| 20 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور طه أبو كريشة.. يكتب: "ويأبى الله إلا أن يتم نوره"

  • | السبت, 28 أكتوبر, 2017
الدكتور طه أبو كريشة.. يكتب: "ويأبى الله إلا أن يتم نوره"
د. طه أبو كريشة

من حديث القرآن الكريم عن القرآن الكريم ما جاء من الآيات مبينا حقيقة جوهره، فهو ليس مجرد كلمات تتكون من حروف، وإنما هو فى واقعه نور منزل من رب العالمين سبحانه وتعالى على نبيه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- ليخرج به الناس وينقلهم من الظلمات إلى النور، من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، ومن ظلمات الضلال إلى أنوار الهدى، ومن ظلمات الانحراف إلى أنوار الاستقامة على صراط الله تعالى المستقيم ومن ظلمات الفرقة والتشتت إلى أنوار الوحدة والاعتصام بحبل الله تعالى المتين، كما جاء الإخبار عن هذه الحقيقة فى قول الله عز وجل «كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد» إبراهيم 1، وقد تعددت الآيات القرآنية التى أطلقت على القرآن الكريم اسم «النور» ومن هذه الآيات ما جاء فى قول الله تعالى «يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا»، النساء 174، وما جاء فى قوله سبحانه «فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا والله بما تعملون خبير» التغابن: 8.

وما جاء فى قول الله عز وجل «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم» المائدة 15-16، وما جاء فى قوله تعالى «فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون» الأعراف 157، وفى قوله سبحانه «ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك تهدى إلى صراط مستقيم» الشورى 52.

ومن حديث القرآن الكريم عن النور القرآنى ما جاء بيانا لأثره فى قلوب من يستضىء بنور القرآن الكريم، إن هذا النور هو الذى يهب الإنسان المستضىء به صفة الحياة الإيمانية الحقيقية، وبدونه يكون الإنسان ميتا موتا حقيقيا ولو كان يمشى على قدمين ويأكل ويشرب، وهذا هو من جاء بيانه فى قول الله عز وجل «أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها» الأنعام: 122.

ومن هذا الحديث أيضاً ما جاء بيانا لمنزلة أصحابه فى الآخرة وأنه يلازمهم ملازمة تدل عليهم وتشير إليهم كما جاء الإخبار عن ذلك فى قول الله عز وجل «يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم»، الحديد 12، وهو أثر يجعل المحرومين منه يحسدونهم ويتطلعون إلى أن ينالوا شيئا من هذا النور، وذلك على النحو الذى أخبرت عنه الآية الكريمة فى قول الله تعالى «يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب» الحديد 13.

ومن هذا الحديث من جاء بيانا للغاية من وراء الحرب التى يشنها أعداء القرآن الكريم، إن هذه الغاية هى القضاء على هذا النور القرآنى حتى تخلو لهم ساحة الضلال والإضلال، ولكن الله تعالى يحكم على هذه الحرب بالإخفاق مع وعد ببقاء النور ساطعا يملأ الدنيا بضيائه وهدايته، وذلك على النحو الذى جاء بيانه فى قول الله عز وجل «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون»، التوبة 32-33.

إننا نرى فى لحظاتنا الحاضرة نوعا من هذه الحروب الخفية التى يشنها أهل الضلال والانحراف على أهل القرآن الكريم الذين يرفعون رايته فى الأزهر الشريف، حيث يريدون من وراء هذه الحروب الدعائية أن تخلو الساحة الحياتية لما يريدون الوصول إليه من نشر ضلالاتهم، لكن عليهم أن يعلموا أن الله تعالى ناصر كتابه وأهل قرآنه كما قال تعالى «ويأبى الله إلا أن يتم نوره».

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg