| 25 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

د. عبدالحليم منصور.. يكتب: تداعيات القرار الأمريكي على مصر والعالم العربي

  • | الجمعة, 15 ديسمبر, 2017
د. عبدالحليم منصور..  يكتب: تداعيات القرار الأمريكي على مصر والعالم العربي
د. عبد الحليم منصور

• يشهد الشارع المصرى فى الحقبة الحالية حالة من الغليان، بسبب القرار الأمريكى الخاص بنقل السفارة الأمريكية للقدس، واعتبارها عاصمة لإسرائيل، الأمر الذى أثار ردود فعل غاضبة فى العالم العربى والإسلامى، نظرا لهذا التعدى السافر على حقوق ومقدسات العرب والمسلمين.

• إن القدس أرض عربية إسلامية، وستبقى هكذا أبد الدهر، وإن حاول البعض طمس هويتها، وسلبها من أصحابها، فهى الأرض المباركة التى تحدث عنها القرآن الكريم فى حادث الإسراء والمعراج بقوله: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ «الإسراء: (1)

• وجعل النبى عليه الصلاة والسلام الصلاة فى المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة فيما سواه، وهو من المساجد التى تشد لها الرحال قال عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى»، وهو ثانى المساجد التى وضعها الله عز وجل فى الأرض حيث سئل عليه الصلاة والسلام أى مسجد وضع فى الأرض أولا؟ قال المسجد الحرام  قلت ثم أى قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فضله فإن الفضل فيه.

• وهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمون جميعا فى مشارق الأرض ومغاربها يوقنون بهذه القناعة، ويورثونها لأبنائهم فى كل عصر ومصر، وفى كل زمان ومكان، ومهما يك من شىء يهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية فهو مجرد حبر على ورق، وستظل هذه القناعات قائمة مادام فى المسلمين عرق ينبض بالحياة.

• إن اتخاذ مثل هذا القرار فى هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة العربية فإنه يهدف فيما يبدو لى إلى مجموعة من الأمور أهمها:

• تحقيق نقلة نوعية لليهود فى القدس، وتمكينهم من طمس الهوية العربية والإسلامية.

• العمل على إثارة الفوضى، وإحداث القلاقل فى البلاد العربية والإسلامية، والضغط على الحكام العرب من خلال شعوبهم، الأمر الذى يؤدى إلى فوضى خلاقة على النحو الذى يريده الغرب، وبهذا يحقق هذا القرار من وجهة نظر صانعيه دعما لإسرائيل فى مواجهة العرب والمسلمين، وفى ذات الوقت يهدف إلى إثارة الفوضى لدى شعوب المنطقة العربية بصفة عامة، ومصر الكنانة بصفة خاصة، لأن مصر العروبة كنانة الله فى أرضه، هى الراعى الأول للقضية الفلسطينية حكومة وشعبا، رئيسا ومرءوسين.

• ولما كانت مصر قد خطت بعض الخطوات على طريق الإصلاح الاقتصادى والأمنى والاجتماعى، وخرجت من النفق المظلم الذى أريد لها، واستردت فيها الأوضاع الأمنية، وانقطع دابر المظاهرات، وأعيدت الأمور إلى نصابها، أراد أعداء استقرار مصر أن يضعوا بذرة جديدة لخلق لون من الفوضى بين المصريين من أجل عودة الانقسام بين المصريين على النحو الذى أقض مضجع المصريين فى الحقبة المنصرمة.

• إن مثل هذه القرارات من شأنها أن تؤجج نيران الإرهاب فى العالم، ومن شأنها أن تزيد من نيران التعصب الأعمى من المتشددين هنا وهناك، وإثارة القلق، بدلا من أن يتعاون المجتمع الدولى للعمل على إيقاف موجات الإرهاب الأسود الذى أقض مضجع العالم بأسره، إن المرحلة المقبلة ستشهد ألوانا من العنف بسبب هذا القرار المتسرع، وسيذوق الجميع ويلات أمثال هذه القرارات الخاطئة.

• إن مصر آخذة فى الاستقرار شاء أعداؤنا أم أبوا، وسوف يؤدى هذا القرار إلى مزيد من التلاحم بين الشعب وقيادته، ليصطف الجميع فى مواجهة الإرهاب، وسوف يعمل المصريون جميعا بكل ما أوتوا من قوة على بناء مصرهم الحديثة القوية، وستبقى دوما عصية على الكسر، أو السقوط، مع القيادة الحكيمة التى تعمل ليلا ونهارا لتبقى مصر واحة للأمن والأمان على النحو الذى قاله الله عز وجل (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).

حفظ الله مصر ** حفظ الله الجيش

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg