| 28 مارس 2024 م

أراء و أفكار

سليمان جودة.. يكتب: سوريا تستحق.. فلا تخذلوها!

  • | السبت, 9 ديسمبر, 2017
سليمان جودة.. يكتب: سوريا تستحق.. فلا تخذلوها!
سليمان جودة

هل جاء الوقت الذى يبدو فيه ستيفان دى مستورا، المبعوث الدولى إلى سوريا، أكثر ميلاً إلى مصلحة الشعب السورى، من وفد الحكومة السورية الذى يفاوض وفد المعارضة على مستقبل البلاد، فى المدينة السويسرية جينيف؟! 

يبدو هذا بكل أسف! 

فالوفدان يتفاوضان هناك، ضمن جولة ثامنة من المفاوضات التى ترعاها الأمم المتحدة، ويمثلها دى مستورا الذى كلما انتهت جولة دون فائدة، دعا إلى جولة جديدة.. ولسان حاله يقول: لعل وعسى! 

والله وحده أعلم، بعدد الجولات التى يمكن أن يتوصل بعدها الوفدان إلى اتفاق، أو توافق، فضحايا الحرب فى سوريا يتساقطون كل يوم، بينما الحكومة السورية غير قادرة على الوصول إلى اتفاق مع المعارضة، يوقف نزيف الدم السورى، ويحفظ البقية الباقية من معالم الدولة فى دمشق! 

والغريب أن الخواجة دى مستورا بدا فى لحظة من لحظات الجولة الثامنة، التى من المفترض أن يجرى استئنافها آخر هذا الأسبوع، أحرص من الطرفين على مصلحة الشعب السورى، وكان ذلك واضحاً جداً حين دعاهما إلى التوافق من أجل السوريين، وإلى إحراز تقدم فى التفاوض دون شروط مسبقة! 

ولم يكن الخواجة الأممى يدعوهما إلى ذلك من فراغ! 

فالواضح أن صدره قد ضاق بهما، وهو يرى الجولات تتعاقب، واحدة بعد أخرى، بغير التوصل إلى شىء، وبغير التقدم للأمام خطوة واحدة، وكأنهما قد وجدا متعة فى التفاوض فى حد ذاته، أو كأنهما قد وجدا فى عملية التفاوض لعبة مُسلية! 

يأسف المرء طبعاً عندما يتحدث عن جلساتهما بهذه اللهجة، ولكنها الحقيقة الظاهرة لنا مع الأسف، فلقد كان الأمل أن يقطع كل وفد منهما خطوة فى اتجاه الآخر، وأن يتنازل هذا مقابل ذاك، أو العكس، درجة أو أكثر، فى سبيل مصلحة الوطن السورى المجردة، وليس فى سبيل أى شىء آخر! 

كان هذا هو الأمل، ولا يزال قائماً، وموضع رهان، رغم كل شىء! 

ولكن.. كيف يحدث هذا، بينما الوفدان يجلسان فى قاعتين منفصلتين، متقابلتين، والمسكين دى مستورا يسعى بين القاعتين، ناقلاً وجهة نظر كل طرف إلى الآخر؟! 

إنهما لم يجلسا معاً حتى هذه اللحظة، ولا جرى بينهما أى تفاوض مباشر، وحين عرض دى مستورا اللقاء المباشر بينهما، رفض بشار الجعفرى، رئيس الوفد الحكومى!.. ومن شأن موقف كهذا، أن يجعل التفاوض بين الفريقين، ممتداً بغير أفق، لأنه ليس هناك ما هو أفضل من أن يسمع كل منهما الآخر، دون وسيط، ودون حجاب، وإلا، فمن بالله يضمن نزاهة الوسيط، ومن يثق فى شفافية الحجاب؟! 

سوريا التى عانت وتعانى، ما لم يحدث أن عانى منه بلد فى تاريخنا المعاصر، تستحق من كل فريق منهما أن يضحى من أجلها، وأن يتنازل فى سبيل مصلحتها العامة، وأن ينكر ذاته، ويقدم ذاتها، وأن يُعلى كل ما من شأنه أن يعليها! 

سوريا تستحق منكم فلا تخذلوها! 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg