| 10 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور طه أبوكريشة.. يكتب "نور وهداية" : "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"

  • | الخميس, 12 أكتوبر, 2017
الدكتور طه أبوكريشة.. يكتب "نور وهداية" : "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"
د. طه أبو كريشة

فى هذه الأيام المباركة نعيش بأرواحنا وقلوبنا ومشاعرنا مع ذكرى الانتصار العظيم الذى حققه الجيش المصرى البطل على أعداء مصر والعرب والمسلمين فى العاشر من رمضان 1393هـ الذى تزامن مع السادس من أكتوبر 1973م، حيث أعاد الجيش من خلال هذا الانتصار الكرامة والأرض إلى أهلها وأصحابها المصريين الذين مروا بالمحنة التى نزلت بهم فى 1967م، وهى المحنة التى لم يستسلموا لها ولا لآثارها معنوياً وروحياً، وإنما جعلوها وقوداً وزاداً إيمانياً يعيش معهم فى كل لحظة داعياً لهم إلى العمل الدءوب الذى يزيل آثار هذه المحنة ويعيد الأعداء إلى أوكارهم خاسئين مدحورين مهزومين.

وقد كان من مظاهر القيام بهذا العمل الدءوب ما يتعلق بإعداد القوة المادية فى كل جوانبها العسكرية الشاملة استجابة وتنفيذاً للأمر الربانى فى قول الله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شىء فى سبيل الله يوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون» الأنفال: 60، ومع الأمر بالإعداد جاء الوعد الربانى بالنصر الذى جاء فى قول الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» محمد: 7، ولقد أحسنت قواتنا الباسلة هذا الإعداد وواصلت التدريب بالليل والنهار مع وضع الخطط القتالية المحتملة التى تجعل التنفيذ على أرض الواقع سهلاً ميسوراً، وقد كان من فضل الله تعالى الذى حظيت به فى فترة الإعداد أن أكون واحداً من الذين شرفوا بأن يكونوا من جنودها وشهدوا على أرض الواقع هذا الإعداد فى أعلى درجاته الذى حقق النصر فى أعلى درجاته أيضاً بعون من الله تعالى.

هذه إشارة سريعة إلى دور القوة المادية فى تحقيق جائزة الانتصار على الأعداء، ولكن من المؤكد أنه كانت هناك قوة أخرى إلى جانب هذه القوة المادية، وأعنى بها القوة المعنوية التى يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع القوة المادية دون أن تفارقها لحظة واحدة، ولقد توافرت هذه القوة المعنوية لأبطالنا البواسل سواء أكان ذلك فى فترة الإعداد والتدريب أم فى فترة ساعات التنفيذ، فمن شواهد هذه القوة والروح المعنوية فى فترة الإعداد ما كان من قيام معسكرات الجنود من إذاعة القرآن الكريم على مسامعهم فى فترات المساء يومياً حتى يعيش الجنود فى هذا الجو الإيمانى المتكرر فتظل أرواحهم متعلقة بربهم سبحانه وتعالى ومستمدة العزيمة اليقظة التى تكون فيهم غريزة الشجاعة وحب الشهادة فى سبيل نصرة الدين وحماية الوطن واسترداد الكرامة مع ما اغتصبه الأعداء من أرض هذا الوطن.

وقد كان من شواهد إعداد القوة المعنوية أيضاً إطلاق اسم «بدر» على المعركة المحتملة مع الأعداء تيمناً باسم غزوة بدر الكبرى التى انتصر فيها النبى صلى الله عليه وسلم على أعدائه المشركين مع ما كان عليه المسلمون من قلة فى العدد والعدة وما كان عليه المشركون من الكثرة فى العدد والعدة فكان اختيار الاسم استلهاماً للنصر المبين من رب العالمين، وهو الأمر الذى كان له أثر فى المعايشة الإيمانية مع هذا النصر المبين الذى تشتاق إليه القلوب، وأيضاً فإن من شواهد إعداد القوة المعنوية فى فترة التنفيذ اختيار شهر رمضان المبارك لتتم فيه المعركة مع الأعداء لأن هذا الشهر المبارك هو شهر الانتصارات فى التاريخ الإسلامى، حيث تم فيه الانتصار فى غزوة بدر الكبرى وفى فتح مكة وفيما تلا ذلك من انتصارات على التتار والمغول والصلبيين، فكان الاختيار باعثاً إيمانياً يمد المقاتلين بطاقة إيمانية مضاعفة راجين أن تنالهم أيضاً بركة الشهر المبارك.

وقد كان كذلك من شواهد هذه القوة المعنوية أثناء التنفيذ اختيار نداء «الله أكبر» على الصيحة الصوتية المعتادة فى اللقاء القتالى عند الالتحام، فقد كان هذا الاختيار الذى رددته كل الألسنة وتردد صداه فى الفضاء سبباً فى رفع المعنويات وفى البشرى المعجلة بتحقيق وعد الله تعالى الذى جاء فى قوله سبحانه: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين».

طباعة
كلمات دالة: 6 أكتوبر
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg