| 15 مايو 2024 م

أراء و أفكار

سليمان جودة.. يكتب "خط أحمر": رهان على حصان خاسر!

  • | الخميس, 28 سبتمبر, 2017
سليمان جودة.. يكتب "خط أحمر": رهان على حصان خاسر!
سليمان جودة

الرهان على وساطة أمريكية، أو بمعنى أدق على وساطة يقوم بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى الأزمة مع قطر، هو رهان على حصان خاسر!

وإذا كان ترامب قد استغل لقاءه مع الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، فى البيت الأبيض، قبل أيام، وعرض أن يقوم بالوساطة من أجل حل الأزمة، فأى عاقل سوف ينصح بأن يظل الرئيس الأمريكى بعيداً عن التدخل فى الموضوع بشكل مباشر، وإلا فإن الأزمة ستطول وتطول

وقد بدا هذا منه، منذ أول يوم فى الأزمة، فى الخامس من يونيو الماضى، فكان يقول لكل طرف من طرفيها عكس مايقوله للطرف الآخر!.. وكان يقول كلاماً، بينما يقول وزير خارجيته ريكس تلرسون، كلاماً يناقض مايقول به الرئيس فى البيت الأبيض

ولابد أن خبراء السياسة الذين تابعوا الموقف الأمريكى من الأزمة بطرفيها، منذ البداية، وقالوا إن ترامب يلعب على الطرفين، ويغازل الطرفين، لم يبالغوا فى شىء، وإنما كانوا واقعيين للغاية فى قراءة التفاصيل، وفى فهمها، وفى استيعابها بالإجمال

لقد كان ساكن البيت الأبيض، ولايزال، يتعامل مع الأزمة فى كل خطوة فيها، بقدر مايستفيد منها لبلده، بالمعنى المادى لكلمة الاستفادة

إننا نكذب على أنفسنا إذا تصورنا أن أى رئيس أمريكى سابق، كان يتصرف مع المنطقة، ومع أزماتها، من منطق مختلف عن المنطق الذى يتصرف به ترامب الآن معها.. ولكن فرقاً كبيراً يظل قائماً بين طريقة الرئيس الأمريكى الحالى، وبين طريقة أى رئيس أمريكى سابق عليه

فالطبيعى أن تكون المصالح بمعناها السياسى، هى الحاكم للعلاقات بين مختلف الدول، فلقد بدأت السياسة على هذا النحو، واستمرت عليه، وسوف تظل.. ولكن ماأبعد الفارق بين رئيس مثل بيل كلينتون، يتصرف مع مختلف الدول وقت رئاسته، وفق المصالح السياسية لبلده، وبين رئيس مثل ترامب، لايرى فى كل دولة يتعامل معها، خصوصاً إذا كانت غنية، إلا خزانتها

والحقيقة أنه معذور، لأنه فى الأصل رجل أعمال، ولأنه يتصرف طول الوقت حسب ماعاش ويعرفه ويمارسه مع رجال الأعمال فى الولايات المتحدة، وفى خارجها!.. فالدنيا عنده محسوبة بنظرة مادية خالصة، وإذا طلبنا منه فى هذه السن، أن يغير مانشأ عليه، فنحن نظلم الطبيعة الإنسانية فيه

وقد كانت هده الطبيعة هى الغالبة على كل أحاديثه، فى كل مكان ذهب إليه رئيساً، ولم يستبعد من ذلك حلفاء الولايات المتحدة أنفسهم، ولانزال نذكر كيف أنه لما تكلم مع أوروبا، قال إن عليها أن تدفع ثمن استعداد بلاده للدفاع عنها أمام أى خطر

ابتعاد هذا الرجل عن التوسط فى الأزمة مع قطر نعمة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg