| 10 مايو 2024 م

أراء و أفكار

عمادالدين حسين.. يكتب "بالمنطق": فتنة الشيخ حشيش

  • | الجمعة, 20 أكتوبر, 2017
عمادالدين حسين.. يكتب "بالمنطق": فتنة الشيخ حشيش
عمادالدين حسين

كتبت أكثر من مرة فى هذا المكان أطالب وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر وسائر الجهات المختصة بالبحث عن طرق خلاقة ومبتكرة وحاسمة، تمنع بعض الأئمة والدعاة والخطباء من الخوض فى بعض المسائل الشائكة التى يتسبب تناولها فى ضرر كبير أكثر لكل المجتمع ولا تفيد إلا ذوى العقول الضيقة والمتحجرة.

الذى يدفعنى للحديث عن ذلك مجددا، هو فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى فى الأيام الماضية، لشخص يدعى الشيخ سمير حشيش.لم يسبق لى أن سمعت عنه، لكن يقال إنه من الوعاظ المعروفين إعلاميا، وله دروس يلقيها فى أماكن مختلفة.

فى الفيديو المتداول يتحدث الشيخ حشيش عن حديث يقول إنه صحيح تماما وهو «لا يقتل المسلم بكافر». استمعت لشرح الشيخ الذى استغرق ثلاث دقائق وأربع ثوان.

فى حديث الشيخ التباس كبير فهو يتحدث بأنه لا ينبغى لمسلم أن يقتل أو يرتكب أى جريمة ضد أى شخص سواء كان مسلما أو غير مسلم، وأن الحديث المذكور ليس رخصة للقتل، ومن يقولون بذلك فهم مدلسون، لكنه ورغم ذلك يصل إلى خلاصة واحدة فى النهاية، وهى أن دم المسلم أعلى شأنا من دم غير المسلم.

يقول الشيخ نصا فى كلامه الموثق صوتا وصورة بطريقة لا لبس فيها ولا غموض: «إن المسلم الذى يقتل غير المسلم أو الكافر يعاقب بأى عقوبة، إلا القتل، عشان دم المسلم أعلى شأنا من دم غير المسلم.. هتقول عنصرية، ولا متقولش، بس دم المسلم أعلى شأنا، واضحة أهى»!.

لست متخصصا فى علم الحديث، ولست فقيها أو خطيبا، فقط أتحدث عن التداعيات التى يمكن أن تنتج من وراء كلمات وعبارات وفقرات مثل ما قاله الشيخ سمير حشيش.

نحن نتحدث الآن عن ظروف مختلفة، وانتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعى، وبالتالى فإن أى كلمة أو عبارة أو حديث قد تؤدى إلى انفجارات وكوارث لا حصر لها، وسيكون ضررها أكبر كثيرا من نفعها.

يفترض وجود حد أدنى من التقدير والمواءمة ومتى يقال كلام ومتى لا يقال.

معروف أن الأديان إطلاقية، وكل دين يعتبر نفسه الأفضل والأعلى شأنا والأكثر سموا. وتخيلوا لو أن أصحاب كل دين قرروا أن يطبقوا ذلك بأيديهم على أرض الواقع؟!. لو حدث ذلك -لا قدر الله - فسوف تظل البشرية فى حروب لا نهاية لها حتى قيام الساعة.

نحن نعيش فى مجتمعات متداخلة، ليس فقط فى مصر، ولكن فى كل بلدان العالم.كثير من غير المسلمين يعيشون بيننا فى البلدان الإسلامية، وملايين المسلمين يعيشون فى بلدان الغرب والشرق فى أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا.هؤلاء يتمتعون بحقوق كثيرة ومنها حقوق العبادة ربما بصورة أفضل مما يتمتعون بها فى بلدانهم!. وبالتالى فإن إثارة الخلافات بين الأديان، لا يفترض أن تكون مادة لوسائل الإعلام، خصوصا فى وسائل التواصل الاجتماعى. هى قضايا يختص بها الخبراء وأساتذة علوم الأديان المقارنة، وداخل حلقات نقاشية مغلقة.

لكن إذا تركنا هذه الأمور للجميع، ومنهم العامة وغير المتخصصين فقد نشهد «ردحا ومعارك بلا نهاية»، على مواقع الفيس بوك مثلا.

لا ينطبق ذلك على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، بل بين السنة والشيعة وبين كل الجماعات والطوائف الدينية المختلفة، بل وداخل الفرق والجماعات والتنظيمات وفى كل طائفة على حدة.

لا تنقصنا المشاكل حتى نغرق فى مثل هذه الأمور الخلافية. نرجو أن نجتهد فى وقف هذه الفتن المتحركة مثل فتنة الشيخ حشيش وكل من يسير على خطاه!.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg