| 08 مايو 2024 م

أراء و أفكار

سعد المطعني.. يكتب: نبي الرحمة

  • | الجمعة, 24 نوفمبر, 2017
سعد المطعني.. يكتب: نبي الرحمة
د. سعد المطعني

مع تنسم عبير شهر ربيع الأول تنشرح قلوبنا وعقولنا لذكرى أفضل مولود جاء إلى الوجود ليس لامة الإسلام فحسب بل للعالم اجمع فى شهر ربيع الأول الذى شهد ميلاد الرحمة المهداه إلى الناس كافة عربهم وعجمهم وتأتى ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم فى هذا التوقيت الذى تتلبد فيه غيوم كثيرة فى سماء العالم اجمع حيث يعانى الجميع من ضربات الإرهاب الذى لا يفرق بين صغير وكبير وهذه الافعال الاجرامية جعلت البعض يصف دين الرحمة بصفات هو برىء منها بل بصفات لم نسمع عنها من قبل لذا نقول عذرا رسول الله فان امتك قد تنكبت الطريق وتمر بادق واحرج لحظاتها وما احوجها إلى أن تتدارس سيرتك الشريفة لتقدم للعالم اجمع الصورة الحقيقية لهذا الدين إنها صورة عنوانها الرحمة وان الأديان السماوية جميعها جاءت لسعادة الإنسان وهى بريئة من أى اتهامات أو اوصاف لا تليق بها فتعاليم السماء تحوى بين جنباتها مكارم الاخلاق الحسنة بل تؤكد عليها، وياتى منهج السماء الربانى متمثلا فى الكتاب الخاتم (القرآن الكريم) كأنموذج ناصع البياض لندلل به على ما نقول. عذرا رسول الله لأن من اتهموا دين الإسلام باتهامات باطلة لم يتناولوا تطبيقات السيرة النبوية فى حياتك ومن هنا نقول يا من تتهمون الإسلام بما ليس فيه هل تعرفون شيئاً عن نبى الرحمة؟ فاذا لم تكن الاجابة بالإيجاب فهاكم بعض الادلة العملية على رحمته صلى الله عليه وسلم.

حينما جاء اعرابى يسمى ثُمالة متقلدا سيفه فرآه سيدنا عمر رضى الله عنه وقرأ فى وجهه علامات الغضب والمكر والدهاء فسأله سيدنا عمر إلى أين يا ثمالة فقال ثمالة والحقد يملأ قلبه ذاهب لاقتل محمداً فما كان من سيدنا عمر وصحابته الكرام إلا أن امسكوا بهذا الغِر واوثقوه فى سارية المسجد وحينما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجرته الشريفة ليؤدى الصلاة فى مسجده الشريف ورأى هذا الغر مربوطا سأل صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل. فقال له الصحابة إنه ثمالة جاء لينال منك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم هل اطعمتم الرجل؟ فهذا أول سؤال يوجهه صلى الله عليه وسلم لأصحابه ثم أرسل صلى الله عليه وسلم من يحضر له الطعام فقال له الصحابة يا رسول الله هذا الرجل جاء لينال منك انطعمه؟ فقال صلى الله عليه وسلم نطعمه ثم نعرفه الحق من الباطل فما كان من هذا الرجل بعد هذا الموقف إلا أن أعلن إسلامه فهل بعد هذه الرحمه من نبى الرحمة يمكن لعاقل أن يصف دين الإسلام بانه دين الغلظة أو القسوة.

موقف آخر لاعرابى جاء إلى مسجد الرسول وفعل فعلة لا تليق بالمسجد فهم الصحابة إلى الرجل فناداهم صلى الله عليه وسلم بالا يقطعوا على الرجل بولته ثم امرهم صلى الله عليه وسلم بان يطهروا ما احدثه الرجل بقليل من الماء أليست هذه رحمة من نبى الرحمة؟. اما موقفه من اهل مكة بعد الفتح هو اعظم دليل على تسامحه صلى الله عليه وسلم حينما قال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء اما كان صلى الله عليه وسلم قادرا على القصاص منهم فهم الذين اذوه واخرجوه ومع هذا ضرب (صلى الله عليه وسلم) اروع الامثلة فى التسامح.

هذه نماذج لمواقف نبى الرحمة والكلام عن سيرته ومواقفه كثير وكثير فسيرته صلى الله عليه وسلم مليئة بالدروس والعبر التى تبرهن على رحمته صلى الله عليه وسلم فهل يمكن لعاقل أن يصف هذا الدين العظيم دين الرحمة والتسامح بأوصاف لا تتفق مع ما جئت به؟ فعذرا رسول الله لاننا لم نبلغ سيرتك العطرة كما يجب أن تكون ويكفيك شرفا انك أرسلت بالرحمة المهداة للناس كافة فصلاة وسلام عليك سيدى يا رسول الله فى يوم مولدك وفى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.

طباعة
كلمات دالة: محمد رسول الله
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg