| 29 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

سعد المطعني.. يكتب: الأزهر.. والقدس الشريف

  • | الخميس, 28 ديسمبر, 2017
سعد المطعني.. يكتب: الأزهر.. والقدس الشريف
د. سعد المطعني

كل عام وانتم بخير.. بعد أيام قليلة نودع عاماً مضى بأحداثه المختلفة حلوها ومرها ونستعد لاستقبال عام جديد من أيام الله عز وجل والحقيقة اننى توقفت طويلاً أمام أهم الأحداث التى مر بها عالمنا العربى والإسلامى فى الشهور الماضية فوجدتها كثيرة فدفعنى هذا الأمر أن أتحدث عن جانب من حصاد الأزهر الشريف فى العام المنصرم ومعاركه التى خاضها من أجل إظهار الحق وتوضيح ما التبس على الناس فى قضايا كثيرة ولكن وسط هذه الأحداث المتلاحقة أتوقف أمام موقف واحدٍ ومهم كان للأزهر الشريف وشيخه الجليل أعظم الأثر فى توضيح مكانة مصر الشامخة بأزهرها وعلمائها هذا الموقف هو ما قام ويقوم به الأزهر الشريف نحو القرار الأمريكى المتغطرس باعتراف أمريكا (ترامب) بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو الأمر الذى أعاد خطوات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل إلى المربع رقم واحد.

ووسط هذه الأمواج المتلاطمة التى أحدثها هذا القرار الأمريكى كان لزاماً علينا أن نقف ملياً أمام ما فعله الأزهر الشريف وشيخه الجليل حيال هذا  الموقف الجلل.

فمنذ اللحظة الأولى استشعر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عِظَمَ هذا الحدث الجلل والمسئولية المُلقاة على عاتقه بوصفه شيخاً للإسلام والمسلمين فكان فضيلته سبّاقاً إلى إدانة واستنكار هذا القرار باعتبار أن من لا يملك الحق أعطاه لمن لا يستحقه بل وترجم شيخ الأزهر هذا الاستنكار بموقف عملى على أرض الواقع سيذكره له التاريخ حيث اعتذر فضيلته عن مقابلة نائب الرئيس الأمريكى والتى كان قد تحدد موعدها قبل صدور هذا القرار فكان هذا الموقف الصلب لشيخ الأزهر باعتذاره عن استقبال نائب الرئيس الأمريكى الأثر الطيب فى نفوس كل مسلمى ومسيحيى العالم ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل دعا فضيلته هيئة كبار العلماء لاجتماع عاجل لبحث هذا الأمر وخرج بيان الهيئة الموقرة معبراً عما يدور فى صدر كل مسلم وكل مسيحى على وجه هذه البسيطة رافضاً رفضاً قاطعاً أن تكون السيادة على أرض القدس الشريف التى تجتمع على أرضها جميع الديانات الإبراهيمية فى أيدى الإسرائيليين لأن هذا الأمر لا يستند على أى سند دينى أو تاريخى أو قانونى وثمّن على بيان هيئة كبار العلماء المجلس الأعلى للأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ولم يكتفِ الأزهر بذلك بل دعا جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها تجاه القدس وما تتطلبه طبيعة المرحلة وأن يستمر مكتب هيئة كبار العلماء فى حالة انعقاد دائم ليتابع المتغيرات فى هذا الشأن لحظة بلحظة ثم يأتى موقف الأزهر الأبرز وهو الدعوة إلى عقد مؤتمر عالمى على أرض مصر لنصرة القدس الشريف وسيُعقد المؤتمر إن شاء الله فى أول النصف الثانى من شهر يناير المقبل بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وسوف يكون هذا المؤتمر أمام تحدٍ تاريخى كبير فيما يتعلق بقضية القدس من أجل هذا نقول وبكل ثقة بأن الأزهر الشريف بقيادة شيخه يقود معركة شريفة للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية فى أرض مسرى رسول الله وميلاد السيد المسيح عليه السلام والأزهر بهذه الخطوات يسعى سعياً حثيثاً لإبطال القرار الأمريكى وما يترتب عليه من آثار لأنه قرار متغطرس ولن يغير على أرض الواقع شيئاً فهذا هو الأزهر وهذا شيخه الجليل وهذه مصر التى تتحمل عبء هذه القضية على كاهلها منذ أن ظهرت إلى حيز الوجود وحتى هذه اللحظة ويبقى السؤال هل فعل الآخرون فى العالمين العربى والإسلامى مثل ما فعلته مصر والأزهر الشريف تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى؟.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg