| 24 مايو 2024 م

أراء و أفكار

المعلم .. "دار الأرقم" المدرسة المحمدية لصناعة الرجال

  • | الجمعة, 24 نوفمبر, 2017
المعلم .. "دار الأرقم" المدرسة المحمدية لصناعة الرجال

قال الشيخ أحمد عبدالعظيم محمد، مدير عام شئون المناطق بقطاع المعاهد الأزهرية، إن أول أمر جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بالجهر بالدعوة كان عند نزول قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ»، وأمام هذا الأمر كان لا بد أن يبدأ رسولنا العظيم بتربية الرجال الذين سيتحملونا أعباء هذه الدعوة حتى تنتشر فى ربوع البطحاء من شرقها إلى غربها، ومن المعروف أن أول من أسلم من الرجال فى بداية الدعوة بعد السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها هو سيدنا أبوبكر الصديق وسيدنا على بن أبى طالب وبنات الرسول.

وأضاف مدير عام شئون المناطق بقطاع المعاهد الأزهرية، أن مباشرة الإيمان قلوب هؤلاء النفر من السابقين جعلهم يتفاعلون مع الدعوة من أول يوم، ولا أدل على ذلك من تحرك أبوبكر الصديق - رضى الله عنه - بكل قوة فى الدعوة إلى الإسلام، واستجاب له صفوة من أمثال: طلحة بن عبيد الله، وعثمان بن عفان، وسعد بن أبى وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضى الله عنهم.

وأشار مدير عام شئون المناطق بقطاع المعاهد الأزهرية، إلى أن هؤلاء الأبطال الخمسة كانوا أول ثمرة من ثمار تحرك أبوبكر الصديق، فى طريق الدعوة إلى الإسلام حيث جاء بهم إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأسلموا بين يديه، فكانوا الدعامات الأولى التى قام عليها صرح الدعوة، وكانوا العدة الأولى فى تقوية جانب النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وبهم أعزه الله وأيده، وتتابع الناس يدخلون فى دين الله أفواجا، رجالا ونساء، وكان كل من هؤلاء الطلائع داعية إلى الإسلام، وأقبل معهم رعيل السابقين.

وأكد الدكتور صلاح عاشور، أستاذ التاريخ الإسلامى ووكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة، أن الدارس للسيرة النبوية يجدها غنية فى جانب تربية الرجال وحتى بعد قيام الدولة، فلم يكن اختيار الرسول لدار الأرقم بن أبى الأرقم لمجرد اجتماع المسلمين فيها لسماع نصائح ومواعظ وإرشادات، وإنما كانت مركزاً للقيادة ومدرسة للتعليم والتربية والإعداد والتأهيل للدعوة والقيادة، بالتربية الفردية العميقة الهادئة للرجال، وتعهد بعض العناصر والتركيز عليها تركيزاً خاصاً، لتأهيلها لأعباء الدعوة والقيادة، فكان الرسول المربى قد حدد لكل فرد من هؤلاء عمله بدقة وتنظيم حكيم، اشترك فى ذلك الكل، وكل فرد من هذه الثلة المباركة  يعرف دوره المنوط به ويدرك طبيعة الدعوة والمرحلة التى تمر بها، والكل ملتزم جانب الحيطة والحذر والسرية والانضباط التام.

وأوضح «عاشور» أن دار الأرقم بن أبى الأرقم، أصبحت المركز السرى الجديد للدعوة والذى يتجمع فيه المسلمون، ويتلقون عن الرسول كل جديد من الوحى، ويستمعون له عليه الصلاة والسلام وهو يذكرهم بالله، ويتلو عليهم القرآن، ويضعون بين يديه كل ما فى نفوسهم وواقعهم فيربيهم عليه الصلاة والسلام على عينه، لذلك كانت هذه الدار مدرسة من أعظم مدارس الدنيا وجامعات العالم، التقى فيها الرسول المربى الأوحد بالصفوة المختارة من الرعيل الأول فكان ذلك اللقاء الدائم تدريباً عملياً على السمع والطاعة والقيادة وآدابها وأصولها، ويشحذ فيه المربى الأول أتباعه بالثقة بالله والعزيمة والإصرار، ويأخذهم بالتزكية والتهذيب والتربية والتعليم ويشحذ العزائم، ويقوى الهمم، ويدفع إلى البذل والتضحية والإيثار، فأصبحت الحاضنة الأولى لتربية رجال الإسلام الأوائل حيث قاموا بأعظم دعوة عرفتها البشرية، ولقد استطاع الرسول المربى الأعظم أن يربى فى تلك المرحلة السرية أفذاذ الرجال الذين حملوا راية التوحيد والجهاد والدعوة، فدانت لهم الجزيرة وقاموا بالفتوحات العظيمة فى نصف قرن.

لطفي عطية

طباعة
كلمات دالة: محمد رسول الله
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg