| 20 مايو 2024 م

أراء و أفكار

محمد مصطفى أبو شامة.. يكتب "رواق التجديد": "علشان تبنيها".. صوتنا للسيسي

  • | الجمعة, 20 أكتوبر, 2017
محمد مصطفى أبو شامة.. يكتب "رواق التجديد": "علشان تبنيها".. صوتنا للسيسي
محمد مصطفى أبو شامة

تتَّفِق أو تختَلِف مع الحملات الشعبية التى تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بالترشُّحِ لفترة رئاسة ثانية (وأخيرة وفق الدستور الحالى)، لكنك لن تستطيع أن تُنكِر أن هذا الحراك الشعبى يؤكد رغبةً صادقةً عند بعض المصريين فى استمرار «قائد الجيش» الذى خَلَع بزَّته العسكرية ليُنقِذَ الوطن من فوضى عمَّت البلاد، ويترشح رئيساً مدنياً لجمهورية مصر العربية ليطرد (ويطارد) جماعة مارقة طمعَتْ فى السلطة، وكادت تقبض عليها، لتحكُمَنا بالفاشية الدينية، وتستلهم كهنوت التجربة الإيرانية (الملهمة لهم)، لتضع مصر تحت ولاية المرشد، وتختطف أقدم حضارة عرفتها الإنسانية لتحبسها فى «الحرملك».. قفص حريم الخليفة التركى «أردو.. غان».

بالطبع لا نستطيع أن نتجاهل وجود حملات (إلكترونية) مضادَّة، مدفوعة ومأجورة لأهداف معروفة، تتخذ شعارات مناهضة للرئيس ونظام حكمه، لكنها لا ترتقى لمرحلة التحول إلى «حملة شعبية» معارِضَة، ولهذا أسباب متعددة، أهمها: أن شعبية الرئيس لا تزال مرتفعة، تتأرجَح فى منطقة ثابتة، متوسطها يعطيه أفضلية أمام أى مرشح محتمل، رغم ما يعانيه المصريون معيشيّاً خلال العام الأخير، بسبب سياسات الإصلاح الاقتصادى التى تنتهجها حكومة شريف إسماعيل، ورغم الإحباط العام بسبب غياب الحياة الحزبية، وضَعْف الأداء البرلمانى، وهو ما يمنع أيَّ أمل فى أى تطور سياسى يمكن أن تشهده مصر فى المستقبل المنظور.

يراهن السيسى على ما تَحَقَّق من إنجازات على الأرض؛ من حركة تشييد وعمران واسعة، وتطوير وتمهيد لشبكة الطرق فى كل ربوع مصر، وظهور الملامح الأولى لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، يراهن على وضع بذور لإصلاح اقتصادى حقيقى بعيداً عن مسكِّنَات العهود الماضية التى أوصلت الدولة إلى حافة الانهيار الاقتصادى، يراهن أيضاً على نجاح سياساته الخارجية سواء دولياً أو إقليمياً أو عربياً، وبرز هذا النجاح فى التوازن السياسى بين أمريكا وروسيا، وفى تشكيل تحالف استراتيجيٍّ عربيٍّ يجمع مصر مع السعودية والإمارات والبحرين، نجح فى مواجهة وتقويض دولة قطر المارقة وحاكمها الممول الرئيسى للإرهاب والداعم لكل التنظيمات الدينية الراديكالية، والمتواطئ مع كل الطامعين.. الطامحين فى ثروات المنطقة وعلى رأسهم تركيا وإيران «الشريفة»!!

وفى ظنِّى أن أهم إنجاز فى سنوات حكم الرئيس، كان الاهتمام الكبير بالشباب، الذى ترجَمَتْه الرئاسة فى برنامج تدريبيٍّ ومؤتمرات دورية يصدر عنها توصيات تتم متابعة تنفيذها بآليات عصرية متطورة، وتُوِّج هذا الجهد بالقرار الجمهورى الذى صدر قبل ثلاثة أشهر بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والتى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم. وتعد حملة «عشان نبنيها» أبرز الحملات الشعبية المطالبة بإعادة انتخاب السيسى رئيساً، وعددت فى دعايتها بعض من إنجازات تمت خلال فترة حكمه، ومنها: القضاء على فيروس الكبد الوبائى (سى)، وارتفاع احتياطى النقد الأجنبى لمعدَّل غير مسبوق منذ قيام ثورة يناير 2011، حيث تخطى 36 مليار دولار، وبداية عصر الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى، وأخيراً الاهتمام الواضح بتسليح الجيش المصرى وتطوير معداته ورفع كفاءته التدريبية.

ورغم قرب الموعد، فإنه لم يُعلِنْ أحد رغبةً مؤكدةً للترشُّحِ لمنصب رئيس مصر (بمن فى ذلك السيسى)، ومن المفترض أن تتم الدعوة لانتخابات الرئاسة المصرية فى فبراير 2018، وينص الدستور المصرى على أن من شروط الترشح أنه «لا بد أن يحصل المرشح على توكيلات من 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب. أو ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة على الأقلّ، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة. وذلك على النحو الذى ينظمه القانون». وفى كل الأحوال تبدو المعركة الانتخابية محسومة لصالح اختيار الشعب، وهو عبدالفتاح السيسى ليُكمِلَ ما بدأ من عملية بناء لمصر الحديثة تحت شعاره الأثير.. «تحيا مصر».

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg