من ديارهم والقسط إليهم على نحو ما جاء فى الآية (8) من سورة الممتحنة.

ويحث على أن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن، فيقول الله تعالى: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (النحل 125).

ومن التعصب الضرير أن يعطى آحاد الناس لأنفسهم ما لم يعطه القرآن الكريم للرسول عليه السلام، أو يجاوزون ما ألزم به نفسه استجابة وتلبية لما أمره الله تعالى به.

الإنسان مُخَاطَب فى القرآن والسنة بما يجب عليه، فلا وصاية تبيح لمتعصب أو لغير متعصب أن يفرض نفسه أو يفرض رؤيته على سواه، فكلٌ مسئولٌ أمام الله عن أفعاله لا أفعال غيره، وفى القرآن الكريم: «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً» (الإسراء 13).

هذا الدستور الإسلامى يؤكد أن التعصب الدينى انحراف عن الإسلام، يخالف القرآن ويخالف السنة، ويخالف سيرة السلف الصالح من الصحابة والخلفاء الراشدين.

رفض عمر بن الخطاب أن يصلى بكنيسة بيت المقدس حتى لا يُتَّخَذ ذلك ذريعة من بعده لارتياد الكنيسة..

حماية الكنائس ودور العبادة

.. واجب قرآنى

يقول تعالى: «وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ « (الحج 40).

وألزم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص بهدم جزء أضافه للمسجد على أرض لسيدة مسيحية، مع أنه لم يضم الأرض والدار التى كانت عليها إلاَّ بعد أن أودع الثمن ببيت المال، لتأخذه السيدة متى شاءت، فأبى عليه الفاروق ذلك ما دام بغير إرادتها، وأمر بهدم الجزء المضاف إلى المسجد، ورد الحق إلى صاحبته.

والنهى عن السباب وتحريمه، لا يقيم حماية للمسلمين وكفى، وإنما تمتد هذه الحماية إلى غير المسلمين، وفى القرآن الكريم «وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» (الأنعام 108).

وثابت فى السيرة النبوية، أن النبى عليه الصلاة والسلام نصح أصحابه بأن يتداووا عند الطبيب النصرانى «الحارث بن كلدة».

وكان الأطباء المسيحيون فى العهدين الأموى والعباسى يشرفون على مدارس الطب فى بغداد ودمشق لزمن طويل.

وكان «ابن آثال» الطبيب النصرانى المعروف، طبيباً لمعاوية بن أبى سفيان.

وأباح القرآن الكريم تبادل الطعام والمودة بين المسلمين وأهل الكتاب، فقال تعالى: «الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ َ» (المائدة 5).

وحينما ذهبت أسماء بنت أبى بكر تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام عما إذا كانت تبر أمها وهى لا تزال مشركة، أجابها بالإيجاب.

ولم يجز القرآن الكريم مصاحبة الوالدين فى الدنيا وإن أشركا، إلاَّ بالمعروف، فقال جل شأنه: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفاً» (لقمان 15).

والثابت فى كل كتب السيرة والسنن، أن النبى عليه الصلاة والسلام قبل هدية «المقوقس» عظيم القبط فى مصر، وانتقل إلى الرفيق الأعلى ودرعه مرهونة عند يهودى فى ديْن عليه، دون أن يجد غضاضة فى التعاملات المالية مع أهل الكتاب.

ويوم جاء وفد نجران إلى المدينة وهم على نصرانيتهم، أفسح لهم الرسول عليه السلام ليصلوا صلاتهم إلى جوار المسلمين فى المسجد. ومن الغريب على الإسلام أن يمتد التعصب المذموم إلى ما بين المسلين تذرعاً باختلاف المذهب أو العرق أو الجنس. أينما نولى فى باحة الإسلام، يصافحنا ما يؤكد أن التعصب الدينى انحرافٌ عن الإسلام وقيمه ومبادئه، وليس التزاماً به.

الغلو والتطرف..

العنف والأضرار

كان من نواتج الغلو والتطرف، والجهالة بصحيح الدين وضيق الأفق، أن اقترنت هذه الظاهرة بالتعصب والكراهية، وتردت إلى التكفير، وقاد ذلك إلى ممارسة العنف بأنواعه.

وهذا العنف فيما طرح «الحاج أوايج لوين» الداعية بالمركز الإسلامى فى «ميانمار» يتناقض مع الإسلام وقيمه ومبادئه، فكلمة الإسلام أصلها «سلمٌ» و«سلامٌ»، وهذا يعنى السلام، والسلام هو تحية الإسلام، واسم من أسماء الله الحسنى، وهذا يعنى أن يعيش المرءُ فى سلام مع الخالق ومع نفسه ومع الآخرين، ومع البيئة التى يعيش فيها، والمحيط الذى يتحرك ويتعامل فيه، وأن تكون المعاملة الطيبة والسلام هى جسر المسلم ودستور حياته، وتعاملاته وعلاقاته محكومة بالاعتدال والوسطية.

وقد تقدم بيان الغلو والتطرف وما ينجم عنهما، وتقدم بيان الوسطية كخُلُق إسلامى حَضَّ عليه القرآن والسنة.

المؤمنون قوامون بالحق، ولو ضد أنفسهم، أو ضد ذوى قرباهم، بل ومع الشائنين، وبذلك جرت آيات القرآن الكريم.. «يَا أَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المائدة 8)، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِياً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً» (النساء 135).

والمؤمنون مأمورون بالوفاء بالعهود والعقود والمواثيق..

«وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً» (الإسراء 34)، «وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ» (النحل 91)، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُود» (المائدة 1)، ووصف المؤمنون بأنهم الذين يؤدون أماناتهم ويرعون عهودهم ولا ينقضون الميثاق. «وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ » (المؤمنون 8)، «الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ» (الرعد 20)،

وكل المنظومة الأخلاقية فى الإسلام تحض على البر والخير والرفق والألفة، فالمؤمن آلف ومألوف، ولا خير فيمن لا يُأْلف ولا يؤلف، ولا يدخل الرفق فى شىء إلاّ زانه.. كذلك البر والمودة والإسماح والمحبة.

إن الحب هو الرباط الأبدى بين الله وخلقه..

ومن الغريب أن يتجرع البعض سم الكراهية باسم إله المحبة، سبحانه.. هذا الجنوح فى فهم الإسلام، والالتزام بقيمه ومبادئه فى المحبة والسلام، يضع على عاتق علماء المسلمين واجباً عريضاً فى تجفيف ينابيع التطرف والغلو التى تقذف بالمفاهيم المغلوطة التى تنحر فى هذه القيم، وتنشر الإرهاب والعنف، وتخل بواجب المسلمين تجاه الخالق البارئ، الرحمن الرحيم.

علماء الإسلام ومؤسساته

 فى مواجهة الغلو والتطرف

تناول هذا الموضوع، مع اختلافات يسيرة فى العناوين، ثلاثة من أجلة علماء الإسلام: السيد «محمد أحمد حسين» المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، و«عبدالله الشيخ سعيد الكوردى» رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامى فى كوردستان، و«عبدالكريم الخصاونة» المفتى العام للمملكة الأردنية الهاشمية، وطبيعى تتضمن دراسة كل منهم ما يتعلق بالمواجهة فى بلده أو مؤسسته، سواء فى فلسطين أو كوردستان أو الأردن، إلاَّ أن الخطوط العريضة واحدة، فهى قد اتفقت على تعريفات الغلو والتطرف، وعلى الشواهد المعاصرة عليه، وعلى غلو الآخرين فى عدائهم وتطرفهم ضد الإسلام، وعلى أن «الوسطية» هى لب علاج هذه الظاهرة.

أبان مفتى القدس وفلسطين، أن تطرف بعض المسلمين وغلوهم يخدم فى الواقع أعداء الإسلام، وجاء المبرر لأطراف المعادية من تجاهل الغلاة المتطرفين للأهداف الرئيسية للإسلام، وضيق أفقهم وافتقادهم البصيرة بجدوى وسبل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بما هى أحسن، وإحلالهم العنف والغلو والإرهاب محل هذه القيم النبيلة الرفيقة الهادية التى تبناها الإسلام وحَضَّ عليها.

وقد كان التعصب ولا يزال الطريق المؤدى إلى التمحور فى الذات، والاتجاه إلى العنف والإرهاب.

وألصق الجانحون بالإسلام ما يتناقض مع قيمه ومبادئه، فليس من الإسلام قتل النفس التى حرم الله قتلها، ولا من الإسلام هذا العنف الوحشى الذى تمارسه جماعات ضالة تتسمى زوراً بأسماء منسوبة للإسلام، مخالفةً أن الله تعالى رحمن رحيم، وأن رسول الإسلام رحمة مهداة، وأن الحق سبحانه وتعالى رفيق يحب الرفق فى الأمر كله، ومن ثم أسهم هذا الجنوح الضال فى تشويه صورة الإسلام واتهامه بما ليس فيه، بل بما يتناقض تناقضاً تاماً مع أحكامه وتعاليمه وأخلاقه وقيمه وسجاياه.

مؤدى ذلك أن الضرر من هذا التطرف والإرهاب، واقعٌ فى المقام الأول على الإسلام والمسلمين، وأن المسلمين هم الذين يدفعون ثمنه مرتين. الأولى بما تصيبهم به الأعمال الإرهابية فى أرواحهم وأبدانهم وأموالهم وأعراضهم من أضرار بالغة، والثانية بتشويههم وتشويه دينهم أمام العالمين، وتعريضهم لأعمال انتقامية مباشرة وغير مباشرة، تكتوى بنارها الجاليات الإسلامية الضخمة التى تحيا بالغرب، فضلاً عن المجتمعات الإسلامية التى تتعرض كل يوم للعمليات الإرهابية بأضرارها التى أصابت الأرواح والأموال والممتلكات والأعراض.

لقد تناول مفتى القدس وفلسطين دور دار الإفتاء هناك فى التصدى لهذه الظاهرة فى فلسطين المحتلة، وتناول مفتى الأردن ما تقوم به دار الإفتاء فى المملكة الهاشمية، وكذلك فعل رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامى فى كوردستان.

على أن هؤلاء قد اتفقوا على الدور الواجب على علماء المسلمين والمؤسسات الإسلامية فى مكافحة هذا الوباء الضار الذى يأتى على الأخضر واليابس.

ومن الخطوط العريضة التى طرحت فى هذا الإطار، الاهتمام بالمحافظة على النسيج الدينى والاجتماعى للمجتمعات الإسلامية من خلال ركازات تجمل فيما يلى:

1ـ عدم ترك فراغ تربوى وفقهى يسدُّه المتعصبون، وهذه هى المسئولية الكبرى لعلماء الأمة، وذلك بالقيام بمهمتهم خير قيام تجاه الأمة مهما كانت الظروف والصعوبات التى تعترضهم.

2ـ دعم دور المجامع الفقهية والمجالس العلمية والجامعات الإسلامية والاهتمام الكامل بالفقه الإسلامى على مذاهبه المختلفة؛ فإنها تسهم إسهاماً كاملاً للحد من التطرف الدينى.

3ـ على المؤسسات الدينية وكبار العلماء القيام بمراجعة ودراسة لإعادة صياغة متوافقة لأصول الشريعة ولروح العصر لمفهوم: الخلافة، والمرتدّ، ودار الحرب ودار الإسلام، والمواطنة، وغيرها.

4ـ تشجيع البحوث والدراسات الشرعية، وذلك بإنشاء المزيد من مراكز البحوث والدراسات الإسلامية، وتشجيع طلبة الدراسات العليا من أجل الكتابة فى الأمور المستجدة سواء من الناحية الفكرية أو الفقهية.

5ـ تأصيل العلماء للمفاهيم الإسلامية الوسطية، وبالأخص فى أوساط الشباب، وذلك بالتقرب منهم والتعرف على دوافع فكرهم وإشعارهم بأنهم جزء من نسيج المجتمع وإن اختلفت الأفكار، لذا من واجب العلماء والمؤسسات الدينية العمل على نشر الفكر الوسطى واعتماده كمنهج للحياة، والسعى إلى أن تكون الوسطية ثقافةً عامةً وليست ثقافةً تخصصيّةً.

6ـ رعاية علماء الإسلام للحوار بين أصحاب نظرة التطرف والحكام، فالمعالجة الأمنية والعسكرية لا تجدى نفعاً، فلم يكن السوط يوماً وسيلة للإقناع وتغيير القناعات، بل تُقَابَلُ الكلمة بالكلمة، والفكر بالفكر، والحُجّة بالحُجّة.

7ـ رعاية العلماء المخلصين للحوار مع غير المسلمين.

8ـ على المؤسسات الدينية إقامة دورات تدريبية مستمرة لكوادرها وللمنتمين لها بالتعاون مع المؤسسات العلمية العريقة، وبالأخص مع الأزهر الشريف، وذلك من أجل الاستفادة من تجربتهم فى مكافحة الفكر التطرّفى.

وأخيراً وليس آخراً، فإن الأمن من أجل وأعظم نعم الله تعالى على الإنسان، وهو يعنى السلامة والاستقرار والاطمئنان النفسى وانتفاء الخوف بما يشمل أمن الفرد والمجتمع. قال الله تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً» (آل عمران 96، 97)، وقال تعالى: «ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ» (يوسف 99)، وقال تعالى: «وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً» (النور 55)، وقال تعالى: «وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً» (النحل 112)، والأمن أيضاً هو الركيزة الأساسية لحياة الإنسان وتقدُّم المجتمع وازدهاره، فإذا لم يأمن الإنسان على دينه وماله وعرضه ونفسه، فلن ينعم بحياة طيبة، تدعو إلى الرحمة والتسامح واحترام حق الآخر فى الحياة الكريمة، واحترام حقه فى الاعتقاد والتديّن، وحفظ كرامته الإنسانية بغض النظر عن دينه أو عرقه.

إن مبادئ الإسلام تقتضينا القضاء على جميع أشكال العنف والتطرف والتنازع داخل جسد المجتمع الإسلامى، وتحث على التخلق بأخلاق النبى عليه الصلاة والسلام والسير على نهجه. قال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء 107).

كما حرم الإسلام ترويع المسلم وإخافته ونشر الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً»، وقال عليه الصلاة والسلام: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، وقال: «سِباب المسلم فسوق وقتاله كُفْر».

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg