كان البرنامج التعليمى الخاص بكليات جامعة الأزهر الأصيلة الخمس (أصول الدين - الشريعة والقانون - اللغة العربية - الدعوة الإسلامية - الدراسات الإسلامية والعربية للبنين) من الأفكار الملهمة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقت أن كان رئيسا للجامعة فى الفترة من (2003 - 2010) وانطلقت الفكرة حتى تجسدت وأصبحت واقعا، فقد تخرج من هذا البرنامج الخاص دفعات ودفعات حصل منهم العديد على منح دراسية لدراسة الماجستير والدكتوراه بكبرى الجامعات فى أمريكا وأوروبا.
ونظرا لنجاح تجربة فضيلة الإمام الأكبر والتى باتت تؤتى ثمارها الطيبة تم التوسع فيها لتبدأ فى التعليم قبل الجامعى حيث أصدر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر قرارا بتأسيس الشعبة الخاصة بالتعليم الأزهرى قبل الجامعى وبدأت الفكرة الطيبة فعليا فى عشر محافظات على مستوى الجمهورية وفى هذا العام (2017 - 2018) تم تأسيس مقر خاص لطلاب الشعبة الخاصة بمدينة القاهرة الجديدة لتكون نواة حقيقية لتخريج أزاهرة ملمين بكافة مستجدات العصر بأسلوب سهل ومبسط.
الدكتور محمد حسين المحرصاوى رئيس الجامعة، أكد أن خريجى البرنامج الخاص بكليات جامعة الأزهر الخمس، نماذج مضيئة محليا وإقليميا وعالميا موضحاً أنه عندما كان عميدا لكلية اللغة العربية وكان يشارك فى حفلات تخريج الطلاب كانت سعادته لا توصف وهو يجلس بين أبنائه من الخريجين الذين كانوا بالأمس طلاباً ثم أصبحوا اليوم زملاء وتم تعيينهم معيدين فى الكلية، أو قضاة يعتلون المنصات القضائية بهيئاتها المختلفة من مجلس الدولة أو النيابة العامة أو هيئة قضايا الدولة، وغير ذلك من المؤسسات القانونية الكبرى من خريجى البرنامج الخاص بالشريعة والقانون. مضيفا أن هذه النماذج المضيئة تعد الغرس الطيب لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذى حرص على افتتاح هذه الشعبة وقت أن كان رئيسا للجامعة. لافتا أننا فى جامعة الأزهر قد بدأنا نحصد ثمار هذا الغرس الطيب، من خلال رؤية أبناء جامعة الأزهر يتربعون على قمم المؤسسات العالمية فى كافة أرجاء الدنيا.
علامة مضيئة
الدكتور عبدالدايم نصير مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للشئون العلمية أوضح أن البرنامج الخاص للكليات الشرعية الخمس بجامعة الأزهر يعد علامة مضيئة نسعى من خلالها إلى تأهيل وتخريج نماذج أزهرية مشرفة فى مختلف تخصصات العلم، مشيراً أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر كان صاحب هذه الفكرة الطيبة التى أثمرت عن نماذج من خريجى كليات أصول الدين والشريعة والقانون واللغة العربية والدعوة الإسلامية والدراسات الإسلامية والعربية للبنين وهذه النماذج عكست بمختلف اللغات وسطية واعتدال وسماحة شريعة الإسلام، وما أن آتت التجربة ثمارها الطيبة حتى تم التوسع فيها من خلال إتاحة الفرصة للطالبات أيضاً بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، لافتا إلى أن هذا البرنامج يتيح للملتحقين به الاطلاع على كافة متطلبات العصر من دراسة متعمقة للحاسب الآلى بجانب تأسيس مراكز متميزة فى مجال تعليم اللغات الأجنبية طبقا لمعايير الجودة العالمية، وتحقيقا لرغبة الأزهر فى رفع مستوى خريجى الجامعة فى إجادة اللغات الأجنبية، وتمكينهم من المساهمة فى ترسيخ الصورة الصحيحة للدين الإسلامى بمنهجه الوسطى دون غلو أو تفريط الذى عرف به الأزهر الشريف على مر التاريخ، العمل على توسيع فرص الخريجين فى الحصول على منح دراسية وبعثات لاستكمال دراساتهم العليا بكبريات الجامعات العالمية، مما يساعدهم على عبور الفجوات بين الثقافات من أجل عالم يسوده العدل والسلام والتعاون، فضلا عن دعم جهود الأزهر فى تنمية قدرات ومهارات الطلاب والخريجين.
نماذج من الخريجين
مجلس الدولة
ومن النماذج المضيئة التى تخرجت فى كلية الشريعة والقانون بالقاهرة نجد المستشار محمد السيد خريج دفعة 2013 والتحق بالعمل بمجلس الدولة والتحق بالدراسات العليا وحصل على الماجستير وقام بتسجيل رسالة الدكتوراه حيث يقول عن البرنامج الخاص إنها تجربة تؤكد أن للأزهر الشريف أيادى بيضاء، حيث تسلمت العمل بمحاكم مجلس الدولة، وفوجئت بزميل آخر تخرج فى جامعة الأزهر، وهو المستشار حسام عبدالفتاح فحمدت المولى عز وجل أننى فى رعاية وكنف زميل فى العمل رغم أقدميته.
وأوضح أنه يجب علينا جميعاً نحن أبناء جامعة الأزهر أن نكون نماذج مضيئة، مشيراً إلى أن كلا منا فى مجاله يسوق لجامعة الأزهر ولقسم الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية، لذا أطالب الجميع بالقراءة والجد والاجتهاد، وأن يكون مقامك حيث أقامك، وأعلن للطلاب أن التميز والتفوق يفرض نفسه فى سوق العمل سواء فى الهيئات القضائية أو البنوك أو السلك الدبلوماسى.
أمريكا
الدكتور أحمد حمزة من الولايات المتحدة الأمريكية، أكد أنه مدين بحياته لمؤسسة الأزهر الشريف جامعاً وجامعة، معبراً عن فخره واعتزازه بالانتماء إلى تلك المؤسسة العريقة ذات الصيت العالمى، مشيراً إلى أنه سافر إلى إنجلترا وحصل على الماجستير ثم عاد إلى مصر، وجدَّ واجتهد حتى حصل على بعثة للحصول على الدكتوراة فى القانون من الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن هذا تجسيد حقيقى لعالمية رسالة الأزهر الشريف على أرض الواقع، من خلال خريجى القسم فى ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا، ومع كل ذلك هناك آلية موحدة للتواصل الجماعى فيما بيننا نحن خريجى الأزهر الشريف فى شتى ربوع الأرض.
إنجلترا
الباحث مصطفى الخديوى أحد خريجى شعبة اللغة الإنجليزية فى 2010، وقد حصل على الماجستير من إنجلترا، وهو الآن فى منحة للحصول على الدكتوراه من جامعة أباردين (تقع أقصى شرق اسكتلندا) وقد حصل على هذه المنحة من خلال وزارة الخارجية البريطانية فى عام 2013، يقول أن المسلمين فى العالم يعقدون آمالا عريضة على مؤسسة الأزهر الشريف وشيخه الجليل، كما يعقدون آمالا على خريجى الأزهر الذين ينتشرون فى شتى بقاع الأرض، وينيرون دروبها بالوسطية والاعتدال.
وأوضح الخديوى أن الصورة الذهنية عن خريجى الأزهر فى الغرب بدأت تتغير إيجاباً بعد أن تأسست الشعبة الخاصة فى كليات الجامعة الأصيلة الخمس، فى عهد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقت أن كان رئيساً للجامعة، لافتا إلى أنه حتى بعد تولى فضيلته مشيخة الأزهر مازال يتابع خريجى الشعبة الخاصة ويوليهم اهتماما خاصاً. مشيراً أن السر فى هذا الاهتمام يعود إلى رغبة فضيلة شيخ الأزهر فى عودة البعثات إلى أوروبا كما كان فى عهد محمد على باشا فى القرن الـ 18 الميلادى.
ألمانيا
الدكتور محمود زياد أحد خريجى شعبة الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية، والمقيم حاليا فى ألمانيا، يقول عن تجربته إن الدراسة باللغة الإنجليزية قد أتاحت لى مهارات التواصل، مما جعلنى أستطيع التواصل مع كبرى الشركات العاملة فى مجال القانون فى ألمانيا، وبالفعل سافرت إلى هناك، وأنا الآن أستكمل مشوار الدراسات العليا فى مجال القانون، وبالتالى فإن ذلك يحفز الطلاب على الجد والاجتهاد فى طلب العلم، خاصة أننا ننتمى لدين يأمر ويطالب بالعلم، وأول آية نزلت فى كتابنا الكريم على رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم هى «اقرأ».
سفيرأزهرى
الدكتور مصطفى مهدى أحد خريجى الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية، وكان من أوائل الدفعة يقول: عقب التخرج كان متاحاً لى الالتحاق بأكثر من هيئة قضائية بجانب تعيينى معيداً بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، لكنى فضلت أن أخوض تجربة أخرى تكون رصيداً جديداً فى سجل تجاربى الحياتية، ففضلت أن ألتحق كعضو هيئة معاونة فى كلية الحقوق جامعة عين شمس بقسم الشريعة الإسلامية، وكانت تجربة ثرية بفضل الله تعالى أثبت خلالها وجودى كأحد خريجى جامعة الأزهر، أشعر بالفخر أننى أزهرى يعمل فى خارج جامعة الأزهر، يعتز بأزهريته ويرى الناس منى بفضل الله كافة الجوانب المضيئة التى ترسخت بداخلنا من خلال مسيرة حياتنا التعليمية بالأزهر الشريف، وفى النهاية فاننى أؤكد أننى على تواصل تام مع جامعة الأزهر ومع أساتذتى الأفاضل وزملائى الأعزاء، وأعتبر نفسى سفيراً لجامعة الأزهر فى كلية الحقوق جامعة عين شمس.
المركز البريطانى
طاهر حسين أحد خريجى الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية، يقول عن تجربته أنه تخرج وتم اختياره للعمل فى المركز البريطانى نظراً لتميزه فى مجال اللغة الإنجليزية، ونصح الحضور بضرورة الجد والاجتهاد والتميز فى مجال اللغات بجانب التحلى بالأخلاق الحميدة والحرص على تطبيق ذلك بشكل عملى لنكون نماذج مضيئة يحتذى بها. مطالبا بأن يكون هناك جهد مبذول بشكل عملى من خلال الاطلاع على ثقافات عديدة خاصة أن هناك كتبا مترجمة فيها ظلم للشريعة الإسلامية نحن مطالبون بالرد عليها بما فيه تصحيح للافتراءات التى يلصقها البعض بالإسلام السمح المعتدل وهو منها براء.
مسابقة عالمية
الدكتور محمد بسيونى أحد خريجى الشريعة والقانون وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، تحدث حول تجربته قائلا قسم الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية يعد تجربة فريدة أثبتت نجاحاً منقطع النظير بكل المقاييس، مدللا على ذلك بفريق الطلاب الذين اشتركوا فى مسابقة دولية فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتجسيد نموذج محاكاة للترافع أمام محكمة العدل الدولية، والتى استضافتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحقق فيها وفد جامعة الأزهر نجاحاً مبهراً، حيث حصل الطالب عصام خالد على لقب أفضل مترافع، بجانب زملائه الخمسة الآخرين، مشيراً إلى أن اشتراك وفد جامعة الأزهر فى مثل هذه المسابقة الدولية، والتى يشارك فيها أكثر من 700 فريق ممثلين لجميع جامعات العالم يعد دليلا على ما تتمتع به جامعة الأزهر من انفتاح، وما يتمتع به خريجوها من إمكانيات علمية، تضاهى أكبر الجامعات فى مصر والعالم. وقدم الدكتور محمد بسيونى هذا الإنجاز، والذى يعد وساماً يضاف إلى أوسمة الأزهر الشريف هدية إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وواضع البذرة الحقيقية لهذا النبوغ والتفوق، وإلى الدكتور محمد المحرصاوى رئيس الجامعة، متمنياً أن تنال هذه النماذج المتميزة رعاية واهتمام قيادات الأزهر الشريف من أجل تجسيد حقيقى لعالمية رسالة الأزهر الشريف.
نموذج مشرف
حسن محمد حسن أحد خريجى الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية يقول: تخرجت فى دفعة 2011 وعقب التخرج كانت هناك إعلانات فى بنك أبوظبى الإسلامى، حيث طلب البنك من الكلية إرسال السير الذاتية للطلاب العشرة الأوائل، وبالفعل تم إرسال السير الذاتية لنا، وعبرت اللجنة المسئولة عن الاختيار عن سعادتها بمستوى خريجى جامعة الأزهر الذين تخرجوا فى قسم اللغة الإنجليزية ودرسوا الاقتصاد باللغة الإنجليزية، والقانون والشريعة والمحاسبة وغير ذلك من المواد، والحمد لله تم اختيارى للانضمام للعمل فى أسرة البنك، وأحمد المولى عز وجل أنى أعتز بأزهريتى وثقافتى الدينية وحفرت اسم جامعة الأزهر بين خريجى الجامعات الأخرى، وأصبحت خير سفير للأزهر الشريف فى قطاع البنوك، إضافة إلى زميلى محمد عبداللطيف الطويل الذى التحق للعمل ببنك عودة، وأصبح هو الآخر سفيراً للأزهر الشريف بين زملائه.
لندن
الباحث محمد جمال عبدالنور يقول: تخرجت فى البرنامج الخاص قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالقاهرة وكنت الطالب المثالى على مستوى الجامعة سافرت إلى إنجلترا للحصول على الماجستير من خلال منحة دراسة بإشراف البروفيسور دوجلاس دافيز (أستاذ أنثروبولوجيا الأديان بجامعة دورام) بانجلترا يقول محمد عنه هو من أكثر مَن فتح لى آفا ق معرفية جديدة فى دراسة الأديان، فضلا عن الاهتمام الأبوى الذى أولانى إياه. وقد كان مشرِفاً لرسالتى فى الماجستيرَ، والتى كانت بعنوان (مفهوم «النجاة» فى الفلسفة الإسلامية فى ضوء نظريات الفلسفة المسيحية الحديثة فى القرن العشرين تحليلا، ومقارنة ونقداً) مضيفا أنه قد حصل على منحة دراسية للحصول على الدكتوراه من جامعة سواس بانجلترا، مثمنا رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر آنذاك حتى تجسد الحلم وأصبح حقيقة أثمرت نماذج أزهرية وسطية معتدلة توجد فى كل بقاع الدنيا لتؤكد بحق على عالمية رسالة مؤسسة الأزهر الشريف.
حامد سعد