| 25 مايو 2024 م

أراء و أفكار

"صوت الأزهر" طرحت السؤال على علماء الدين والسياسة : تكالب الإرهاب على الوطن.. هل يضعفه أم يزيده صلابة؟

  • | الجمعة, 27 أكتوبر, 2017
"صوت الأزهر" طرحت السؤال على علماء الدين والسياسة : تكالب الإرهاب على الوطن.. هل يضعفه أم يزيده صلابة؟

أصبحت مشاهد العنف والتفجير وتناثر الاشلاء أمرا اعتدنا أن نسمع عنه يوميا فى بلادنا العربية والإسلامية من سوريا إلى العراق مرورا باليمن وليبيا.. وأصبح العالم العربى والإسلامى يموج بالفتن والتشتت والأفكار المتطرفة بالإضافة إلى العمليات الإرهابية والتفجيرات التى تخلف وراءها خسائر باهظة فى الأرواح والممتلكات، وكان آخرها الحادث الجبان الذى شهدته منطقة الواحات وما يحدث على أرض سيناء من عمليات إرهابية يتوزع دمها بين «قبائل» الإرهاب ما بين داعش وأنصار بيت المقدس وحسم وهشام عشماوى وغيرها من الجماعات التى تتنافس على النيل من مقدرات الدولة المصرية وزعزعة استقرارها وتشتيت جهودها شرقا وغربا.

«صوت الأزهر» تطرح السؤال على خبراء السياسة: هل سيضعف تنافس الجماعات الإرهابية فى الشرق والغرب من قوة الدولة المصرية أم سيزيدها صلابة؟ وما الحل لمواجهة تلك الجماعات؟ وما حكم الشرع فى التنافس على سفك الدماء؟

من جهته قال الدكتور مصطفى علوى أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، أن وجود جماعات إرهابية منظمة فى الجزء الغربى من الدولة المصرية أدى إلى مزيد من التعقيد والصعوبة فى التعامل والسيطرة على تلك القضية لأنه معروف على مدار التاريخ أن المنطقة الغربية وشمال سيناء تعدان مصدر التهديد الأساسى على الأمن الوطنى. وأضاف علوى أن ما حدث فى الجزء الغربى داخل الأراضى المصرية يعد عملية إرهابية غير تقليدية موجهة بشكل منظم إلى قوات الأمن المصرية.

وأوضح أستاذ السياسة أن مواجهة تلك الجماعات تحتاج إلى تغيير فى  طريقة التفكير الاستراتيجى وفى هيكل صنع القرار المصرى فى التعامل مع مثل هذه التهدايدات الجديدة، لأن ما تقوم به يعتبر توسيعا لنشاطها الجغرافى.

ونوه علوى إلى أن الجزء الغربى لمصر لم يعد مجهزا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية فلابد من تكثيف وجود قوات أمن منتشرة فى جميع الأماكن ولها خطة تغيير مستمرة وغير ثابتة لأن الصحراء واسعة المساحة وغير مأهولة بالسكان وهذا يسهل مهمة الجماعات الإرهابية فى تدبير العديد من العمليات.

وتابع علوى: وهذ يمثل تهديدا حقيقيا، فينبغى على الدولة أن تتعامل مع هذا الوضع بأساليب حديثة وبوجود مباشر من  قوات عسكرية وأمنية فى هذه المنطقة، بالإضافة إلى وجود خطة جديدة لمعرفة مصادر الإرهاب وأنواعه وأماكن وجوده.

وأشار علوى إلى أن الأساليب القديمة فى مواجهة الإرهاب لن تجدى وستؤدى إلى خسائر كبيرة فى الأرواح فلابد من تكاتف جميع الدول العربية والإسلامية التى يتوغل فيها الإرهاب لمواجهته بأحدث الأساليب فهدفه هو السيطرة على النفط وتفتيت الشرق الأوسط وإضعاف مصر لأنها مركز العالم العربى والإسلامى.

ولفت أستاذ السياسة إلى أن الجماعات الإرهابية توجد فى سوريا واليمن وليبيا والعراق وتونس وأصبحت تمد ذراعها فى الخليج العربى ولها أهداف وبرامج  لن تتنازل عن تنفيذها ولكن إذا تعافى اقتصاد الدول الإسلامية والعربية وأصبحت تحارب بنفس طريقته فسوف تنتصر على هذه الجماعات. من جانبه قال الدكتور عبدالله المغازى أستاذ القانون الدستورى وعضو البرلمان السابق، إن الجماعات الإرهابية تعرف أنها تحارب الدولة المصرية وإن مصر قادرة على مواجهتها ولن تضعف لأن الجيش والشرطة لن يعقما عن تقديم ملايين الأفراد لأن ذخيرة الجيش والشرطة هو الشعب ولن يكف الشعب عن تقديم أبنائه ضباطا وجنودا فداء للوطن.

وتابع المغازى: تعرف تلك الجماعات جيداً أن عقيدة الشعب المصرى هى الوقوف بجانب مؤسساته، وأصبحت تلك الجماعات تدين بالولاء لمن يدفع لها أكثر تحت غطاء ومسمى أنها تحارب أنظمة كافرة حتى يقنعوا سفهاء الأحلام أن ينضموا لهم ولكن هم فى الحقيقة امراء حروب ومن مصلحتهم أن يظل الوضع مشتعلا فى الشرق الأوسط حتى يحصلون على الأموال من الجهة الممولة.

وأشار المغازى إلى أن هناك أجهزة مخابرات هى التى تتولى تدريبهم ودعمهم لأهدافها، وبالتأكيد يمر الشعب المصرى الآن بحالة إحباط ولكن يجب على مؤسسات الدولة أن تكون حريصة على معدلات أعلى من الكفاءة والتدريب واستخدام أحدث الأجهزة حتى تجنب أبناءنا الخسائر فى الأرواح على قدر المستطاع لكن أؤكد أن الشعب المصرى لديه هذه النزعة فى الوقوف بجوار مؤسساته وتقديم كل ما يعين مؤسساته.

وأكد المغازى أن ما تحدثه الجماعات الإرهابية فى مصر شرقا وغربا يزيد من قوة الدولة المصرية وليس العكس فيجعلها تحارب على أكثر من جبهة ويتعاون الشعب معها ويعرف مدى إخلاص القوات المسلحة والشرطة فى تأمين مصر والدفاع عنها. وناشد المغازى بإعداد العدة من جديد والنظر بشكل آخر لمحاربة تلك الجماعات والاستعداد القوى حتى يسد الجيش أى ثغرة على تلك الجماعات.

من جهته قال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المواجهة بين الدولة وهذه الجماعات ستكون بالفكر وهذا يتطلب من الدولة تكثيف جهودها لتجديد الخطاب الدينى من الأزهر والتعليم والثقافة، والجزء الآخر عن طريق السلاح وهذه مهمة الجيش والشرطة.

وأشار ربيع إلى أن العالم العربى والإسلامى تربة خصبة لانتشار الإرهاب والاستحواذ على عقول الشباب لأنه يعج بالفقر والجهل والبطالة ومن السهولة السيطرة على الشباب وتجنيدهم فلابد من رفع الحالة الاقتصادية أيضاً والقضاء على البطالة والجهل وإصلاح حال التعليم فلابد من مناقشة ومعالجة الأمور المهمة أولا وبعدها سوف تكون هناك دولة قوية تواجه بشكل أقوى.

بينما قالت الدكتورة فتحية الحنفى أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، جامعة الأزهر:  قبل التنافس من أعداء الإنسانية على إراقة الدماء لا بد من بيان حرمة الدماء فى الإسلام ليس دم المسلم فحسب بل كل نفس إنسانية لا فرق بين مسلم وغيره بل الجميع سواء ولذا قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الإنسان بنيان الله ملعون من هدم بنيان الله». وتابعت: قال صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع «ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا» وقال الله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق) حتى إن الرحمة مطلوبة عند ذبح الحيوان فقال رسول الله: «اذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» فما بالنا بمن يحرق ويقتل ويمثل؟!

وأضافت الحنفى من يقوم بهذه الأفعال ليس فى قلبه ذرة من إيمان ولا يستحق أن يطلق عليه لفظ إنسان لأن الرحمة فى الحيوان سبقته ونعلم جميعا أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس ولذا وجب المحافظة عليها ويحرم الاعتداء عليها سواء من قبل الشخص نفسه قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أو من غيره كما ورد فى كثير من الآيات والاحاديث.

وأشارت أستاذ الفقه إلى أنه يحرم حرمة قاطعة إزهاق أى نفس بدون وجه حق ومثل هؤلاء أعداء الوطن وأعداء الإنسانية أقول لهم: من أمركم على إزهاق الأنفس ليس فى مصر فحسب بل فى أنحاء العالم؟!  من أعطاكم الحق فى ترميل الثكالى وتيتيم الأطفال وفقد الآباء والأمهات لفلذات أكبادهم؟!

نعمات مدحت

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg