| 05 مايو 2025 م

متابعات

وكيل الأزهر خلال لقاءات الحوار المجتمعى بمحافظة أسيوط: نتحاور مع الجميع دون إقصاء لنستعيد منظومة الأخلاق

  • | الخميس, 15 ديسمبر, 2016
وكيل الأزهر خلال لقاءات الحوار المجتمعى بمحافظة أسيوط: نتحاور مع الجميع دون إقصاء لنستعيد منظومة الأخلاق

برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يواصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعى بمختلف المحافظات المصرية، حيث عقد فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أسامة عبدالرؤوف نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع أسيوط، والمهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط، لقاء شاملا مع العاملين وطلاب المدارس والمعاهد بالمحافظة تم خلاله مناقشة كافة الأفكار والأطروحات التى تساهم فى استعادة منظومة الأخلاق داخل المجتمع..

وفى بداية كلمته رحب فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، بشباب أبناء محافظة أسيوط وطلاب الجامعة الذين لبوا الدعوة للحوار والاستماع لآرائهم والاستفادة من أفكارهم، مؤكدا أن هذا الحوار مصرى خالص دعا إليه السيد رئيس الجمهورية فى مؤتمر شرم الشيخ للتباحث مع الشباب والاستفادة من أفكارهم نحو استعادة منظومة الأخلاق وتصويب وضبط الخطاب الدعوى.

وأضاف أننا جئنا للحوار بقلوب مفتوحة للقاء مع كافة أبناء الوطن دون إقصاء لأحد من أجل استعادة مسار الأخلاق الذى يليق بالمجتمع، مشيراً إلى أن مصر جرحت من أبنائها جرحا كبيرا لا يستحق منا أن نقف مكتوفى الأيدى ونترك الأمور على ما هى عليه، فمصر التى بها الأزهر الشريف لا ينبغى أن تكون أخلاقيات بعض المنتسبين إليها كما نراه حاليا، فمنظومة الأخلاق تضررت كثيرا وكذلك المحبة بين الناس والتعرض بين الناس بالأذى الفكرى الذى بلغ مداه فلا ينبغى أن يكون هذا هو حال المصريين.

وشدد على أن مصر لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال بلدا للإرهاب كما يحاول البعض الترويج فى ظل وجود الأزهر الذى يحمل رسالة الإسلام السمحة ويعلم الأخلاق ويحذر من الكراهية ونبذ الأخر، مؤكدا أن الأزهر لا يبتدع أحكاما ولا يوائم ظروفا سياسية ولا يتواءم معها فهو يدعو كما تدعو الأديان للمحبة والسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما فرض دينه بالقوة وكيف يفعل ذلك والله تعالى يقول (لا اكراه فى الدين) فبين للناس طريق الحق والباطل والناس يسلكون طريقهم كما يريدون والأزهر يفعل هذا.

كما أكد وكيل الأزهر أنه لم يثبت تاريخيا أن الرسول عليه الصلاة والسلام انتقض عهدا، ومن يقلب فى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وخاصة من يقولون إنهم يتبعونه وهم يقومون بالفظائع بين الناس سيجد قوله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) إنه تاج فوق رؤوس المسلمين نباهى به، أما ما نراه من مناظر عبثية يقوم بها البعض فأقول لهم الإسلام من أفعالكم براء، فترويع الناس والاعتداء عليهم برفع راية لا إله إلا الله كذب على الله وسيقف علماء الإسلام لكم بالمرصاد ويثبتون براءة الإسلام من أفعالكم.

وطالب وكيل الأزهر الشباب بضرورة المصارحة والمكاشفة فى الحوار خاصة فى نقدكم لمؤسسة الأزهر، وكيف تقيمون أداء الوزارات المختلفة وماذا عليها أن تفعل حتى نستعيد منظومة الأخلاق لنرفع راية الوطن ونضبط الأداء المنفلت خاصة فى المجال الدعوى الذى تطفل عليه البعض، مشددا على ضرورة مواجهة الفتاوى التى تضيق على المرأة والشباب الكثير من الأمور دون فهم للنصوص.

وقال المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط إن الحوار المجتمعى يمثل استراتيجية هامة لوضع هدف فعال يهدف إلى ضبط الخطاب الدعوى للحفاظ على الهوية المصرية والحضارية، مشيراً إلى أن محافظة أسيوط نال عدد من أبنائها الشهادة فى التفجيرات الأخيرة بالعريش وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء.

وأكد على دور القوات المسلحة فى الحفاظ على حدود مصر وحمايتها من براثن الإرهاب، مؤكدا أن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحى فالجهل والضلال والأفكار الخبيثة هى ما تدفعه لهذه الأفعال، ومن هنا تأتى أهمية الحوار المجتمعى لحماية الشباب من براثن هؤلاء الإرهابيين.

وأضاف أن هناك مؤسسات لديها دور هام للغاية فى استعادة منظومة الأخلاق وهى الأسرة والمسجد والكنيسة والإعلام جميعها مسئولة عن دعم الولاء والانتماء والأخلاق الحميدة، مؤكدا على دور الأزهر فى توجيه الحوار الجاد والهادف تجاه الشباب وحمايتهم.

وقال الدكتور أسامة عبدالرؤوف نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط إن الحوار المجتمعى الذى أطلقه الأزهر الشريف برعاية الإمام الأكبر يأتى فى وقت هام تحتاجه مصر التى تعيش أزمة حقيقية بسبب ظهور أفكار العنف التى تستهدف أرواح الأبرياء.

وأشار إلى أن أصحاب هذه الأفكار ينسبونها للأديان وهى منها براء، فالأديان كلها تجمع ولا تفرق والمشترك بينهم يهدف لصالح الإنسانية والعيش المشترك، فالحوار هو سبيل التعايش السلمى بين أبناء الوطن.

وأكد على دور الأزهر الشريف والكنيسة المصرية فى دعم ثقافة الحوار مع جميع الأطراف والأفكار والثقافات لمد جسور التعايش والانفتاح على الثقافات والأديان.

وقال القمص بطرس بطرس مساعد مقرر لجنة الخطاب الدينى ببيت العائلة، إننا نريد رد الجميل لهذا الوطن الذى قدم لنا الكثير، فقد تربينا فيه وعشنا تحت سمائه وتنفسنا من هوائه، فمصر وطن يعيش فينا ويمثل لنا الأمن والأمان.

وأضاف أن مصر لها أمانة فى أعناقنا فقد زارها الأنبياء وعاشوا فيها ولهم فيها مكانة كبيرة، وهو ما يؤكد عناية الله بمصر ومكانتها عنده، فمصر بلد الأزهر الشريف وبلد الشهداء، مصر المستقبل التى بنت السد العالى وحفرت قناة السويس، علينا أن ننظر لمن حولنا من البلاد لندرك قيمة مصر ونحافظ عليها، ونؤدى حقها علينا من العمل والولاء والطاعة والإخلاص لهذه الأرض، فمن حب الوطن أن ندافع عنه ونحفظ قوانينه ولا نغتصب شيئا ليس من حقنا، يجب أن نحترم الكبير والصغير نتعامل مع الشركاء فى الوطن بالمحبة ولا نميز بينهم لنعيش بالمحبة جميعا، مؤكدا ضرورة تقديم المصلحة العامة للوطن ووأد الفتن التى تحاول المساس بوحدته الوطنية فمصر ستظل وطنا يعيش فينا كما قال البابا شنودة.

وقال الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إننا هنا لنحتفى بشبابنا ونستمع لآرائهم فى الحوار المجتمعى بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الذى يرعى الحوار داخليا وخارجيا، لأنه على إيمان كامل أن الشباب أمل ومستقبل كل أمة، والمستقبل لن يتحقق إلا بالحوار بين أبناء المجتمع.

وأضاف أن الحوار يهدف للمشاركة بين جميع الأطراف ليقف كل على مسئولياته ووجوب الانصات وتقدير قيمة الشباب ومكانتهم، مشددا على ضرورة عدم التقليل من آرائهم مع الاستفادة من فكر الكبار خاصة وأننا نعيش فى زمن لا يعترف إلا بالأقوياء، قائلا: إن الأزهر لديه مسئولية وطنية كبيرة ويؤمن بأهمية الحوار المجتمعى العملى بعيد عن الغرف المغلقة التى لا تفيد المجتمع بشىء.

وشدد على أن الأزهر يعمل فى صمت ويعمل ميدانيا على أرض الواقع، ولن يلتفت لمن يحاولون إيقاف مسيرته، فالأزهر لديه قناعة كاملة بدور الشباب وسيواصل الالتحام بهم ميدانيا، ولن نتعامل مع رؤى معلبة فكل محافظة لها احتياجات وكذلك الشباب مؤكدا على حاجة الشباب للتدريب والدفع بهم فى كافة المواقع.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg