| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

علاقة رسول الله بزوجاته .. مودة ورحمة

  • | الجمعة, 24 نوفمبر, 2017
علاقة رسول الله بزوجاته .. مودة ورحمة

الزوج

د.محمد الجبالي: معاملة رسول الله لزوجاته فيها جانب عاطفي وترفيهي

د.إلهام شاهين: كان رسول الله من عدله مع زوجاته إذا تبسم في وجه واحدة يتبسم في وجه الأخريات

 

ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الأمثلة فى معاملته لزوجاته، حيث كانت معاملته لهن فيها مودة ورحمة وصبر عليهن حتى فى غضبه كان لا يضرب واحدة منهن ولا يعاقبها عقاباً شديداً، وكان يعدل بينهن فى كل شىء، ويلتمس لهن الأعذار، وهذا على عكس ما يحدث الآن من الأزواج فى زماننا هذا، وذلك لعدم تأسى الأزواج بأخلاق رسول الله، وعدم ت+طبيقهم لمعاملته لزوجاته والرجوع إلى سنته، فلو تأسوا بمعاملته صلى الله عليه وسلم ما كثر الطلاق وما وجدت المشاكل بين الأزواج،  وما تفككت الأسر.

يقول الدكتور محمد الجبالى رئيس قسم الفقه السابق بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إنه ليس من شك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المثل الأعلى فى الخلق العظيم وجميع الكمالات والقدوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وهو الذى تولى الله تعالى تهذيبه وأحسن تأديبه ليعطيه مقاليد الرسالة العامة، ويكمل به عقد النبوة، لافتاً إلى أن الزواج من أعظم الروابط الإنسانية التى تزرع المودة وتجمع النفوس على المحبة، وبه تكون المناصرة والمآزرة وتنكشف خبايا النفوس، فتتميز الأسر والبيوت، ونجد أن النبى - صلى الله عليه وسلم - يقدر المشاعر ويسمع الشكوى ويخفف الأحزان إيماناً منه بهذا، كما حدث مع السيدة صفية عندما بلغها أن حفصة قد قالت عنها إنها ابنة يهودى، فدخل عليها - صلى الله عليه وسلم - وهى تبكى فقال لها: «ما يبكيكِ؟ فأخبرته ما قالته حفصة، فقال لها مخففاً عنها «إنك لابنة نبى وإن عمك نبى وإنك تحت نبى، ففيما تفخر عليكِ» ثم قال لحفصة: «اتقِ الله يا حفصة»، كما وصفت السيدة عائشة رضى الله عنها حال رسول الله فى البيت بأنه كان يساعد زوجاته فى أعمال المنزل، فكان يخصف نعله ويغزل، فكان فى خدمة أهله ما لم يكن هناك شىء آخر يشغله، وكان تعامله مع زوجاته من منطلق الرحمة، كما كان يشاركهن المأكل والمشرب من نفس الإناء، حيث تقول السيدة عائشة: «كنت أشرب فأناول النبى فيضع فاه على موضع فيه»، وكان حليماً على زوجاته ويقابل جفوتهن بصدر رحب حتى إنه قد دخل الصديق أبوبكر رضى الله عنه وصوت ابنته عائشة يرتفع، فكان يريد أن ينهرها، فنهاه النبى  - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.

وأضاف الجبالى، أنه كان لرسول الله مع زوجاته جانب ترفيهى وعاطفى، فكان يمارس الرياضة معهن، حيث كان يتسابق مع السيدة عائشة فيسبقها مرة وتسبقه مرة، فالناظر إلى سيرة الرسول يجد أنه كان يقدر المرأة ويوليها عناية فائقة، كما كانت زوجاته لا تتورعن من تمشيط شعره وتقليم أظافره، وكان صلى الله عليه وسلم يتنزه معهن، كما كان بساماً معهن، ولا يمتنع من أن يعلن حبه لهن، حيث قال معلناً عن ذلك عن السيدة خديجة: «إنى رزقت حبها»، كما كان يحافظ على ألا ينشر خصوصية زوجة من زوجاته.

بدورها، أكدت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عادلاً فى معاملته مع زوجاته، وفى المبيت وفى الكسوة، وكان إذا أراد أن يخرج فى سفر فكانت سنته وهديه أنه يقرع بينهن- أى يقوم بعمل قرعة بينهن- ومن يخرج اسمها فى القرعة هى التى كانت تسافر معه، والشىء الوحيد الذى لا يستطيع الإنسان أن يعدل فيه هو المحبة القلبية فهى خارجة عن تحكم الإنسان فيها، ورسول الله فى هذه الجزئية كان دائماً يدعو الله بأنه لا يؤاخذه بهذا الأمر، فكان يقول: «اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تؤاخذنى فيما لا أملك». وكانت زوجات رسول الله يشهدن له بالعدل فى المعاملة وفى الإحسان وفى كل شىء منه لهن.

وتابعت: أن رسول الله ضرب المثل للرجال فى صبره على زوجاته، فعندما أهدت إحدى زوجات النبى طعاماً للسيدة عائشة التى كانت لا تجيد الطهى، فمن غيرتها ضربت إناء الطعام بيدها فكسرته، ووقع الطعام على الأرض، وكان هناك ناس من المهاجرين والأنصار يجلسون فى نفس المكان، غير أن رسول الله لم يستاء من ذلك ولم ينهرها، بل قدر أنها امرأة وأنها غارت وما كان منه إلا أنه قال «غارت أمكم»، حيث إنها كانت أم المؤمنين، وقال لها: «يا عائشة لقد أخطأتى ولذلك كفارة، فقالت: ما كفارته يا رسول الله؟ قال: إناء بإناء وطعام بطعام». فبمنتهى الحكمة يعلم الرسول زوجاته حسن التصرف، وهذا نوع من الصبر الجميل على الزوجة، وفى نفس الوقت حسن المعاملة لها وتعليم للأمة الإسلامية كلها كيف نتعامل مع المرأة فى لحظات الغيرة والعنف.

هبة نبيل

طباعة
كلمات دالة: محمد رسول الله
Rate this article:
1.7

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg