| 20 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

سعد المطعني.. يكتب: الأزهر الشريف.. واقدساه

  • | الخميس, 18 يناير, 2018
سعد المطعني.. يكتب: الأزهر الشريف.. واقدساه
د. سعد المطعني

واقدساه.. واقدساه.. صرخة مدوية يطلقها الأزهر الشريف من مصر أرض الكنانة لكل محبى السلام والحرية والعدل وبحضور صفوة من قادة ومفكرى العالم وبمشاركة عربية وإسلامية غير مسبوقة يقام مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس تحت رعاية كريمة من فخامة السيد عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والحقيقة أن انعقاد هذا المؤتمر على ارض مصر فى هذا التوقيت الحساس من عمر القضية الفلسطينية يعطى عدة دلالات اهمها:

* أن هذا المؤتمر العالمى الذى اعدت له مصر الأزهر اعدادا جيدا منذ أن اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل وعقدت العزم على نقل سفاراتها إلى هناك كان رد مصر واضحا وهو عدم الاعتراف بهذا القرار الجائر باعتباره يعد خرقا للاعراف والقوانين الدولية التى تعتبر القدس أرضًا محتلة بموجب القرار الدولى الصادر عن مجلس الأمن الدولى رقم 242 كما أن مصر نظرت إلى القرار الأمريكى الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مهددا لعملية السلام فى الشرق الأوسط والذى يمعن النظر فى مواقف مصر التاريخية يجد أن ارض الكنانة تولى قضايا الامة العربية والإسلامية كل الاهتمام وفى مقدمة هذه القضايا قضية فلسطين وفى قلبها القدس الشريف لأن مصر تدرك أن هذه القضية هى ام قضايا الشرق الأوسط والتى عجز العالم حتى الآن على وضع حل جذرى لها والذى يقرأ التاريخ قراءة واعية يدرك حجم التضحيات الجسام التى قدمتها مصر لهذه القضية منذ اندلاع شرارتها الأولى حين تتابعت الهجرات الصهيونية إلى ارض فلسطين بتخطيط خبيث من بريطانيا التى سهلت وامدت هذه الهجرات الصهيونية بكل وسائل العون تحقيقا لوعد بلفور المشئوم الذى دعا إلى إنشاء كيان صهيونى على ارض فلسطين المباركة ومنذ ذلك التاريخ اخذت مصر على عاتقها الدفاع عن هذه القضية ادراكا منها بان وجود هذا الكيان الغريب فى الجسد العربى يعد بمثابة شوكة فى المنطقة من أجل هذا قدمت مصر شهداءها فى مواجهات عسكرية عدة بدءاً بثورة البراق فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى ومرورا بالجولات العسكرية المريرة عام 1948 م، 1956 م، 1967 م ووصولا إلى نصر أكتوبر المجيد عام 1973 م ولم تنس مصر هذه القضية حتى مع انطلاق عملية السلام فقد كان لسان مصر واضحا وناطقا بعبارة لم تتغير حتى الآن هذه العبارة وهى (أن القضية الفلسطينية هى لب الصراع فى منطقة الشرق الأوسط).

* إن هذا المؤتمر سوف يحمل فى طياته عدة محاور رئيسية هامة تصب فى مجملها حول توضيح أن الهوية العربية للقدس ثابته بالتاريخ والجغرافيا وان محاولات طمس هذه الهوية كلها باءت بالفشل لأن القدس الشريف كانت لها رسالة عالمية فى صدر الإسلام حيث عاش فيها ومشى على ترابها جُل انبياء الله عز وجل بدءا بسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وانتهاءً باسراء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إليها وعروجه منها إلى السماوات العلى ومن هنا اكتسبت هذه المدينة المقدسة مكانتها الدينية فعاش فيها أبناء الديانات الإبراهيمية الثلاث فى سلام حقبة طويلة من الزمن تزيد على ألف وثلاثمائة عام فقدمت القدس خلال هذه الحقب التاريخية نموذجا لتعايش الحضارات والاندماج المشترك بين بنى الإنسان كل هذا تم تحت الحكم العربى الإسلامى لفلسطين وسطر التاريخ هذا فى كتابات الرحالة والمستشرقين وايضا فى كتابات المقدسيين انفسهم فلم نر فى كتابات كل هؤلاء ما يدعو إلى الكراهية أو العنف إلى أن حلت العصابات الصهيونية على ارض فلسطين فرأينا ما سطرته كتب التاريخ من ابادات مروعة ومحاولات مستميتة لتغيير الهوية العربية والإسلامية وكل هذا اشاع أنواعا من الكراهية عصفت بأجواء السلام التى كان يعيشها أهالى فلسطين فى الماضى قبل حلول ما يسمى بالكيان الصهيونى.

* وإذا كانت هناك من كلمة فى نهاية هذه السطور فاننا نؤكد على حقيقة مفادها هى أن الأزهر الشريف بعقده لهذا المؤتمر سوف يقدم اطروحات علمية موثقة بالمنهج البحثى والتاريخى الدقيق بان القدس الشريف لن يغير من هويتها قرار هنا أو هناك وسوف يقدم هذا المؤتمر للعالم اجمع الدليل تلو الدليل على بطلان هذه القرارات المجحفة وهذا التآمر الذى يريد أن ينهى القضية الفلسطينية من ذاكرة العالم فبهذه اللمحة الوضاءة باقامة هذا المؤتمر على ارض مصر تكون مصر الأزهر قد قدمت شمعة تنير الطريق وسط هذا الظلام الذى يريد أن يلف قلوب وعقول كل محبى السلام فى العالم فيأتى هذا المؤتمر منطلقا من ارض مصر الأزهر ليصحح هذه المغالطات حول القدس الشريف ويستصرخ الهمم والضمائر الحية بل وينبه العالم اجمع بان القدس الشريف هى ارض عربية إسلامية ويطلق هذه الصرخة المدوية فى صوت واحد لكل محبى السلام والعدل والحرية

 وا قدساه وا قدساه.

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg