| 10 مايو 2024 م

أراء و أفكار

توماس فريدمان.. يكتب "قلم زائر": ماذا لو كان منفذ مذبحة لاس فيجاس مسلماً؟

  • | الثلاثاء, 10 أكتوبر, 2017
توماس فريدمان.. يكتب "قلم زائر": ماذا لو كان منفذ مذبحة لاس فيجاس مسلماً؟

لو كان ستيفين بادوك مسلماً، أو صرخ: «الله أكبر» قبل أن يفتح النيران على مرتادى الحفل فى مدينة لاس فيجاس، أو كان عضواً بتنظيم «داعش»، لو كنا وجدنا صورة له وهو يحمل بندقية آلية مع المصحف، لو كل هذا حدث ما كان لأحد أن يقول لنا: توقفوا عن تدنيس ذكرى القتلى أو «تسييس» مجزرة «بادوك»، بالحديث عن إجراءات احترازية.

كنا سنحدد جلسة سماع عاجلة فى الكونجرس حول أسوأ حادث إرهابى محلى منذ 11 سبتمبر، وبعد ذلك سيغرد دونالد ترامب على «تويتر» كل ساعة: «ألم أحذركم من قبل؟!»، كما يفعل بعد كل حادث إرهابى فى أوروبا، وهو بالضبط ما يُطلق عليه «تسييس».

وبعدها ستشكل لجنة للتحقيق لدراسة القوانين الجديدة، التى يمكن تطبيقها للتأكد من تفادى مثل تلك الحوادث، ثم «ندرس جميع الخيارات» ضد الدولة التى ينتمى لها الإرهابى، لكن ماذا يحدث عندما نكون نحن دولة المنشأ؟، عندما يكون القاتل مجرد أمريكى مضطرب مسلح إلى عنقه بأسلحة معارك اشتراها بشكل قانونى، أو بسهولة بسبب قوانيننا المتساهلة؟.

فى تلك الحالة نحن نعرف ماذا يحدث دائماً، الرئيس والحزب الجمهورى يهرعان للتأكد من عدم حدوث أى شىء، وبعدها، على خلاف الحوادث المرتبطة بتنظيم «داعش»، يتأكدون من عدم «تسييس» الحدث الإرهابى، ويطلبون من أنفسهم عدم النظر فى المرآة ومراجعة مواقفهم من قوانين حيازة الأسلحة.

دعونا نراجع ماذا سيحدث إذا كان الإرهابى مسلماً: سنقلب العالم رأساً على عقب لمطاردة آخر المقاتلين فى سوريا بنشر أحدث الطائرات المقاتلة والصواريخ، وسنطلب من خيرة شبابنا أن يقدموا التضحية الكبرى بمطاردة وقتل الإرهابيين كل يوم، وكم عدد الشباب الأمريكيين الذين قتلهم «داعش»؟، لقد نسيت، 15 أو 20؟.

ورئيس دولتنا لا ينفك عن تكرار أن هزيمة على يد «داعش» ليست ضمن خياراتنا، الرحمة ليست كلمة نعرفها، وأنه قوى لدرجة أن وزير دفاعه لقبه «الكلب المجنون». لكن عندما يأتى الأمر لمواجهة لوبى الأسلحة، الذى يحارب تطبيق إجراءات منطقية للسيطرة على حيازة الأسلحة، فالنصر ليس من خياراتنا، و«التعقل» ليست كلمة نعرفها، والرئيس والحزب الجمهورى لا يملكان كلابا مجنونة، بل فقط قططا مسالمة.

ولن يكونا قادرين حتى على التضحية الصغيرة بتعريض مقاعدهم فى الكونجرس للخطر، من خلال تمرير تشريعات من شأنها أن تجعل من الصعب قليلا على أمريكى تخزين ترسانة من الأسلحة مثل ما فعله «بادوك»، الذى كان يملك 42 بندقية، بعضها هجومية، وآلاف الرصاصات وبعض «الأجهزة الإلكترونية»، كل هذا لصيد الغزلان!.

رئيسنا وحزبه كله على قلب رجل واحد لسحق «داعش»، أما بخصوص لوبى الأسلحة، فبغض النظر عن عدد الأبرياء الذين تعرضوا لإطلاق النار، وبغض النظر عن إصابة قادة بالكونجرس بجروح خطيرة فى ملعب بيسبول من قبل، فلأن الوقت ليس مناسباً لمناقشة أى تدابير سياسية جادة للتخفيف من حدة العنف المسلح.

وهى علامة على الفساد، لأن الدوافع يحركها المال والجشع من قِبَل صانعى الأسلحة وبائعى السلاح، وجميع المشرعين المدفوع لهم لالتزام الصمت، وهم يعرفون جيداً أن معظم الأمريكيين لا يريدون أن تُسلب حقوق الناس للصيد أو الدفاع عن أنفسهم، لكن كل ما نريد هو نزع حق أى شخص فى جمع ترسانة عسكرية لقتل الأبرياء.

وما علينا فعله هو أن ننسى إقناع هؤلاء المشرعين، فهم ليسوا مرتبكين أو تنقصهم المعرفة، وإنما تم شراؤهم، أو خائفون، لأنى لا أعتقد أن هناك رجلاً شريفاً فى الكونجرس سينظر لحادث لاس فيجاس ويقول: «أعتقد أن أذكى وأقصى ما يمكن القيام به لأطفالنا هو ألا نفعل شيئاً».

نقلاً عن نيويورك تايمز

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg