| 09 مايو 2024 م

أراء و أفكار

مصباح قطب.. يكتب: هنيئا للمحبين

  • | الجمعة, 24 نوفمبر, 2017
مصباح قطب.. يكتب: هنيئا للمحبين

يا إلهى. كيف حيل بيننا وبين ممارسة الفرح بميلاد نبى الرحمة كل تلك السنوات بدعوى أن الاحتفال بمولد النبى بدعة، وأنه لاصحة للقول بان من البدع ما هوحسن- مثل ذلك الاحتفال -  ومنها ما هو قبيح؟. كيف حيل بيننا وبين التعبير عن الحب لنبى المحبة كل تلك الفترة بدعوى أنه هو نفسه لم يحتفل بميلاده؟ ولماذا تم ادراج الأمر من الاصل فى ساحة الإفتاء... أتحتاج القلوب حين تهفو والوجدانات حين تصفو والضمائر حين تزهو إلى فتوى أو دليل أو موجه؟.

 اذهلت عواطفى وانا طفل صغير،  كما لم يفعل غيرها مهما علا شأنه، اغنية كان اهل الريف يغنونها يقول مطلعها:  النخلة طاطت للنبى؟.

ألهذا كان للنخل عمامة خضراء؟. أمن أجل ذلك توشح الصوفيون بالاخضر تشبها به؟ أى علاقة خفية بين النخيل وبين النبى الصامد اللين المعطاء حلو المودة؟. أى سجل من الروابط بين أحمد والمسيح فى هذا البلد الذى يحتفل تارة باحد السعف ويغنى أخرى للنخلة التى انحنت مهابة وترحابا بمقدم خير البرية؟.

«الحب محرك والعقل مقود»  كما يقولون،   فهل يمكن أن اطلب الا  نقحم الاوامر والنواه فى «المحرك»  دون مقتضى؟  فى الاهازيج التى تهيج اعمق المشاعر الروحية دونما سند؟. ماذا كان نوع الاثر على من سمع الجموع المرددة: «اللهو الله.. اللهو الله»

 «فى اغنية المغنية يهودية الاصل - ليلى مراد - عن الحج والنبى (يارايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالى؟ ادرس احدهم بانصاف الهزة الانفعالية الزكية التى تطلقها مثل تلك الاغنية فى النفوس وفى الحنايا؟. أيمكن أن نقتدى حيال تلك العواطف بما كان يرد به الإمام  الراحل الشيخ محمد طنطاوى على سائليه فى قضايا مثيلة : هذا شأن حسنه حسن وقبحه قبيح؟. قد يحتفل فرد أو مجموعة بمولد النبى بأغان فيسىء وقد يحتفل آخر أو آخرون فيقع احتفالهم من القلوب موضعا عجبا؟ اجعلوا ذلك هو المعيار ولنرى.

معجزة أن يخرج من حنجرة سيدة عاشت حياة لاهية هى اسمهان كل هذا الحب للنبى.. وكل النغم الطامع فى رحمة الله وشفاعة رسوله: «عليك صلاة الله وسلامه.. شفاعة يا جد الحسنين..».. لم تسأل نفسها هل الشفاعة حرام ام حلال   تجوز ام لاتجوز؟، فما كان يشغلها هو حب نبى الإنسانية والهيام بنوره وخشية التفريط فى جوهر دعوته.

 قد يكون الآن هو اللحظة لنعيد إلى جموع المسلمين النغم الروحانى المبدع والذى ابتكرته مصر للتعبير عن مكنوناتها تجاه نعماء الايمان ورسالة النبى وهديه وشخصه.

هو اللحظة  بعد أن اتجه اشقاؤنا فى الممكلة العربية السعودية إلى معاودة الاحتفال بمولد طه الرسول. اتركوا قلوب الناس تتنفس بحرية محبة واحتراما وطاعة واقتداء برسول الهدى والتقوى ومكارم الاخلاق. كانت امى تنشد بينما تقوم بأعمال البيت: اشكى لمين يا أحمد.. وفى طلعة المشهد.. والانبيا تشهد.. انك رسول الله.. اشكى لمين دا انت حبيبى؟. أرأيتم؟  أسمعتم؟ كانت الكلمة الأخيرة تخرج من فمها الطاهر الطيب عامرة بكل الحب والخشوع لرب العالمين ونبيه. رسول الله يا نورا تجلى وسيظل يتجلى مضيئا كل ظلام ومبددا كل عتمة.

طباعة
كلمات دالة: محمد رسول الله
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg