| 16 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الإمام الأكبر من مسجد الروضة بشمال سيناء: الحادث شديد الألم على قلوبنا.. عميق الحزن في نفوسنا ومشاعرنا

  • | الخميس, 7 ديسمبر, 2017
الإمام الأكبر من مسجد الروضة بشمال سيناء: الحادث شديد الألم على قلوبنا.. عميق الحزن في نفوسنا ومشاعرنا

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فى كلمة له من مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، لقد شاءَتْ إرادة الله الذى لا رادَّ لقضائه أن يَسبقَ حلول ذكرى مـولد النبي حادث شديد الألم على قلوبنا، عميق الحزن فى نفوسنا ومشاعرنا.. ولا نملك إلَّا أنْ نقول:  إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.. ورغم ذلك ومع كل ذلك نُذكِّر أنفسـنا وأهليـنا، أهل هذه البلدة الطَّيِّبة، والقرية الصـابرة على قضـاء الله وقدره بقـول النبى: «عَجَباً لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ خَيرٌ لهُ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ: إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ كان خَيْراً لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ، فكان خَيراً لهُ».. ولستم - أيها الصابرون والصابرات- من أهل قرية الروضة بحاجة إلى التذكير بالمنازل العظيمة من الفردوس الأعلى التى يتنعم فيها شهداؤكم من الآباء والأبناء.. ولا تظنون أن هؤلاء الشهداء الأبرار عانوا من آلام القتل ما يعـانيه كل القتلى من الألم، فقـد صَـحَّ عنه أنَّه قال: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ أَلَمِ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ من ألم الْقَرْصَةِ».. ويكفى ما تحدثنا به شريعة الإسلام من أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصِّديقين.

وأضاف شيخ الأزهر: أمَّا القَتَلَة الذين اجترأوا على الله ورسوله، وسفكوا هذه الدِّماءَ الطَّاهِرة فى بيتٍ من بيوتِه؛ فهؤلاء خوارج وبُغاة ومُفسِدُون فى الأرض، وتاريخهم فى قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف ومحفوظ.

وقد وصفهم النبي بأوصاف ما زلنا نتعرَّف عليهم من خــلالها، فقـد وصفهم بحداثة السن إشــارة إلى طيشـهم واندفاعهم وجهلهـم. وَوَصَفهم بسفاهة العقل وسوء الفهم، وحـذَّر من الاغترار بمظهرهم وبكثرة عبادتهم، وبحفظهم القُرآن الكريم، فقـراءتهم للقُرآن - فيما يقول النبي- لا تجـاوز أفواههم وشفاههم إلى قلوبهم وعقولهم. ووصفهم بالغُلوِّ فى الدِّين والإسراع فى تكفير المسلمين؛ تمهيداً لقتلهم وسَــلْب أموالهم وهتك أعراضهم. وقـد أمر النبي بقتلهم وتعقُّبهم، ووَعَد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة، فقد ورد فى الحديث الصَّحيح قوله «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُـفَهَاءُ الأَحْــلاَمِ، يَقُـولُونَ مِنْ قــول خَــيْرِ البَرِيَّةِ، يَقْـرَؤون القُـرآن لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْـرُقُ السَّـهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْراً لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ».

وأكد الدكتور الطيب قد بَيَّن الله جزاءهم فى القُرآن الكريم فى الآية التى نحفظها جميعاً عن ظهر قلب: «إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم المائدة: 33.

وتابع بقوله: من هُنا فإنَّه يجب ويتحتَّم على وُلاة الأمر أن يُسارعوا بتطبيق حُكْم الله تعالى بقتال هـؤلاء المحاربين لله ورسـوله والسَّاعين فى الأرضِ فسَـاداً، حمـايةً لأرواح النَّاس وأموالهم وأعراضهم..

وعلى أهالى سيناء، هذا الجُزء المُقدَّس من أرض مصر، والذين يُعانون من هذا الإرهاب أكثر من غـيرهم، بل على شـعب مصر وعلى مؤسسات الدولة كلها أن تكون جميعاً على قَدْرِ المسئوليَّة والتحدِّى فى مواجهة هذه الحرب الشَّرِسَة، وهـذا الوباء السَّرطانى الخطـير، ومصر - بإذن الله تعـالى- بتاريخهـا وبسواعدِ أبنائها وجيشها البطل ورجال أمنها البواسِل- قادرةٌ على تجاوزِ هذه المرحلة الصَّعبة والقضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا وشبابنا شَكْلاً ومَوضُوعاً وفِكْراً واعتِقاداً.

واختتم كلمته بقوله: أقول لأهل هذه القرية الطيبة: إننا هنا لنوكِّد لكم أنَّ مِصْرَ كلها تشعُـر بما تشـعرون به، وتتألَّم مِمَّا تتألَّمون منـه، وكذلك الأزهر الذى جاءكم بشيوخه وأبنائه وبناته ليُعَزِّيكم ويُخَفِّف عنكم مصابكم، ويضع يده فى أيديكم من أجل نهضة هذه القـرية علمياً وصحياً واجتماعياً.. مع يقينى بأن الدُّنيا كلها لا تُعَوِّض قطرة دم واحدة سُفِكَتْ من هذه الأنفس الزَّكيَّة، لكنه الوفاء ببعضِ حقكم ونيل شرف السَّعْى فى خدمتكم..  رَحِمَ اللهُ شُهداءنا الأبْرار وحَفِظَكُم وحَفِظَ مِصْرَ من الفِتَنِ والمِحَنِ والشُّرُور.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg