| 20 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور عمار علي حسن.. يكتب: في معنى التسامح

  • | السبت, 28 أكتوبر, 2017
الدكتور عمار علي حسن.. يكتب: في معنى التسامح
د. عمار علي حسن

يذهب التربويون إلى أن «قبول الآخر» ثقافة تكتسب منذ الصغر، حيث يمكن تنمية فهم الطفل للآخرين من خلال ما يلى:

أ- تقدير الآخرين: عبر تمييز وقبول الاختلافات معهم، وتمييز القدرات والمواهب الخاصة، والأداء المتميز لديهم.

ب- فهم مشاعر الآخرين: من خلال تمييز واحترام مشاعرهم واحتياجاتهم، وفهم تأثير تصرفات الشخص على مشاعر وسلوك غيره.

ج - مهارات العيش فى جماعة: وتتمثل فى القدرة على التفاهم مع الآخرين، والتعاون داخل جماعة إنسانية رئيسية أو ثانوية، والقدرة على الدخول فى صداقات، وإمكانية التشارك مع الآخرين عطاء وأخذا، وتمييز مزايا العمل مع الآخرين، وفهم وتلمس الاحتياج للقوانين، والاتفاقات، بعد امتلاك القدرة على وضعها أو سنها ثم الامتثال للعيش فى ظلها.

د- تعلم فض المنازعات: ويتم هذا عبر تنمية الحلول الملائمة لحل الخلافات، وضبط النفس فى التعامل مع الرفاق وغيرهم.

وفكرة قبول الآخر راسخة فى الأديان السماوية التى أنزلها الله لمصلحة البشر، واستقامة الحياة ورقيها. ويقوم تصور الإسلام لقبول الآخر، على آيات قرآنية محددة منها هاتان الآيتان، اللتان يقول فيهما الله تعالى: َ«وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»... «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ». وتقوم هذه الرؤية على عدة مبادئ، أوردها الباحث ممدوح الشيخ فى كتابه المهم الذى وسمه بـ«ثقافة قبول الآخر» على النحو التالى:

1- وحدة الأصل الإنسانى كله بحيث لا يكون مقبولا مع الاختلاف أو الخلاف نفى الإنسانية عن «الآخر» بأى مبرر أو بأية صيغة.

2- اختلاف الأمم إرادة إلهية وهو من ناحية أخرى ابتلاء شأنه شأن كل الابتلاءات التى تمحص إيمان الإنسان.

3 -إن الاختلاف فى الدين سنة كونية وجزء من حال التعدد فى الكون الفسيح.

4- جاء التعدد الإنسانى بعد «وحدة»، وهو مرتكز مهم بنى عليه مبدأ آخر مهم هو المساواة فى الإنسانية، فكما أننا جميعا نرجع إلى أبى البشرية آدم عليه السلام، فإننا جميعا ننحدر من أمة واحدة تفرقت.

5 - أكد القرآن فى مواضع عديدة وحدة الأصل الإنسانى من حيث المادة التى خلق منها وعملية الخلق والفطرة التى فطر الله عليها الناس.

6 -عندما تحدث القرآن عن الطبيعة النفسية للإنسان لم يفرق فى السمات المشتركة بين أمة وأخرى، ولا بين مؤمن وملحد.

7- لم يكن إخبار المؤمنين بهذه السنن الكونية فى الاختلاف والتعدد مقصورا على مجرد اتساع «معرفتهم» فالقرآن كتاب هداية ومن ثم فإنه كما توجه للمؤمنين توجه إلى «الناس» مؤمنين وغير ذلك.

8 - تبقى العلاقة بين «الناس» فى القرآن محكومة بقيود أخلاقية وحدود لا يجوز انتهاكها لأنها أوامر إلهية كرمت «الآخر» أيما تكريم عندما جعلت احترام إنسانيته واجبا شرعيا، بل جعلت العدل معه علامة من علامات التقوى.

9- تأكيد حرمة الحياة البشرية على قاعدة المساواة التامة فى الإنسانية.

10- إقرار مبدأ أن الخير يجوز أن يتجاوز غير المؤمنين ليشمل أكثر فئات «الآخر» عداء.

(ونكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى)

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg