حسن مصطفى
أطلق الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف مبادرة أزهرية فى محاضرته التى ألقاها بمركز الدراسات الإسلامية بجامعة الملايو من أجل تغيير واقع الإعلام فى الدول العربية والإسلامية، مطالبا إياها بأن تعيش وتلامس ما يحدث فى المجتمعات القريبة منها والتى تحيط بها، ونقل الأحداث بشكل محايد، مطالبا بخطاب إعلامى هادف وليس "هاتف"، وبصفة خاصة الخطاب الإعلامى الذى انتشر بعد ما اسماه الغرب بالربيع العربي، والذى وصل إلى الكثير من الدول الإسلامية وشتت الجهود التى تبذل من أجل تقدم واستقرار الدول العربية والإسلامية، مشددا على ضرورة أن يتخلى الإعلام عن الأجندات الخارجية التى تريد أن تقضى على الدول العربية والإسلامية وتجعلها تعيش فى صراع دائم.
زرع الأمل
فى البداية طالب الدكتور عباس شومان وسائل الإعلام فى الدول العربية والإسلامية من خلال مبادرته أن يدعم الدول العربية ويساندها فى خطط التنمية والتقدم، بدلا من تنفيذ أجندات خارجية تسعى لهدم الدول الإسلامية والعربية، وتفتيت وحدتها، مشددا على ضرورة العمل على نشر القيم الإسلامية التى تدعو المجتمع إلى العمل والتقدم، وزرع الأمل فى نفوس الشباب ودفعهم نحو العمل والإنتاج، مؤكدا أن الإعلام الهادف هو الذى يسعى الى مساعدة الدول على الاستقرار والتقدم، ومحاربة كافة أشكال العنف، والهدم، مبينا أن الشريعة الإسلامية حثت على أن يكون الخطاب الإعلامى خادما لمصالح المجتمعات فى تقدمها وتنميتها واستقرارها، وليس هدمها، وإثارة الفتنة والطائفية فيها، وليس ذلك قاصرا على الإعلام فى الدول العربية والإسلامية فقط، وإنما للإعلام بصفة عامة، من أجل أن يعم السلام والمحبة بين البشرية جمعاء.
ونبه وكيل الأزهر على ضرورة أن يعمل الإعلام مع مؤسسات الدولة فى نشر ثقافة السلام والمحبة والترابط، ومحاربة كافة أشكال العنف، وأن يساهم مع مؤسسات الدولة المعنية فى تنفيذ خططها التنموية، مطالبا وسائل الإعلام بالاهتمام بالجانب الدينى ومواجهة محاولات تشويه صورة الإسلام من الجماعات التى تتستر بالدين، والعمل على توضيح حقيقة التراث الإسلامى وإظهار براءته أمام وسائل الإعلام الغربية ونقل النصوص الصريحة والواضحة التى تؤكد حرمة وجريمة ما تفعله تلك الجماعات، طارحا مبادرته بتغيير وسائل الإعلام واقعها فى الدول الإسلامية، مناشدا وسائل الإعلام مساندة العلماء وإعلاء صوتهم لمواجهة ما يروج من أكاذيب عن الإسلام ونشر الصور المشرقة للإسلام والتى لم يسبق إليها أى شرع، مبينا أن الإسلام حفظ حقوق الحيوان والجماد والشجر، وحفظ النفس البشرية، محملا الإعلام المصرى رسالة إلى العالم لتأكيد قيم الإسلام ومساندة الأزهر فى تجديده للخطاب الإسلامى والتخلى عن سياسة النقد والهجوم.
واقع أفضل
من جانبه أثنى الدكتور أحمد زارع وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر على مبادرة الدكتور عباس شومان التى طالب فيها وسائل الإعلام فى الدول العربية والإسلامية بتغيير واقع الإعلام فى تلك الدول، مؤكدا أن الإعلام يجب أن يكون نابعا من مشاكل المجتمعات ومتحدثا عنها طارحا الحلول لها، ومساندا للدولة فى تنفيذ خطط تنميتها، ومساهما فى استقرارها بدلا من تنفيذ أجندات خارجية تستهدف إحلال الصراع والتفكيك محل الاستقرار التى تنشده، مشددا على ضرورة أن تتخلى وسائل الإعلام عن أساليب ممارساتها التى تخدم أعداء الإسلام والعروبة، حتى يمكن أن يعود الوطن العربى كيانا واحدا مترابطا ومتكاتفا، وأن يكون الإعلام العربى على قدر المسئولية مع المرحلة الجديدة التى بصددها فى حربه على الإرهاب والطائفية والتفكك، وأن يساهم الإعلام العربى مساهمة بناءة فى بناء الوطن العربى ولم الشمل العربى مرة أخرى.
وأكد وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر على خطورة الدور الذى يلعبه الإعلام فى المجتمعات العربية والإسلامية ضاربا مثالابإحدى الفضائيات التابعة لدولة عربية عن الدور الذى تقوم به فى تفكيك الدول العربية، متخلية عن عروبتها، والمضى قدما فى إظهار صورة مغايرة تماما للواقع العربي، بدلا من الدعوة إلى لم الشمل العربى وتكاتف الأمة ضد أعدائها، لافتا إلى أن الأمة العربية الآن فى أصعب مراحلها وتحتاج إلى أسلحة إعلامية للم شملها ورأب صدعها، ومحاربة من يريدون تفكيكها، مشيرا أيضا للدور الذى يمكن أن يقوم به الإعلام المحلي، منوها إلى ضرورة أن يسير الإعلام المحلى فى تنفيذ خطط الدولة ومساندة مؤسساتها فى تنفيذ خطط التنمية والاستقرار والتخلى عن الفضائح والابتعاد عن الخطاب الإعلامى المثير للفتنة والطائفية والصراع.
حراك إعلامى هادف
من جانبها أكدت الدكتورة فؤادة البكرى أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة حلوان على أهمية الدور الذى يقوم به الإعلام فى أى مجتمع من المجتمعات، مؤكدة أن الدور الأساسى للإعلام هو التعبير عن الواقع بشكل محايد دون تشويه أو تعتيم، بالإضافة إلى مساندة الدولة فى تنفيذ خططها التنموية والاستقرار، مشيدة بمبادرة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ودعوته لوسائل الإعلام فى الدول العربية والإسلامية بمساندة الدول العربية فى تغيير واقعها للأفضل، ومساندة مؤسسات الدولة فى تنفيذ آلياتها وخططها نحو الاستقرار والتنمية، مؤكدة أن هذا الدور الإعلامى كان لابد له أن يتم بعد ثورات الدول العربية.
وأوضحت البكرى أن الإعلام المحايد هو الذى يتخلى عن أطماعه ويسير مع الدولة فى استقرارها، ومانراه الآن لايعبر مطلقا عن مساندة الإعلام ودعمه للدول العربية بل ما يحدث هو العكس، مبينة الدور الذى يجب أن يكون عليه الإعلام فى مساندة الأزهر الشريف فى تجديده للخطاب الديني، مشيرة الى أن بعض الفضائيات لا تركز على الايجابيات وانما تركز على السلبيات متناسية تماما الايجابيات التى يقوم بها الأزهر الشريف، بالرغم من أن ميثاق الشرف الإعلامى يقتضى أن يظهر الايجابيات والسلبيات معا ويترك للجمهور الحكم دون أن يتلاعب بأساليب الإقناع للتأثير على المجتمع نحو هدفها، مطالبة الإعلام بـأن يتفق مع مبادرة وكيل الأزهر ومساندة الدول العربية والإسلامية لتغيير واقعها نحو الأفضل.