| 20 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور عبدالحليم منصور.. يكتب: سيادةَ الرئيس .. القصاصَ القصاصَ

  • | السبت, 28 أكتوبر, 2017
الدكتور عبدالحليم منصور..  يكتب: سيادةَ الرئيس .. القصاصَ القصاصَ
د. عبد الحليم منصور

فى حادثة أقضت مضجع جموع الشعب المصرى، راح ضحيتها عدد من رجال الشرطة الأبطال، جنودا وضباطا، من خيرة شباب مصر، سقطوا بيد الإرهاب الأسود، الذى يطل علينا بوجهه القبيح بين فينة وأخرى، ليعمل سهامه فى قلوبنا، ويدمى دماءنا، لترتوى بها حبات تراب مصر، كى تكون عصية على الأعداء من كل حدب وصوب، وعصية على السقوط أبد الدهر بفضل هؤلاء الرجال المخلصين.

وإذا كان شهداؤنا الأبطال أحياء عند ربهم يرزقون، فقد أدمت دماؤهم الزكية قلوبنا، وتألمنا جميعا لفراقهم، وكدر هؤلاء الإرهابيون صفو المجتمع المصرى فى شهر أكتوبر شهر الانتصارات العظيمة التى يفخر بها جموع الشعب المصرى أمام العالم.

إن هذا الحادث الإرهابى لا يمت إلى الإسلام بصلة، وإن القائمين على هذه الجرائم آثمون معتدون مفسدون فى الأرض بغير الحق، قال تعالى: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» المائدة: (32).

إننا نطالب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطبيق القصاص العادل على هؤلاء المجرمين والقتلة حتى يتحقق الردع الخاص والردع العام فى المجتمع، وحتى تظل مصر واحة للأمن والأمان دائما، وحتى يستريح ضمير الشعب المصرى بسبب ما يحدث لأبنائه بين حين وآخر.

إن اجتثاث جذور هؤلاء القتلة وسفاكى الدماء هو الحل الأمثل لاستقرار المجتمع المصرى، حتى يأمن الناس على دينهم وأموالهم وأعراضهم وحياتهم، وحتى تتحقق مقاصد الشرع الحنيف وحماية كل ما من شأنه أن يعيش الناس حياة مطمئنة، إن الحق سبحانه وتعالى يقول «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون» وقال تعالى: «وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس، والعين بالعين، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن، والسن بالسن، والجروح قصاص»

إن هذه الفئة الباغية أدمت قلوب الشعب المصرى كله، وتركت فيه جرحا غائرا، لن يشفى منه إلا بتطبيق القصاص العادل، واستئصال شأفة هؤلاء المجرمين المفسدين، وتطهير الحياة من شرهم، وإفسادهم، حتى تبرد نيران القلوب، وحتى يستريح جمع المصريين.

سيادة الرئيس: إننا نطالبك ونفوضك فى تحقيق هذا المطلب الغالى والمهم على قلوب المصريين جميعا، حتى تظل مصر بلد الأمن والأمان، كما قال تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وتبقى تحت قيادتكم الحكيمة عصية على السقوط، عصية على الانهيار، وستبقى أما للعالم بأسره كما بقيت فى الماضى قوية شامخة.

وإننا ندعو جموع الشعب المصرى، على اختلاف طوائفه، ومعتقداته إلى الالتفاف حول قائدة فى هذه الحقبة من تاريخ مصر، وندعو جموع المواطنين إلى مزيد من الترابط والتلاحم فى مواجهة موجات الإرهاب الأسود البغيض الذى يهدف إلى تفكيك اللحمة الوطنية، وإحداث الفتنة بين المصريين، وإسقاط الوطن ليكون لقمة سائغة فى أيدى الأعداء فى الداخل والخارج.

حفظ الله مصر وجيشها الأبيّ  حفظ الله الأزهر الشريف.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg