| 26 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

سعد المطعني يكتب: الإمام الطيب... وجبر الخواطر

  • | الخميس, 7 ديسمبر, 2017
سعد المطعني يكتب: الإمام الطيب... وجبر الخواطر
د. سعد المطعني

لقد كان لزيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يوم الجمعة الماضى أبلغ الاثر فى جبر خاطر أهالى قرية الروضة وما جاورها من قرى مركز بئر العبد محافظة شمال سيناء فلم تمض أيام على مصابهم الاليم الذى ادمى قلوب المصريين جميعاً حتى شد فضيلته الرحال إلى هناك حيث الامهات الثكلى والأطفال اليتامى الذين حرمهم الإرهاب الاسود من عائلهم وولى امرهم.

واذا تأملنا هذه الزيارة مليا ووقفنا أمام كل قرار وكل خطوة اتخذها فضيلة الإمام لأهالى هذه البلدة يجعلنى اقول بان فضيلته بحق هو إمام جبر الخواطر فاهلنا وبنو وطننا فى قرية الروضة اصابهم ما اصابهم من كرب شديد وعاشوا لحظات قاسية هى لحظة وداع هذا الكم الكبير من الاهل والاحباب فى لحظة غادرة فجاءت هذه الزيارة إلى جانب ما صدر فيها من قرارات لفضيلته كانت فى غاية الأهمية لأهالى الضحايا فكانت هذه الزيارة بحق جبراً لخاطرهم وتخفيفاً لآلامهم حيث شعر الجميع هناك بانهم ليسوا وحدهم فى الميدان ضد قوى الشر بل الجميع من أبناء مصر يقف معهم فى مصابهم الاليم وفى مقدمة الجميع الأزهر الشريف وشيخه الجليل.

 ملمح آخر فى هذه الزيارة وهو ذهاب فضيلته للسيدة السيناوية إلى منزلها حيث فقدت هذه السيدة اثنى عشر من ابنائها واحفادها وعائلتها وعبر فضيلته لهذه السيدة بكلمات عظيمة الاثر طالباً اياها فى تواضع شديد ألا يُحرم من شرف تقديم أى خدمة يطلبها أهالى الشهداء لأنه يعلم طبيعة اهل سيناء والمتمثلة فى عزة النفس والكبرياء.

وجبراً لخاطر أهالى الضحايا المكلومين اصطحب فضيلته وفداً نسائياً من الأزهر الشريف وهذا الملمح له مغزىً خاص يعرفه فضيلة الإمام وهو أن سيدات قرية الروضة بهن جرح عميق جراء هذه الكارثة السوداء فكانت هذه اللفتة أن يكون ضمن الوفد الزائر نساء فضليات من الأزهر الشريف هذه الروح الطيبة التى استلهمها فضيلته من مشاركته للناس آلامهم وامالهم من خلال ما تربى عليه فى ساحة والده المغفور له الشيخ محمد الطيب فانصهرت شخصيته مع شخصية البسطاء زائرى هذه الساحة فى بوتقة واحدة فكانت الثمرة هى هذه الشخصية العطوفة فهو يسير على نهج والده يجلس بجوار البسطاء يسمع شكواهم ومطالبهم فتكونت فيه شخصية إنسان جابر للخواطر قبل أن يكون أستاذا وعالما وشيخا للأزهر.

وقبل أن اختم هذه السطور اريد أن أوضح حقيقة مؤداها اننى ترددت كثيراً فى تناول هذا الجانب من شخصية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خوفاً من العتاب أو اللوم من فضيلته لأنه لا يحب الاطراء أو الحديث كثيراً عن محاسنه لكننى اردت أن اميط اللثام عن جانب من جوانب شخصية فضيلة الإمام لما أراه ويراه غيرى من أبناء الصعيد الذين يترددون على ساحة الشيخ الطيب منذ نعومة اظفارهم ورأيت الكثير ممن يحمل همومه ومطالبه بل ومشاكله الاجتماعية والاقتصادية راجياً الحل أو المساعدة فى هذا المكان المبارك لذا ما فعله فضيلة الإمام فى زيارته الأخيرة لأهالى قرية الروضة وكان مثار اعجاب للناس خاصة وهو واقف مع رجال ونساء القرية ويتحدث معهم ببساطة ابن القرية فهذا الذى رآه الناس عبر شاشات التليفزيون أو على صفحات الصحف ما هو إلا نموذج مصغر لما يقوم به فضيلة الإمام فى الساحة المباركة ببلدته القرنة محافظة الاقصر ومن هنا وجب أن أقول إن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب هو إمام جبر الخواطر وندعو الله له أن يجبر خاطره وخاطر المصريين جميعاً.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg