| 19 أبريل 2024 م

أراء و أفكار

أحمد الصاوي.. يكتب: رجال الصهاينة فى أوساط "التنويريين العرب"

  • | الخميس, 19 ديسمبر, 2019
أحمد الصاوي.. يكتب: رجال الصهاينة فى أوساط "التنويريين العرب"
أحمد الصاوي .. رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر

المواقع العبرية عن «توفيق حميد»: مُخرب سابق أصبح محباً لإسرائيل.. ويعمل مع دوائر مخابراتية لإعداد نسخة من الإسلام بمواصفات أمريكية

يرى الدماء التى سالت قبل قرون.. ولا يكترث بالدماء التى تنزف فى الأراضى المحتلة.. ويقول: فليبارك الرب إسرائيل

صحيفة معاريف: «حميد» يعمل على برنامج «سرى» فى التوجه نحو الدين الإسلامى.. ويعتقد أن كراهية دولة الاحتلال فى العالم العربى تعبر عن مرض

من هم أصدقاء حميد ومروجوه فى مصر؟ وكيف حول مواقع وقنوات ومراكز أبحاث إلى منصات لتحقيق أهداف برنامجه؟

لا يبدو هذا جديداً.. هى معلومات قديمة لكن الأرجح أنه مسكوت عنها، لا تتردد بين المثقفين والتنويريين العرب، ولا يبدو أنها تشكل لبعضهم أى مشكلة، هى معلومات لا تحتاج جهداً فى البحث أكثر من استخدام محرك البحث الشهير وبعض إلمام باللغة العبرية تحديداً.

بين عدد من الأصوات التى تتحرك تحت لافتة «تجديد الخطاب الدينى»، وتتعرض للأزهر الشريف من وقت لآخر، يظهر إسم «توفيق حميد»، ترى منصات إلكترونية تقدمه باعتباره الخبير فى مكافحة التنظيمات الإرهابية.. من أين جاءته هذه الخبرة؟ من وجوده فى هذه التنظيمات بالفعل حتى وقت متأخر من نهاية القرن الماضى، حين كان إرهابياً أو «مخرباً» بحد وصف صحيفة «معاريف» العبرية وموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو تقرير متاح باللغة العربية لمن يريد أن يقرأ ويفهم ويحفز ذهنه ببعض الأسئلة.

دأب توفيق حميد على التعرض للقضايا الإسلامية عبر منصات إعلامية معروفة، بعضها يجمع دون مصادفة عددا من الأصوات المصرية والعربية التى تسير فى ذات الطريق الناقد للفكر الإسلامى والأزهر الشريف، ولا نعرف ولا نملك معلومة عن وجود تنسيق بين كل تلك الأصوات أو «إدارة» لها أو أن كلهم أو بعضهم جزء من مشروع واحد، يعرفون ذلك أو لا يعرفون، يدركون الأمر أو لا يدركونه، لكن المهم أن هناك مشروعا تصفه المواقع الإسرائيلية بـ«السرى» يعمل عليه «توفيق حميد» بدعم من دوائر أمريكية داخل الإدارة والمخابرات المركزية والبنتاجون لوضع نسخة من الإسلام بمواصفات أمريكية.

 

التعاون مع إسرائيل ووضع البرامج لمساعدة دولة الاحتلال على محاربة ما تصفه بـ«التطرف» جزء من هذا المشروع، الذى لا يعتمد فقط على تبادل خبرات وإنما ينطلق من «حب» وتم جيد لكيان الاحتلال، حتى إن عاميت كوهين محرر «معاريف» العبرية أجرى حواراً مع توفيق حميد فقال له بكل أريحية «إسرائيل جميلة.. فليباركها الرب»، معتبراً أن كل مشاعر الكراهية التى يكنها العرب للكيان الصهيونى راجعة لنصوص دينية و«مرض»، بينما كيان الاحتلال برىء كونه «متحضرا.. ويعامل الأقليات بإنسانية».

حميد الذى يدبج المقالات عبر موقع الحرة الأمريكى، عما يصفه بالدماء التى سالت فى التاريخ الإسلامى قبل قرون، لا يجد فى الدماء التى أسالها جيش الاحتلال الصهيونى طوال العقود القريبة الأخيرة والمصورة حتى يومنا هذا صوتا وصورة أى غضاضة، ولا يعتقد أن المجازر التى يرتكبها هؤلاء الصهاينة الذين اختطفوا الديانة اليهودية والصفة اليهودية، منطلقين من تأويل نصوص تشرعن العنصرية والتمييز والقتل والتدمير والتهجير، لا تحتاج إلى نصح أصدقائه الصهاينة بتجديد الخطاب الصهيونى ومحاصرة الكراهية التى تمارس بالفعل والدليل، وتدان دولياً وعالمياً وتوثق فى قرارات الأمم المتحدة.

لم يكن مستغرباً إذن أن يكتب حميد مقالات تهاجم الأزهر وتزعم محاكمته، وأن يحاول البعض الرد عليه فى ذات المنصة فيمنع الرد ويُرفض نشره، ويتلجم مسئول النشر محاولاً التنصل من النشر والتملص من الالتزام بالرد، محاولاً لفت نظرك إلى كينونة الرجل كمحاضر فى البنتاجون وعضو فيما يسمى المجلس الاستشارى لقمة المخابرات، غير عضويته فى «المؤتمر الرئاسى لأمن ومستقبل دولة إسرائيل»، الذى يبحث فى تأمين وجود دولة الاحتلال وتعزيز مستقبلها ومهاجمة أعدائها المحتملين.

وليس مستغرباً من الشخص الذى يعلن كل هذا الولاء وكل تلك المحبة لإسرائيل، ويضع كل ما يملك من وسائل فى التلفيق والتشويه للفكر الإسلامى تحت أمر قادة دولة الاحتلال، أن يكره الأزهر ويبدى حقداً عليه وهو يعلم أن الأزهر هو الذى يتصدر المؤسسات الرافضة لسياسات كيان الاحتلال، ولا يترك مناسبة إلا ويفضح هذه الممارسات، وأنه الأزهر الذى يعلم أبناءه عن القدس وعروبتها وحقيقتها، ويتصدى لتهويدها بكل ما يملك من قوى ناعمة وتأثير فى العالمين العربى والإسلامى وفى أنحاء العالم.

يسهب حميد كثيراً فى الحديث عن تجربته كإرهابى سابق فى كتابه «داخل الجهاد»، ولا يذكر الكثير عن تحوله إلى النقيض من تطرف إلى تطرف معاكس تماماً وفى كلتا الحالتين كان صنيعة لأجهزة المخابرات ومنفذا لسياساتها.

يكتب حميد ويعبر عن أفكار متطرفة ومناهضة للفكر الإسلامى الصحيح الذى يمثله الأزهر ويجد احتراماً فى العالم كله وبين قادة الأديان المختلفة قبل السياسيين، ويتصدى للتشدد الدينى والتطرف التنويرى بذات الحكمة والقوة والشجاعة، فيما يجد المصرى الأمريكى الإرهابى التنويرى المخابراتى محب إسرائيل وفتاها المدلل من يروج أفكاره ويحتفى بها فى مصر والعالم العربى ويتلقف ما يقول ويبنى عليه.

عندما تطالع الصور المرفقة والتى يظهر فيها حميد من داخل إسرائيل مع وزيرين إسرائيليين أحدهما موشيه يعلون وزير الدفاع السابق ورئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال والقيادى الليكودى، والثانى وزير الهجرة السابق نتان شارانسكى أحد أبرز قادة اليمين المتطرف يحتسى معهم الشراب بحميمية، وصورته فى القناة العاشرة العبرية، فى برنامج برفقة المذيع تسيفى حزقئيلى المقرب من الموساد الصهيونى، والمعروف بانتمائه للطوائف الدينية المتطرفة فى دولة الاحتلال، ثم يقول لـ«معاريف»: إنهم يأخذون آيات من القرآن، تتحدث عن بعض الأحداث التاريخية، ويسقطونها على واقعنا الحالى ويساوون بينها وبين ما يجرى فى المرحلة الحالية، ويدعون لقتل اليهود وكراهيتهم»، بينما يعلم فى قرارة نفسه أنه يخدم كياناً قام من الأساس على توظيف النصوص الدينية التاريخية لاستخدامها فى الواقع، ولم يتورع عن زرع الكراهية فى المنطقة، وقتل المسلمين والمسيحيين واليهود والأمريكيين من نشطاء السلام كذلك.

يكفى كل ذلك لتسأل: إن كان هذا الشخص قادرا على إصدار أحكام منصفة عن الفكر الإسلامى أو الأزهر الشريف وهو الذى لا يعرف إنصافاً فى تقييم كيان الاحتلال، لتعرف من يخدم وبأى ثمن؟

ويبقى السؤال لمن يروجون له ويعترفون به ويطبعون معه، عن مدى علمهم بهذا المشروع المخابراتى الذى يعمل عليه؟ هل هم جزء منه؟ وهل يشاركون مرشدهم الجديد محبة إسرائيل وخدمتها؟!

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg