| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الصورة الإيجابية عن مصر.. الترويج السياحي.. تغيير الانطباعات عن الأوضاع الأمنية.. إظهار اهتمام الدولة بالشباب.. أهم المكاسب

  • | الجمعة, 10 نوفمبر, 2017
الصورة الإيجابية عن مصر.. الترويج السياحي.. تغيير الانطباعات عن الأوضاع الأمنية.. إظهار اهتمام الدولة بالشباب.. أهم المكاسب

بانطلاق منتدى شباب العالم، وهو الحدث الأول من نوعه فى مصر، وتستضيفه مدينة شرم الشيخ حتى العاشر من الشهر الحالى، تحت رعاية وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وبعيداً عن جدول أعمال المنتدى المتخم بجلسات النقاش، والفعاليات الحوارية والثقافية والفنية، فإن المنتدى الذى يتجاوز عدد مشاركيه ٣ آلاف شاب ينتمون لنحو ٨٠ جنسية مختلفة، يمكن أن يمثل فرصة مواتية لتحقيق العديد من المكاسب على أكثر من مستوى.

وبحسب تحليل لمركز دلتا للأبحاث الاقتصادية، تتمحور معظم أوجه الاستفادة من انعقاد المنتدى حول تقديم صورة إيجابية عن مصر، فى وقت تسعى فيه القاهرة إلى تحسين صورتها أمام العالم، ليس فقط على مستوى الحالة الأمنية، بل وأيضاً على المستوى السياسى، فمصر التى تخوض مواجهات ضارية مع جماعات إرهابية شتى، تسعى إلى إحداث تقدم ملموس فى مجال استعادة الزخم السياحى، على الأقل فى المقاصد التقليدية البعيدة عن مناطق نشاط الجماعات الإرهابية، بشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، وهو ما يمثل أولوية اقتصادية ملحة لإنقاذ عشرات المليارات من الدولارات التى تمثل استثمارات القطاع السياحى، وهو القطاع الذى عاش أسوأ أيامه فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية قبل ما يزيد على عامين، وما ترتب عليه من تعليق أهم مصادر السياحة الأجنبية (روسيا وبريطانيا) لرحلاتها إلى مصر، وبالتالى حالة كساد شبه تام فى هذا القطاع الحيوى للاقتصاد المصرى، والذى دفع ثمنا باهظا بتراجع تدفقات العملات الأجنبية، وارتفاع متسارع فى قيمة الدولار، قبل أن يستقر سوق النقد بفعل التوسع فى سياسة اقتراض النقد الأجنبى، لتعويض جفاف المورد السياحى والتصديرى.

منتدى شباب العالم فرصة مواتية لإعادة بناء صورة ذهنية إيجابية عن الأوضاع الأمنية فى مصر، وترويج واحد من أهم مقاصدها السياحية (شرم الشيخ)، فى حضور مجموعة من قادة الدول، وممثلى العديد من وسائل الإعلام العالمية، التى ستقوم بتغطية الحدث الشبابى الدولى، كما أن قائمة المشاركين فى المنتدى تضم مجموعة كبيرة من الناشطين فى مجال السوشيال ميديا، وهو قطاع بات له تأثيره العالمى، والترويج السياحى من خلاله قد يكون أداة جيدة للوصول إلى قطاعات من الجمهور المستهدف، لا تستطيع الحملات التقليدية- التى تصر وزارة السياحة على استخدامها فى الترويج للمقاصد المصرية - الوصول إليهم.

المكسب الثانى، يتصل أيضاً بتقديم صورة ذهنية مغايرة عما دأبت كثير من وسائل الإعلام العالمية تقديمه عن مصر فى الآونة الأخيرة، وبخاصة ما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، فى ظل تقارير باتت متكررة عن التوسع فى التدابير المقيدة للحريات، واتخاذ إجراءات أكثر تشددا إزاء مجموعات من الشباب المصرى متباينة الانتماءات السياسية والأيديولوجية، وبالتالى فإن استضافة حدث شبابى بهذا الحجم يمثل خطوة نحو تقديم صورة مغايرة لاهتمام الدولة بقطاع الشباب، لا سيما مع إصرار الرئاسة على أن يتصدر الصورة التنظيمية للمنتدى عناصر شبابية خالصة، فضلا عن المشاركة الواسعة لعدد كبير (نحو ألف شاب) من أبناء مختلف المحافظات المصرية بفعاليات المنتدى.

ومن بين المكاسب التى يمكن تحقيقها كذلك من فعاليات المنتدى، إظهار القدرة على تنظيم واستضافة أحداث كبرى، وتوفير كافة المتطلبات لإقامة مناسبات رفيعة المستوى، الأمر الذى قد يمثل دعما مستقبليا لدور سياسى وسياحى تلعبه مصر فى المرحلة المقبلة.

وتبقى مسألة حيوية ومتكررة فى الكثير من المناسبات المشابهة، وهى القدرة على تحقيق الاستفادة المثلى، بحيث تتوازى أوجه الاستفادة منها مع تكلفة استضافتها، وألا يكتفى بأن تتحول إلى مجرد مناسبة كرنفالية، تقتصر الاستفادة منها على المدى القصير، بينما تتلاشى القدرة على توظيف هذه المناسبات على المدى البعيد، وهو الهدف الأهم والأكثر عمقا.

وليد عبد الفتاح

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg