كثيرا ما توقفت عند الحديث الشريف: "لَموتُ قبيلة أهونُ عند الله مِن موت عالم" وساءلتنى نفسى: لماذا؟ فإذا الإجابة النموذجية: رحل الدكتور أحمد زويل، وقد كان بعلمه وأخلاقه قبائل بل جمهورية دعوية للإسلام.
زويل.. رحيل جمهورية دعوية!
السبت :
دونالد ترامب .. عم العنصريين فى العالم، سيدخل البيت الأبيض رئيسا لأمريكا؟
قالها صديقى، وهمّ بالإنصراف، فأمسكت بيده، مندهشًا: أنت تمزح أكيد؟
فرد بحزم: ترامب سيفوز؛ فالذين رشحوه لا يلعبون، ووضعوا خططًا جهنمية لكسب تعاطف الناخبين مع آرائه الصادمة لنا كمسلمين، سيدبرون قبيل بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية سلسلة عمليات قذرة، من عينة: شاب طويل عريض .. عملاق ، بلحية كثيفة، ووجه عبوس، يمسك بقسيس أو كاهن، ويذبحه بقسوة، بينما تنهال التكبيرات على أم مسامع الناخب الأمريكى، ويتم إخراج هذا المشهد بطريقة هوليودية ليفقأ عين معارضى ترامب، وانتظر كم مشهد دموى فى عدة ميادين أوروبية وأمريكية، مشاهد تفلق قلب الحجر، أبطالها الأشرار أحمد وعبد الله ومحمود ومحمد .. مسلمون أو هكذا سيبدو للرأى العام العالمى أن هؤلاء الأشرار مسلمون، وترامب صح، فى معاداته لهم ومنعهم من دخول أمريكا ـ إن فاز ـ فليبارك الرب ترامب فى حربه المقدسة ضد الإرهابيين المسلمين!
قلت لصديقى ضاحكا: أنت تشاهد كثيرا أفلام الخيال العلمى، وأكيد تنام دون غطاء!
مضى صديق العمر دون أن يعلق، لكن بيتر ناثان فعلها.
الأحد:
بيتر ناثان .. ليس منا بل يرتدى القبعة ويتحدث الإنجليزية، ولا يدين بالإسلام يقول: "إذا كنت معاديا للرأسمالية فإنها من اختراع اليهود، وهاهو جميع رأس مال العالم بيد اليهود، أما إذا كنت معاديا للشيوعية فستجد أن جميع الاشتراكيين والشيوعيين من اليهود كما هو الحال فى ماركس وتروتسكى وهانيه وتولز، وإذا فقدت ابنك فى الحرب فاليهود هم الذين سببوها، وإذا اعتبرت الصلح مخلا بشرف الأمة ومصالحها فاليهود هم الذين رتبوا الصلح".
الإثنين:
كثيرا ماتوقفت عند الحديث الشريف: "لَموتُ قبيلة أهونُ عند الله مِن موت عالم" وساءلتنى نفسى: لماذا؟ فإذا الإجابة النموذجية: رحل الدكتور أحمد زويل.. أول عالم مسلم يحصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، وقد كان بعلمه وأخلاقه قبائل بل جمهورية دعوية للإسلام، جمهورية علمية تمشى على قدمين، ونفع دينه ووطنه أكثر من ألف قبيلة جاء أفرادها إلى الدنيا وخرجوا منها دون أن تبتل جباههم بعرق "اقرأ".
موت جمهوريات المقاهى و"الأونطة" و"الفهلوة" و"ابجنى تجدني" و"فتّح عينك تاكل ملبن" أهون وأيسر عند الله من موت عالم بحجم زويل.
الثلاثاء:
أبو الحسن الشاذلى.. جاءته حلوى فاخرة فأخذ يوزعها، فانقبضت يد صوفى حوله وأبى أن يأكل، فقال له الحسن: لم؟ قال: نعمة جزيلة لاأستطيع أن أقوم بشكرها، فقال الحسن: كل ياأحمق .. فى الماء العادى نعمة لا تستطيع أن تقوم بشكرها.
الأربعاء: تقول قصة لأديب روسيا تولستوى:
(إنه كان فى إحدى مناطق المراعى فى روسيا جماعة يقسمون الأراضى الواسعة بطريقة غريبة بعض الشيء.. فكل إنسان يركب حصانه وينطلق مع شروق الشمس، وكل الأراضى التى يمر بها تصبح ملكا له بشرط أن يصل إلى النقطة التى بدأ منها ..قبل غروب الشمس ..والذى كان يحدث أن كل واحد منهم كان ينطلق بحصانه بأقصى سرعة لكى يقطع أكبر مساحة من الأرض، ولكن عندما يحاول العودة إلى النقطة التى بدأ منها يكون حصانه تعب، أو يكون مات منه فى الطريق، وبعض هؤلاء الناس قتلوا خيولهم.. وبعضهم حاول أن يعود على قدميه فمات هو الآخر دون أن يصل للنقطة التى بدأ منها).
الخميس:
هى : نفسى فى بنت.
هو: بنت ولد ..كله نعمة من عند الله.
هي: أنت ناوى تعصبنى وأنا حامل..
هو باسما : ياحبى .. أعصّبك .. ممكن؟ .. أنا وابنى أو ابنتى القادمة من سيدفع ثمن عصبيتك!
هى: إذن .. اعطنى ثمن عمل السونار لأعرف نوع الجنين ..
هو: سونار .. ؟ .. ياحبى وماله السونار الفرعوني؟
هى زاعقة : فرعونى .. ؟ ولدك فى أحشائى يسخر منك!
هو: والله لا أمزح .. قدماء المصريين ، كانوا يعرفون نوع الجنين بعد الأسبوع الأول من الحمل بلا سونار ولابطيخ!
هى : كيف .. ياطبيب النساء والولادة ؟!
هو : كانت المرأة الحامل تأتى بإناءين، وتضع فى أحدهما شعيرا والآخر قمحا، وتتبول فيهما بعد أسبوع من الحمل، فإذا نما أولا الشعير يكون المولود القادم ذكرا، وإما إذا نما القمح أولا، فالمولود سيكون بنتا!
هى .. تترنح، وتصرخ: آلام الوضع تداهمنى .. شعير إيه وخرابيط إيه ، انقلنى للمستشفى؟
هو: ولد يارب .
الجمعة :
إذا عصيت نفسك فيما كرهت فلا تطعها فيما أحبت، ولايغرنك ثناء من جهل أمرك.
سالم الحافي