| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

حقوق الطفل.. مبدأ أرساه الرسول قبل جمعيات حقوق الإنسان بقرون

  • | الجمعة, 24 نوفمبر, 2017
حقوق الطفل.. مبدأ أرساه الرسول قبل جمعيات حقوق الإنسان بقرون

صدعت الدول الغربية وجمعيات حقوق الإنسان رؤوسنا بالمناداة بحقوق الطفل ورعايته وتجريم العنف ضد الأطفال متهمين الإسلام بعدم التحضر فى معاملة الأطفال وممارسة العنف ضدهم.. ونسى هؤلاء أو تناسوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ ظهور الإسلام وهو ينادى بحقوق الطفل وعلم الناس هذه الحقوق التى تبدأ باختيار الرجل الزوجة الصالحة وكيفية تربية الأطفال وتنشئتهم التنشئة السليمة وكفل الإسلام للطفل حقوقاً كثيرة تضمن له حياة آدمية كريمة ونهى عن استخدام العنف ضد الأطفال..

تقول الدكتورة سلوى محمود المدرس بقسم الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بالقاهرة إن للطفل مكانة كبيرة وعظيمة فى الإسلام فهو اللبنة الأساسية التى يرتكز عليها المجتمع الإسلامى ذكراً كان أو أنثى ولذا أولاه النبى - صلى الله عليه وسلم - العناية الفائقة والاهتمام الكامل منذ نعومة أظفاره بل وقبل أن يولد. فقد كفل له الإسلام حقوقاً متعددة تضمن له حياة آدمية كريمة تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة التى تصلح أن تكون أُماً تؤتمن على تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة قويمة. وأيضاً من الحقوق التى ضمنها النبى - صلى الله عليه وسلم - للطفل حُسن اختيار اسمه وتعليمه الأمور الشرعية بصورة مبسطة محببة إليه فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع». وأيضاً تعليمه القيم الإسلامية والمبادئ الحسنة التى من شأنها أن تشكل شخصيته كإنسان سوى بين أفراد مجتمعه كالصدق والأمانة وغيرهما من مكارم الأخلاق ومعالى الشيم. فيُروى أن ابن عبدالملك أوصى مؤدِب ولده قائلاً: «إنى قد وصلت جناحك بعضدى ورضيت بك قريناً لولدى فأحسن سياستهم تدم لك استقامتهم وأسهل بهم فى التأديب عن مذاهب العنف وعلمهم معروف الكلام وجنبهم مثاقبة اللئام».

وأضافت أنه من أهم الحقوق أيضاً التى كفلها النبى - صلى الله عليه وسلم - للطفل: المساواة بينه وبين إخوته وعدم التفرقة بينهم بأى حال من الأحوال؛ لأن ذلك من شأنه خلق الضغائن والأحقاد والكراهية فى نفوسهم الأمر الذى قد يؤثر على برهم لآبائهم وسلوكهم مع غيرهم. فعن النعمان بن بشير - رضى الله عنه - قال: أعطانى أبى عطية فقالت عَمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أعطيت ابنى عطية فأمرتنى عَمرة بنت رواحة أن أُشهدك يا رسول الله فقال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم».

وتشير الدكتورة سلوى إلى أن النبى ضرب لنا أروع الأمثلة فى رحمته بالأطفال وشفقته عليهم وحسن معاملتهم. فقد أخرج الإمام النسائى عن عبدالله بن شداد - رضى الله عنهما - عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى إحدى صلاتى العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعه ثم كبّر للصلاة فصلى فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها قال أبى: فرفعت رأسى وإذا الصبى على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد فرجعت إلى سجودى فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال: كل ذلك لم يكن ولكن ابنى ارتحلنى فكرهت أن أعاجله حتى يقضى حاجته. ولا يخفى علينا ما حدث للأقرع بن حابس التميمى الذى دخل على النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو يُقَبِّل الحسن والحسين فتعجب من فعل النبى وقال: إن لى عشرة من الأولاد ما قَبَّلت أحداً منهم قط فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: «أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!». وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يُوَقِّر كبيرنا ويرحم صغيرنا». وقد كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يرق قلبه شفقة ورحمة فيخفف فى صلاته إذا سمع بكاء طفل صغير.. كل هذا سبق به النبى منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ما تنادى به جمعيات حقوق الإنسان فى مؤتمراتها واتفاقاتها متهمين الإسلام بالرجعية وعدم التحضر فى معاملة الأطفال وممارسة العنف ضدهم.

كما أشارت الدكتورة سهير طلب مدرس الحديث بقسم الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر إلى أن هناك مواقف كثيرة لرحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأطفال فسيدنا عمر رضى الله عنه لما رأى الرسول يبكى على ابنه إبراهيم نظر إليه كأنه مستنكر هذا الأمر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى هذه النظرة فى وجهه «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن لفراقك يا إبراهيم لمفجوعون، ولكننا لا نقول ما يغضب ربنا» فتحول سيدنا عمر فى حياته بعد ذلك إلى رحمة بالناس حتى إنه كان كثير البكاء وهو الذى كان لا يبكى ولا يهتز أبداً.. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يعود من الغزوات كانت الأطفال تستقبله وكان يحمل الغلام والغلامين والثلاثة على بغلته وكان إذا وجد فى الصغير منهم نباهة ذكر له هذه الصفة مثل عبدالله بن عباس عندما رأى منه الرسول تنبها وكثرة السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بالعلم وبالمعرفة وبالحكمة فصار بعد ذلك ببركة دعاء النبى حبر الأمة وترجمان القرآن.

وذكرت الدكتورة سهير أنه عندما جاء سيدنا أنس لرسول الله ليخدمه كان صغير السن فيقول إنه لمدة عشر سنوات خدمة لرسول الله لم يلمنى قط ولا يقول لماذا فعلت هذا ولا لماذا تركت هذا.

وأضافت أن من أهم الحقوق التى علَّمها الرسول صلى الله عليه وسلم للبشرية عن حقوق الطفل اختيار الرجل لزوجته عندما قال: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس» فلابد على الرجل أن يتخير الزوجة الصالحة التى ستربى أبناءه كما أن الطفل سيذكر بها.. ثانياً أعطى للطفل وهو ما زال فى بطن أمه حقا على الأب والأم بالحفاظ عليه وعدم إجهاضه والتخلص منه إلا إذا كان هذا الحمل خطرا على الأم صحياً حتى اختيار أسماء الأبناء يعد من حقوق الأطفال على آبائهم فكان صلى الله عليه وسلم يوصى الناس بأن يحسنوا أسماء آبنائهم ويراعوهم ويؤدبوهم ويعلموهم.

هبة نبيل

طباعة
كلمات دالة: محمد رسول الله
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg