| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

أساتذة تاريخ: فلسطين لنا عاجلاً أو آجلاً وإن غداً لناظره قريب

  • | السبت, 16 ديسمبر, 2017
أساتذة تاريخ: فلسطين لنا عاجلاً أو آجلاً وإن غداً لناظره قريب

الأزهر كان له موقفه الواضح والصارم فى دعم القضية الفلسطينية واستنكاره ورفضه التام لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منها الإدانة للقرار قبل اتخاذه، ثم بيان شيخ الأزهر بدعمه للانتفاضة الثالثة، ثم خطب الجمعة وقرار تخصيص الحصص الأولى فى المعاهد الأزهرية لمدة أسبوع عن القدس، ثم رفض لقاء نائب الرئيس الأمريكى.

وقال الدكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القدس عربية وعاصمة لفلسطين أرادت أمريكا أم لم ترد، وأنه لا يقبل بتقسيم القدس إلى شرقية وغربية وإنما هى ملك لمسلميها ومسيحييها، لافتاً إلى أن ما يحدث مجرد دورة تاريخية تلعب فيها أمريكا الآن دور البطل كما لعب الصليبيون فى العصور الوسطى دور البطولة باحتلالهم للقدس وفلسطين لأكثر من مائتى عام ثم أجبروا على الرحيل من غير رجعة، مشيراً إلى أن اليهود «دخلاء» على الأرض الفلسطينية، وأطلق عليهم العبريين أو العبرانيين من فعل «عبر»، أى أنهم عبروا من نهر الفرات وحضروا إلى فلسطين فهم غرباء أساساً على الأرض، ففى عام 1750 لم يكن فى فلسطين أى يهودى وقد حاول ثيودر هيرذل شراء أمتار من فلسطين من السلطان عبدالحميد الثانى، ولكن تم رفض عرضه بقوله: «انتزاع شبر واحد من أرض فلسطين إلى اليهود لن يتم إلا على جثثنا». وأضاف: «فليهنأ ترامب بما قال، وليعتقد ما يعتقد، فإنه مخالف للأعراف والقوانين الدولية وشذ عن الدنيا، وسينال هو ومن ساعده عاقبه الشذوذ».

ووجه د.باشا، رسالة لمغتصبى القدس قال فيها: «فلا تغتر أيها الرئيس الأمريكى.. وأنذرهم وأقول لهم بشراكم فلسطين لنا عاجلاً أو آجلاً وإن غداً لناظره لقريب، وكما رحل الصليبيون والرومان وهرذال وقال (سلاماً عليك يا بلاد الشام.. سلام) فسوف يأتى من أحفادكم من يكررها (سلاماً يا فلسطين سلام)، لا اجتماع بعده.. فدورة الزمن آتيه ولننتظر». وأكد أن القدس لم تكن أبداً ولا فى أى فترة عاصمة لليهود، وأنها بقيت تحت سيادة عربية وإسلامية قرابة 1300 عام تخللها احتلال القدس على أيدى الصليبيين.

من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالفضيل منسق عام مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، إن قرار ترامب قرار غير مسئول، وتم اتخاذه عام 1970 وكل رئيس أمريكى يأتى يؤجله خوفاً من تبعات هذا القرار الوخيمة، لكن ترامب اتخذ القرار فى تحدٍ صارخ لإرادة الشعوب العربية خاصة الشعب الفلسطينى، لافتاً إلى أن الشعوب لن تقبل بتسليم القدس بقرارات تعسفية، لأنها كانت ومازالت عاصمة لدولة فلسطين العربية المحتلة، وأن المظاهرات خرجت من عواصم العالم أجمع وفى مقدمتها العواصم الإسلامية كرد فعل طبيعى للشعب العربى المسلم تجاه القدس، فهو لا يمثل فقط للمسلمين العاصمة ولكن أيضاً يحتوى على تاريخ مقدس ذكر فى القرآن الكريم وسنة النبى صلى الله عليه وسلم، فالإدارة الأمريكية ربما لا تعى ذلك أو أنها تعى ذلك وتتحدى هذه الإرادة والتاريخ والتراث. وأكد على أن رد فعل الأزهر الشريف كان الأسرع والأقوى والأكثر زخماً بين ردود الفعل الرسمية والدولية فى العالم العربى والإسلامى، فضلاً عن قرار الأزهر بتعليم الطلاب والتلاميذ فى المعاهد قضية القدس فى طابور الصباح وفى الحصة الأولى على مدار أسبوع، مما يعنى أننا نريد أن نوقظ الوعى من الشباب والأطفال بأهمية هذه المدينة وموقعها وتاريخها، كما جعل خطبة الأزهر على المنبر تتحدث عن القضية وتحدث زخماً كبيراً لإشعال مظاهرات احتجاجية كبرى ثم فى نفس اليوم أعلن فضيلة الأكبر عدم استعداده لمقابلة نائب الرئيس الأمريكى معلناً فى بيانه رفضه مقابلة من يزيفون التاريخ ومن يعطون ما لا يملكون لمن لا يستحق، وبالتالى رد فعل الأزهر الشريف هو رد فعل عالمى أشادت به كل الصحف العربية والدولية. بدوره، يقول الدكتور السيد أبوشنب العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن المتأمل فى قرار ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها يلحظ عدة أمور، من أهمها أن هذا القرار ليس بجديد، بل هو قرار قديم متخذ من قبل الكونجرس، وكان رؤساء أمريكا الواحد تلو الآخر يؤجلون تنفيذه لأن حالة العرب والمسلمين لم تكن تسمح بتنفيذه، بما يعنى أن حالهم الآن وصل إلى درجة من الضعف تعد فرصة للنيل منهم بل بالإجهاز عليهم، حيث إنهم وصلوا لحالة من الهوان والتفرق والتشرذم لم يصلوا إليها من قبل، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية لا تخضع لهوى الرئيس وفكره فقط، بل هى سياسة مؤسسية تتضافر السلطات المختلفة على انفاذها. وتابع: إن ترامب يتعامل مع كل القضايا العربية والإسلامية بعقلية الملياردير الميكافلى الذى لا يهمه شيئا سوى المادة، لافتاً إلى أن هذا القرار قد يوحد العرب والمسلمين ويجعلهم يتعالون على خلافاتهم السياسية والمذهبية فى مواجهة الخطر الداهم، ولا بد أن نتيقن أن ترامب ألقى حجراً فى الماء الراكد وجدد التفكير فى القضية. مشيداً بموقف شيخ الأزهر والذى اعتبره مشرفاً فى رفضه مقابلة نائب الرئيس الأمريكى، وقد تبعه البابا تواضروس الثانى فى هذا الموقف، وهذا يتماشى مع الموقف المصرى الرسمى الذى رفض القرار.

هدير عبده

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg