| 20 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور طه أبوكريشة.. يكتب "نور وهداية": "وقل رب زدني علماً"

  • | الجمعة, 20 أكتوبر, 2017
الدكتور طه أبوكريشة.. يكتب "نور وهداية": "وقل رب زدني علماً"
د. طه أبو كريشة

فى رحاب الأيام الأولى من العام الدراسى الحالى يحسن بنا أن نقف عند بعض حديث القرآن الكريم وحديث السنة النبوية المطهرة عن العلم وطلاب العلم ومعلمى العلم ليكون ذلك بابا من أبواب التزود الإيمانى الذى يجب أن يتزود به المعلمون والمتعلمون وهم يجتمعون معا على مائدة العلم تعليما وتعلما لأن ذلك يمثل أبرز سمات أمة القرآن الكريم الذى كانت أولى آياته التى نزل بها الوحى الأمين على النبى صلى الله عليه وسلم هى قول الله عز وجل «اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذى علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم» العلق 1/5 فكان ذلك بلاغا واضحا من رب العالمين أن هذه الأمة هى أمة العلم الذى يجب أن يكون سمة واضحة لها، وعلامة بارزة فى حياتها، وهدفا ساميا لكل فرد من أفرادها فى كل زمان وفى كل مكان. ومن خلال هذا الرمز السماوى توالت الآيات فى القرآن الكريم التى تعلى من شأن العلم والعلماء. ومن الشواهد التى تعلى من شأن من يتزود بالعلم ما جاء فى قول الله تعالى «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير»، المجادلة: 11 وكذلك فإن من هذه الشواهد ما يبين أن الذين أوتوا العلم هم أجدر الناس بإدراك ما يليق بذات الله عز وجل وما يترتب على هذا الإدراك من الإجلال والتعظيم والخشية والخشوع الذى يكون من ثمراته إقامة شرعه، والوقوف عند حدوده، مع طاعته فى أوامره ونواهيه. إن هذا الشاهد على ذلك هو الذى  جاء فى قول الله عز وجل «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فاطر: 28

وإذا كان الأمر كذلك فإن فى القرآن الكريم أمرا ربانيا صريحا يأمر بالحرص الدائم على الزيادة من العطاء العلمى ومن المكتشفات العلمية. دون الاكتفاء والوقوف عند مستوى وقدر معين من العلم الذى لا تنضب موارده أبدا، ولا تجف منابعه فى أى وقت من الأوقات. إن الشاهد على هذا الأمر هو الذى جاء فى قول الله عز وجل «وقل رب زدنى علما» طه: 114- والذى تضمنه قول الله تعالى «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» الإسراء: 85.

وإلى جانب هذا الحديث القرآنى فقد جاء فى السنة النبوية المطهرة ما يتعلق بالسلوك الخلقى الإيمانى الذى يجب أن يكون عليه معلمو ومتعلمو العلم حتى يصلوا جميعا إلى تحقيق الغايات المرجوة من وراء تعليم العلم والتزود به، وهذا السلوك هو سلوك تلازمى يقترن كل منهما بالآخر، نرى هذا التلازم فى هذا التوجيه النبوى الذى جاء فى قول النبي- صلى الله عليه وسلم- «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه»، فالمعلم يجب أن يتخلق بخلق الرحمة مع من يصغره من طلاب العلم، وهى رحمة تتجلى فى الوفاء بكل ما يتعلق بالعطاء العلمى دون تقصير مع البعد عن كل ما يتناقض مع سلوك الرحمة الإنسانية الحانية الرفيقة. أما المتعلم الذى يطلب العلم ويتعلمه على يد معلمه فإن عليه أن يتخلق بخلق التوقير اللائق بالكبار والوفاء بكل الحقوق التى يجب أن تؤدى للعلماء من حيث التطبيق العملى للتوجيه النبوى الشريف الذى جاء فى قول النبي- صلى الله عليه وسلم- «تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه»، إن التخلق بخلق السكينة والهدوء والتواضع هو الذى يهيىء الجو العلمى الذى يعين المعلم على حسن الأداء دون إخلال، ويعين المتعلم على حسن التلقى والتزود والتحصيل والاستيعاب دون عائق من صخب أو خروج عن حدود الأدب الجميل، إن المتعلم الذى يتخلق بهذا الخلق الحسن يكون جديرا بالتيسير الربانى الذى يفتح له مغاليق العلم، ويكون جديرا كذلك بأن يكون فى صحبة ملائكة الرحمن. كما جاءت البشرى بذلك فى قول النبي- صلى الله عليه وسلم- «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع»، إن السلوك الإيمانى المشترك بين المعلم والمتعلم هو وجه من وجوه التعاون الذى جاء الأمر به فى قوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» المائدة: 2

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg