| 25 مايو 2024 م

أراء و أفكار

علماء الأزهر: الاصطفاف الوطني رد عملي لردع من يمول الإرهاب

  • | الجمعة, 27 أكتوبر, 2017
علماء الأزهر: الاصطفاف الوطني رد عملي لردع من يمول الإرهاب

 استنكر الدكتور جمال الهلفى أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين فرع جامعة الأزهر بدسوق، الأحداث الأخيرة التى أوقعت عددا من شهدائنا رجال الشرطة الأبرار، موضحاً أنه لم يقرأ فى الدين الإسلامى منذ أن عرف القراءة والكتابة ما يبيح القتل أو يدعو إليه بدون وجه حق، فالإسلام دين يدعو الناس جميعا للتعايش بحب ووئام وسلام بعيدا عن العنف والإرهاب والتدمير، وللأسف أصبحنا نرى ونسمع عن أفعال يندى لها الجبين، والغريب أن أصحابها ينسبون كل فعل مشين للإسلام والإسلام منه براء، ويقولون إن هذا موجود فى الفقه الإسلامى!! فمن أين أتوا بهذا الفقه الشاذ؟ وبحكم تخصصى فى الفقه المقارن لم أر ما يقولون به زورا وبهتانا على فقهنا الإسلامى. وأضاف الهلفى أن جميع الديانات السماوية المنزلة من قبل المولى سبحانه وتعالى تدعو إلى المحافظة على الإنسان ورفع قدره، والبعد عن كل ما يقلل من شأنه كإنسان خلقه المولى سبحانه وتعالى بيديه، وهناك حقيقة مشتركة بين جميع الأديان السماوية وإن اختلف اللفظ فيها وهى: «الإنسان بنيان الله ملعون من هدم هذا البنيان»، منذ أن خلق الله آدم حتى وقتنا هذا، والمولى يقول فى كتابه الكريم: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا» وقول المصطفى عندما خاطب الكعبة المشرفة «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْراً»، وهذا يدل دلالة واضحة على أن نفس الإنسان عظيمة ولها من القدر عند خالقها سبحانه وتعالى، وهذه الجرائم ينأى عنها كل عقل سليم أو نفس سوية.

وفى ذات السياق أكد الدكتور غانم السعيد أستاذ الأدب والنقد ورئيس قسم الأدب بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة، أن الحادث الإرهابى البشع الذى وقع فى الواحات يكشف عن أن قضية الإرهاب فى مصر لا يمكن أن تكون قضية داخلية محلية، لأن الأسلحة التى كانت فى حوزة هؤلاء الإرهابيين متطورة جدا، ويحتاج الحصول عليها إلى ممول لا يمكن أن يكون فردا أو مجموعة أفراد بل دولة أو مجموعة من الدول، ثم إن هذا التدريب العالى، وتكتيكات الحرب عند هؤلاء الإرهابيين، وقدرتهم على التمويه لا يمكن إلا أن يكون وراءه أجهزة مخابرات دولية تهدف إلى استنزاف الإرادة المصرية، وجعل البلد فى حالة حرب مستمرة، لوأد أى أمل فى الخروج من هذه الحالة من التردى التى يعيش فيها الوطن .

ويكمل: وحينما نقول بتورط أجهزة مخابرات دولية فى هذه الحرب المستعرة بين الدولة والإرهاب فإننا لا ننساق وراء عواطفنا متجاوزين الحقيقة، لأن ما كشفت عنه الحرب مع داعش فى العراق يؤكد على صحة اعتقادنا، فقد تم اكتشاف كثير من ضباط عدد من أجهزة المخابرات الدولية مندسين بين هؤلاء الدواعش، وظل بعضهم يترقى بينهم حتى وصل إلى مرتبة قائد مرموق فى صفوفهم يقود معهم المعارك ويصدر القرارات والتعليمات وهو ليس على دينهم ولا يتبع ملتهم .

ويوضح السعيد أن ما يدل أيضاً على أنها حرب من خارج الحدود، أن سفارات بعض الدول تعلن لرعاياها أن يأخذوا حيطتهم وحذرهم فى تنقلاتهم قبل وقوع الحادث بمدة طويلة، وهذا يجعلنا لا نبرئهم من المشاركة فى هذه الحرب بطريق مباشر أو غير مباشر.

وأضاف أن غاية الإرهاب ومن يموله هو إسقاط الدولة المصرية، أو على الأقل إبقاء الوضع على ما هو عليه، لأنهم متأكدون إن مصر إن وقفت فلن تقعد، وإن نهضت فلن تتراجع عن أهدافها وغايتها، وإن تحركت فلن تسمح لأحد أن يعطل مسيرتها، ولذلك هم يسعون — حتى تتحقق مصالحهم — أن تبقى مصر كالرجل المريض الذى يصارع الموت فلا هو حى فيعيش ولا هو ميت فيستريح،  وشعب مصر بجيشه وشرطته قادر بإذن الله على المرور من المحنة ودحر هذا الإرهاب الأسود.

 وأشار السعيد إلى الأمر المؤسف فى هذه الحادثة أنها كشفت عن أن كثيرا من المصريين قد أصابتهم حالة من البرود والبلاهة ولم يعودوا يتفاعلون مع هذه الحوادث الإجرامية بالقدر الذى يناسب فظاعتها وبشاعتها، وأخشى ما أخشاه أن يكون ذلك بداية انفصام بين الشعب وجيشه وشرطته، والحقيقة أننى لم أشعر — على المستوى الشخصى — بهذه الهبَّة الوطنية التى تعودنا عليها حينما يتعرض الوطن لمثل هذه الأحداث الخطيرة، والدليل على ذلك أننا وجدنا الناس قد انشغلوا بمباراة فى كرة القدم لأحد الأندية حتى كادت الشوارع تخلو من المارة بعد أن عكفوا فى بيوتهم أو على القهاوى والكافيهات يشاهدون المباراة وهم بين مطبل ومزمر ومصفِّر فى الوقت الذى كانت فيه جثث الشهداء لم تدفن، ودماؤهم لم تجف.

لطفي عطية

طباعة
الأبواب: ملفات خاصة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg